شن جيش الإحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مساء يوم الخميس، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين في ليلة عيد الأضحى، وسط إدانات رسمية لبنانية تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاءت الضربات الجوية بعد نحو 90 دقيقة من تحذيرات إسرائيلية بإخلاء أربعة مواقع في المنطقة، حيث استهدفت ما لا يقل عن 10 غارات أحياء سكنية، مما أدى إلى انتشار أعمدة دخان كثيفة واختناقات مرورية، وفقاً لمشاهدات مراسلي رويترز.
خرق متكرر للهدنة
تمثل هذه الغارات الرابعة من نوعها منذ دخول اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حيز التنفيذ، بعد عام من المواجهات بين إسرائيل وحزب الله. وينص الاتفاق على انسحاب الميليشيات المسلحة من جنوب لبنان ونزع سلاح الجماعات غير التابعة للدولة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت “بنى تحتية تستخدم لتصنيع طائرات مسيرة تحت الأرض وسط مناطق مدنية”، متهمًا حزب الله بتلقي تمويل وتوجيه من “جهات إيرانية إرهابية”. فيما نفت الجماعة اللبنانية مراراً وجود منشآت عسكرية في الأحياء السكنية.
تحذيرات وردود فعل لبنانية
وأفاد مصدر أمني لبناني لرويترز بأن الجيش اللبناني تلقى إنذاراً بوجود معدات عسكرية في أحد مواقع الضاحية، لكنه لم يعثر عليها خلال عملية التفتيش. وأضاف أن القوات اللبنانية حاولت العودة للموقع لمنع القصف، إلا أن الغارات الإسرائيلية سبقتها.
وأدان الرئيس اللبناني ميشال عون الهجمات واصفاً إياها بـ”الاستباحة السافرة للقانون الدولي”، بينما وصف رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الاعتداءات بـ”الانتهاك الصارخ لسيادة لبنان وقرار مجلس الأمن رقم 1701″، مطالباً المجتمع الدولي بـ”تحمّل مسؤولياته”.
تصعيد متبادل واتهامات
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية توتراً متصاعداً في الأشهر الأخيرة، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعدم الالتزام بالهدنة. وتستمر إسرائيل باحتلال خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، بينما يشن حزب الله عمليات عسكرية متفرقة، آخرها إطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية تضامناً مع حركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجدد مكتب المنسق الأممي الخاص للبنان تحذيره من تداعيات التصعيد، مشيراً إلى أن الغارات “أثارت ذعراً بين المدنيين في ليلة دينية مقدسة”.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات، مع استمرار إسرائيل في سياسة الاغتيالات والضربات الاستباقية، بينما يحذر حزب الله من “رد قد يفاجئ العدو”، وفق تعبيرات قياداته.