شهدت المشاعر المقدسة صباح اليوم الأربعاء توافد حشود حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، في مستهل مناسك الحج، لإحياء يوم التروية، أحد أبرز الأيام في رحلة الحاج الروحية.
أصل التسمية والمعنى
يُسمى اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بـ”يوم التروية” لأن الحجاج كانوا قديماً يتزودون فيه بالماء استعداداً للوقوف في عرفات في اليوم التالي، حيث لم تكن موارد المياه متوفرة كما هي اليوم. والكلمة مأخوذة من “الري”؛ أي التزود بالماء.
الشعائر في هذا اليوم
في يوم التروية، يتوجه الحجاج إلى مشعر منى بعد شروق الشمس، ملبين ومكبرين، ليؤدوا هناك صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا بدون جمع. ويبيتون ليلتهم هناك اتباعًا لسنة النبي محمد ﷺ، استعدادًا للانطلاق إلى عرفات فجر اليوم التاسع.
المسار التنظيمي
قامت وزارة الحج والعمرة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والصحية والخدمية لضمان تحرك سلس وآمن لملايين الحجاج من مكة إلى منى.
تم تجهيز مخيمات متطورة تتوفر فيها خدمات التبريد والتهوية والطعام، إضافة إلى تواجد طواقم طبية وإسعافية على مدار الساعة.
جهود المملكة التنظيمية
أكد المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة أن المملكة سخرت كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تم تشغيل خطة تصعيد الحجاج إلى منى منذ ساعات الصباح الأولى، بمشاركة آلاف العاملين في الأمن، والنقل، والصحة، والدفاع المدني.
كما تم توجيه الحجاج بعدم التزاحم والالتزام بالإرشادات الصحية، خصوصًا في ظل استمرار التحذيرات من ضربات الشمس وارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت اليوم 42 درجة مئوية في المشاعر.
مشاعر الحجاج
عبّر عدد من الحجاج عن فرحتهم وسعادتهم بوصولهم إلى منى، مؤكدين أن التنظيم كان مريحًا وأنهم يعيشون أجواءً روحانية مهيبة.
خلفية دينية
يوم التروية يُعد من أيام الحج الستة التي يبدأ فيها الحاج الإحرام إن لم يكن قد أحرم سابقًا، ويتهيأ للوقوف في عرفات، الركن الأعظم من الحج.
ويوم التروية يمثل بداية الذروة الروحية للحج، وهو تذكير للمسلمين بضرورة الاستعداد، لا ماديًا فقط، بل إيمانيًا وروحيًا.
حيث تتجه أنظار العالم الإسلامي الآن إلى عرفات، حيث ستبلغ مشاعر الحجيج أوجها في اليوم التالي.