قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير الخارجية توني بلينكن يوم الاثنين إنه ملتزم بإبرام اتفاق بشأن أسرى غزة ووقف إطلاق النار، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنه رفض منح مفاوضيه مساحة كافية لإبرام صفقة.
أطلع فريق التفاوض الإسرائيلي نتنياهو بحسب تقرير لمنصة “أكسيوس ” الإخبارية الأمريكية ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية ” على أنه إذا منحهم المزيد من مساحة الحركة، فقد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق. رفض نتنياهو التزحزح ووبخهم على “الاستسلام”، كما قال مسؤولان إسرائيليان كبيران لوكالة أكسيوس.
أبلغ المفاوضون – مدير الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشين بيت رونين بار والجنرال نيتسان ألون – نتنياهو في إحاطة يوم الأحد أنهم كانوا يتفاوضون منذ أشهر وأن التوصل إلى اتفاق قائم على مواقفه الحالية أمر غير ممكن.
لكن نتنياهو يواصل القول إنه إذا صمدت إسرائيل، فإن حماس سوف تستسلم في النهاية.
يأتي هذا في الوقت الذي رفضت حماس الاقتراح الأمريكي الأخير يوم الأحد، وألقت باللوم على الخطوط المتشددة لنتنياهو.
كان ذلك بعد أن زعم البيت الأبيض تحقيق تقدم كبير خلال المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس بايدن يريد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.
وقال بلينكن خلال زيارة لإسرائيل يوم الإثنين إن نتنياهو قبل الاقتراح الأمريكي وأصبح من واجب حماس الآن أن تحذو حذوه.
وقد أربك هذا البيان بعض المسئولين الإسرائيليين الذين أخبروا أكسيوس أن الخطوط المتشددة لنتنياهو تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة.
ويؤيد نتنياهو الاقتراح الأمريكي – الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة – مع العلم أن حماس سترفضه، كما قال مسئولون إسرائيليون كبار لأكسيوس.
يقول المصادر إن تصريحه العلني بأن المفاوضين الإسرائيليين كانوا “متفائلين بحذر” بشأن إبرام صفقة كان موقفًا سياسيًا مشيرة إلي أن أي فجوات تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس.
.
واستدركت المنصة الإخبارية الأمريكية قائلة :على الرغم من التفاؤل من واشنطن، فإن الوسطاء المصريين والقطريين الذين كانوا يقدمون تحديثات لحماس لم يعتقدوا أن أي تقدم حقيقي قد تم إحرازه، كما قال أحد المسئولين الإسرائيليين لموقع أكسيوس.
أطلع المفاوضون الإسرائيليون نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع على أن حماس سترفض الصفقة وتزعم أنها تمثل مواقف إسرائيل، وليس الولايات المتحدة. وفي يوم الأحد، قالت حماس بالضبط ذلك.
ومن المهم الإشارة هنا إلي أن هناك عقبتتين رئيسيتين في المحادثات هما المطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة – أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، وأن يتم إنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال. وقد رفضت حماس كلا المطلبين.
فيما خلص وزير الدفاع يوآف جالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أنهم قادرون على التخفيف من خطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا، وأن إنشاء مثل هذه الآلية الرقابية سيستغرق شهورًا.
وعلاوة على ذلك، قال جالانت والمفاوضون لنتنياهو في اجتماع الأحد إن تأخير أي اتفاق حتى يتم تلبية هذه المطالب قد يعرض للخطر ما يقرب من 115 رهينة ما زالوا في الأسر ويزيد من خطر الحرب الإقليمية، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون.
من جانبهم التقى مسئولون إسرائيليون ومصريون وأمريكيون في القاهرة يومي الأحد والاثنين لمناقشة ممر فيلادلفيا. وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه بناء على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها لكنها لا تزال تنشرها على طول الممر. ورفض المصريون هذه الخطة.
وقال أحد المسؤولين لأكسيوس: “كانت المحادثات في القاهرة عقيمة. نحن عالقون بالتأكيد”.
وكان بلينكن ونتنياهو قد ناقشا غزة لمدة ثلاث ساعات يوم الاثنين، حيث أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تتوقع إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع.
وقال المصدر إن بلينكن شعر بأن نتنياهو كان “بناءً” ويريد حقًا المضي قدمًا في صفقة جزئيًا لأنه قلق بشأن خطر التصعيد الإقليمي دون التوصل إلى اتفاق.
وقال نتنياهو في بيان إنه أبلغ بلينكن أنه ملتزم بالمقترح الأمريكي الحالي، والذي أكد أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية.
وفي هذا السياق قال نتنياهو لبلينكن إنه ينوي إرسال رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قمة متابعة في القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفقًا لما قاله أحد مساعدي نتنياهو لوكالة أكسيوس.
وقال مسئول إسرائيلي: “ما يهم ليس ما إذا كان نتنياهو يرسل المفاوضين، ولكن ما إذا كان يمنحهم تفويضًا واسعًا بما يكفي للتوصل إلى اتفاق”.