حظيت وحدات المقاومة الإيرانية ودورها في المشهد السياسي والعملياتي باهتمام لافت للنظر بين حضور مؤتمر إيران حرة الذي عقد في باريس مؤخرا والتعليقات التي تناولته في وسائل الإعلام على مدى الأيام الماضية.
كتب بروس ماكولوم الرئيس السابق لمؤسسة فريدوم هاوس في أمريكا، مقالة تشير إلى «الفصائل الحازمة والعنيدة والرائدة في وحدات المقاومة» مشيرا إلى ما وصفه بهدير جماعي لـ10.000 من أعضاء وحدات المقاومة خلال المؤتمر يدلل على الالتزام الراسخ بالقضية، وأشار الجنرال جيمس جونز، القائد السابق لحلف شمال الأطلسي وأول مستشاري الرئيس باراك اوباما للأمن القومي إلى مقاومة 40 عامًا في إيران وفشل القمع الوحشي في إطفاء لهيبها، مؤكدا محافظة وحدات المقاومة في إيران على نار الانتفاضة، أكد جونز على جوهر نضال وحدات المقاومة داخل البلاد، مشيرا لارتباط الصراع -بحكم محتواه الثوري والتقدمي- بالتطلعات القديمة والتاريخية للشعب الإيراني، وعدم اقتصاره على مواجهة الاستبداد الديني، مشددا على أن الاحتجاجات دليل واضح على تطلعات الإيرانيين لمجتمع الديمقراطية، واصفا ما يجري بالصراع الحاسم ضد جميع أشكال الديكتاتورية، تحت شعار «لا» للظالم و«لا» لأي حكم يحرم الإيرانيين من الحرية.
توقف يانس يانشا، رئيس وزراء سلوفينيا الأسبق عند الأسس القوية للمقاومة المستمرة منذ 40 عامًا، ولا تزال قوية رغم مجزرة 30 ألف سجين سياسي، مشيرا إلى أعضاء وحدات المقاومة الذين يواجهون القوة الوحشية للحرس، وجعلوا التغيير أمرًا لا مفر منه، فيما تطرق جون بيرد وزير خارجية كندا السابق، إلى شرعية المقاومة، قائلا إن «الثورة التي تحدث في جميع أنحاء إيران الآن قوية ومنظمة بشكل جيد» وتحقق ذلك بفضل شجاعة الآلاف من وحدات المقاومة المنتشرين في كل زاوية ومدينة.
تضمن الخطاب السياسي المتداول في المؤتمر عددا من الحقائق بينها فشل نظام الملالي في قمع الانتفاضة وإطفاء لهيب المقاومة، مناعة الانتفاضة في إيران بفعل التضحيات والإرث المتمثل بـ 40 سنة من المقاومة، ضمان وحدات المقاومة لإيران الغد الحرة، مما يدلل على متابعة المراقبين تطورات 40 عاما من الصراع بين المجاهدين ونظام ولاية الفقيه، قراءتهم الدقيقة لمحاولة قادة النظام التقليل من شأن المقاومة وادعاء فنائها لرفع معنويات قواتهم المنهارة، ثم اعتراف بعضهم بعدم جدوى هذه الدعاية، وآخرها ما جاء في تصريح لعباس سليمي نمين عنصر إعلام وأمن الملالي مؤخرا الذي قال فيه، على عكس بعض الذين يعتقدون أن لدى مجاهدي خلق مشكلة في ألبانيا ستؤدي إلى زوالهم، أرى فيهم تيارا يغير أساليبه، لم نتصرف معهم بالقدر والطريقة المفترضة، مشددا على أن المجاهدين أقوى منظمة ضد ملالي إيران.
خرج المتحدثون بقناعة مفادها أن «وحدات المقاومة في إيران مصدر الأمل للشعب الإيراني، القوة الدافعة للتغيير من خلال الانتفاضات والاحتجاجات المستمرة، التي تزداد قوة كل يوم، في الوقت الذي يذبل النظام» وعلى العالم أن ينتظر التغيير الذي بات وشيكا.