تجددت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عام 2024 واستمرت خلال عام 2025 بوتيرة متصاعدة، ما جعلها من أبرز التحديات الاقتصادية العالمية.
إذ فرضت كل من واشنطن وبكين موجات جديدة من الرسوم الجمركية على سلع مستوردة بمليارات الدولارات، مما أثار قلق الأسواق العالمية وخلق ضبابية في مستقبل الاقتصاد الدولي.
ما هي أسباب تجدد الحرب التجارية؟
بدأت الحرب التجارية أساسًا نتيجة خلافات حول ممارسات الصين التجارية، وحقوق الملكية الفكرية، والعجز التجاري الأمريكي الضخم مع بكين. ومع عودة التوترات السياسية في أواخر 2024، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك تعريفات جمركية إضافية، فردّت الصين بالمثل.
التأثير على الاقتصاد الأمريكي
أظهرت التقارير تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة نتيجة للرسوم الجمركية. فقد خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لعام 2025 إلى 1.8% بعد أن كانت التقديرات السابقة تشير إلى 2.7% (بحسب AP News).
كما أشار موقع MarketWatch إلى تأثير الرسوم على المستهلكين الأمريكيين، حيث ارتفعت أسعار الأثاث والإلكترونيات، ما ساهم في تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وتراجع ثقة السوق.
التأثير على الاقتصاد الصيني
من جهة أخرى، تضررت الصين من القيود الأمريكية المفروضة على وارداتها، خصوصًا في قطاع الطاقة. وأفادت وكالة Reuters بأن واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي تراجعت بنسبة 31% في الأشهر الأربعة الأولى من 2025.
وأدى ذلك إلى قيام الصين ببيع شحنات الغاز في السوق الدولية بدلًا من استهلاكها محليًا. كما خفّضت وكالة S&P توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4% فقط، وفقًا لتقرير Economic Times.
التأثير العالمي
انعكست هذه الحرب على الاقتصاد العالمي بشكل كبير. فقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8%، فيما تراجعت التجارة العالمية بنسبة 0.6%، بحسب تقرير Economic Times.
وفي الأسواق المالية، تراجعت المؤشرات الأمريكية بنسبة 18% في أبريل 2025، بينما ارتفع الذهب بنسبة 14% كملاذ آمن للمستثمرين، وفق تحليل موقع Whale Empire.
السيناريوهات المحتملة للمستقبل
بحسب الخبراء، هناك ثلاث سيناريوهات متوقعة لمستقبل الحرب التجارية:
1. سيناريو إيجابي: استئناف المفاوضات التجارية وتهدئة الأوضاع، ما يعيد الاستقرار للأسواق.
2. سيناريو معتدل: استمرار التوترات بوتيرة منخفضة، مع تقلبات اقتصادية محدودة.3. سيناريو سلبي: تصعيد شامل قد يؤدي إلى ركود عالمي، وانهيار أسواق الأسهم، وارتفاع أسعار الذهب فوق 4000 دولار للأونصة.
والخلاصة أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ليست مجرد خلاف اقتصادي، بل هي صراع استراتيجي طويل الأمد يؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبقى الترقب سيد الموقف، بانتظار ما ستؤول إليه السياسات بين القوتين الأكبر اقتصاديًا في العالم.