الأمة الثقافية

“الجوعُ المتمرّد”.. شعر: مصطفى عكرمة

جوعٌ تمرَّدَ فاستحالَ صياحا

 واشتدَّ يومًا فاستحال رياحا

باركتُه يَهَبُ الجراحَ دواءها

 وأخو الجِراحِ يباركُ الجَرَّاحا

قدرٌ هو الجرحُ العميقُ وصبرُه

  ليلٌ تململَ كي يشعَّ صباحا

آمنتُ بالجوعِ المزمجرِ عاصفًا

فيدمِّرَ الطَّاغوتَ والسفاحا

لم تأتِ يومًا من غنيٍ ثورةٌ

  كلا ولا عرَفَ الغنيُّ جِماحا

متململاً حذِرًا ويملأ قلبه

 خوفٌ يُري شَدوَ الطيورِ سلاحا

مترقبًا سوءَ المصيرِ لظلمهِ

  ما ارتاحَ ممَّا همَّهُ وأراحا

لولا المظالمُ ما رأينا جائعًا

  كلا، ولم نرَ شاكيًا مُلتاحا

يا جوعُ حسبُكَ أن تكونَ مظفَّرا

  يومًا وتأبى أن تكونَ مُباحا

كمْ جاءَ ممَّنْ جوعوهُ ثائرٌ

  لم يخشَ من ظلمِ الطُّغاةِ نباحا

فإذا المجوَّعُ سيِّدٌ في قومهُ

  وإذا المجوِّعُ باللعائنِ راحا

يا جوعَ كلِّ شعوبِ أمَّتنا متى

  أجدُ المجاعةَ في الشعوبِ رياحا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى