إيفان ساشا شيهان يكتب: النظام الإيراني مصدر تمويل رئيسي للإرهاب العالمي

 على الرغم من أن النظام الديني في إيران لعب دورًا رئيسيًا ونشطًا في توليد وتأجيج الحروب، إلا أنه تمكن من التهرب من المساءلة والإفلات من العواقب المترتبة على أفعاله.

على الرغم من كونها أبرز دولة راعية للإرهاب العالمي ومتورطة في ممارسات مثل احتجاز الرهائن، والحرب الإقليمية، والابتزاز النووي، فقد صور النظام الإيراني نفسه على أنه أحد ركائز النظام الدولي.

وما يثير الدهشة بنفس القدر هو طريقة التعامل مع حركة المعارضين الإيرانيين، التي تظل تشكل التهديد الأكبر للنظام الديني.

قبل سنوات من أحداث 11 سبتمبر، حذرت هذه الحركة العالم من التهديد العالمي الجديد لأصولية الملالي، وكشفت شبكات الإرهاب التابعة للنظام وبرنامج الأسلحة النووية السري.

ولكن بدلاً من تلقي الدعم والاعتراف لجهودها، واجهت الحركة قيودًا لا مثيل لها حيث تبنت القوى الغربية سياسة الاسترضاء تجاه طهران.

على مدى أربعة عقود، استسلمت القوى العالمية للنظام الإرهابي على حساب الشعب الإيراني وحركة مقاومته، بينما نما التهديد الذي يشكله النظام بشكل خطير إلى نقطة اللاعودة.

المقاومة الإيرانية لم تردعها التحديات واعتمدت باستمرار على قدرتها التنظيمية وبنيتها الراسخة لإحداث تغيير النظام وقيادة البلاد من خلال انتقال سلمي لتمكين شعبها.

والدليل على التزامهم يكمن في ما يقرب من ستة عقود من المثابرة، حتى خلال الأوقات الأكثر تدميرا في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا.

وسواء كان الأمر للأفضل أو للأسوأ، فإن الخيار الوحيد القابل للتطبيق اليوم لمنع دولة إرهابية مسلحة نووياً من اكتساب النفوذ في كل نزاع دولي هو مواجهة الحقيقة الحتمية: لا بد من تمكين الشعب الإيراني حتى يتمكن من اقتلاع الثيوقراطية وإحداث التغيير الديمقراطي.

وهناك بديل قابل للتطبيق وقادر على تحقيق ذلك ــ البديل الذي لا يحتاج إلى سنت واحد أو قطرة دم من أي قوة أجنبية.

إن كل ما يتعين على العالم أن يفعله هو التوقف عن إضفاء الشرعية على النظام والتعامل معه، والاعتراف بدلاً من ذلك بحق الشعب في المقاومة والدفاع عن نفسه ضد مضطهديه الوحشيين.

إن الشعب الإيراني وحركة المقاومة المنظمة لديه القدرة والعزم على تحقيق هذه الغاية. التغيير والتحرر من الظالمين.

ومن خلال تفكيك النظام الأصولي للجمهورية الإسلامية -الثيوقراطية القاتلة التي تواصل استغلال ثروتها المعدنية الهائلة لأغراض خبيثة- يستطيع زعماء العالم وقف تمويل الإرهاب العالمي، ونزع فتيل التهديد المتمثل في حدوث سباق نووي في نهاية المطاف، ووضع حد لنقل الأسلحة النووية و طائرات بدون طيار للدول الاستبدادية. وستكون النتيجة تعزيزاً كبيراً للسلام والأمن، وتمكين صناع السياسات من تحويل انتباههم بعيداً عن الحروب التي لا نهاية لها نحو تعزيز رخاء ورفاهية المواطنين العالميين.

* البروفيسور إيفان ساشا شيهان هو العميد المشارك لكلية الشؤون العامة والمدير التنفيذي السابق لكلية الشؤون العامة والدولية بجامعة بالتيمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights