رغم تراجع أعداد المهاجرين التونسيين غير النظاميين في إيطاليا، تتفاقم أوضاعهم المأساوية داخل مراكز الاحتجاز والسجون التي تحوّلت إلى أماكن لانتهاك الحقوق، في ظل إهمال رسمي وتعامل عنصري من السلطات الإيطالية وصمت مريب من الدبلوماسية التونسية.
حيث أفاد الناشط مجدي الكرباعي، وفاة مهاجر تونسي داخل زنزانته بسجن “ماسا كارارا” في إقليم توسكانا شمالي إيطاليا، مما يرفع عدد المهاجرين التونسيين الذين توفوا في السجون الإيطالية منذ بداية عام 2025 إلى سبعة.
وقال الكرباعي في تدوينة على صفحته في فيسبوك مطلع هذا الأسبوع أن الشاب التونسي عُثر عليه جثة هامدة داخل زنزانته، بعد يومين فقط من نقله إلى السجن، علما أنه كان قبل ذلك ينفذ عقوبة الحبس المنزلي.
وأكد أن مؤسسة تابعة لوزارة العدل الإيطالية، قد أبلغت رسميا عن وفاة هذا المهاجر، لترتفع عدد حالات الوفيات بين المهاجرين التونسيين في السجون الإيطالية إلى سبع منذ بداية العام.
وانتقد الكرباعي تكرار حالات الوفاة في سجون إيطاليا، لافتا إلى غياب أي تحرك رسمي تونسي يذكر.
وقال أن هناك شهادات موثقة عن التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون التونسيون في هذه السجون، ما يزيد من هشاشة أوضاعهم النفسية والجسدية.
وذكر الكرباعي عن “نقابة أعوان السجون في إيطاليا”، أن سجن “ماسا كارارا” يعاني من اكتظاظ شديد، إذ تجاوز عدد السجناء فيه الطاقة الاستيعابية، حيث يوجد 272 سجينا في حين أن طاقة السجن الاستيعابية تصل إلى 176 فقط.
ويحتل التونسيون المرتبة الثانية من حيث عدد السجناء الأجانب في إيطاليا بعد المغاربة، إذ بلغ عدد السجناء والموقوفين التونسيين 2,186 شخصا بينهم 13 امرأة، بحسب بيانات وزارة العدل الإيطالية بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2025.
وانتقد الكرباعي عدم تحرك الجهات الرسمية التونسية لمتابعة أوضاعهم،
وأشار إلى أن عائلات العديد من الضحايا طالبت بإجراء تشريح طبي لجثث أبنائها إلا أنها لم تحصل على تقارير الطب الشرعي.
وأكد أن شبكة من الجمعيات الحقوقية المدنية في إيطاليا وثقت دعاوى ضد أعوان السجون الذين تورطوا في اعتداءات متكررة على المهاجرين من جنسيات مختلفة، من بينها التونسيين.
وتشمل هذه الانتهاكات “التعذيب والضرب والاغتصاب وسكب البول على السجناء دون مراعاة لحقوقهم الإنسانية وكرامتهم”.
يذكر أن وزيرة الداخلية الإيطالية قد أعلنت مؤخرا عن تراجع عدد المهاجرين التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية منذ بداية 2025، حيث لم يتجاوز عددهم 648 مهاجرا مقارنة بـ3,462 في الفترة نفسها من العام الماضي.