تقاريرسلايدر

رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق: حماس نصبت لنا “فخ الرعب”

السيد التيجاني| بعد ثلاثة أسابيع من اشتعال الحرب ضد غزة، أدلى دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء الفرنسي في عهد الرئيس جاك شيراك بحديث متلفز لقناة بي إف إم BFM الإخبارية الخاصة قدم خلاله تحليله لما يحدث فيما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة والتغيرات العميقة التي شهدتها المنطقة قبل هذه الأحداث الأخيرة.

فخ حماس

واعتبر أن ما حدث في الكيان في ٧ أكتوبر كان فخا نصبته حماس نظرا للفظائع التي ارتكبت في ذلك التاريخ.

والمعروف عن دومينيك دو فيلبان احتل مناصب هامة في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، حيث كان وزيرا للخارجية (٢٠٠٢ – ٢٠٠٤) قبل أن يصبح رئيسا للحكومة الفرنسية (٢٠٠٥ – ٢٠٠٧) وهو شخصية معروفة في العالم العربي بفضل خطابه الشهير الذي ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي في ١٤ فبراير ٢٠٠٣، والذي أعلن فيه رفض فرنسا لقيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة بغزو العراق.

فخ الرعب

وأكد فيلبان أن “حماس نصبت لنا فخا وهو فخ الرعب في أبشع صوره والقسوة المطلقة، وهو ما يؤدي لتصاعد خطر النزعة العسكرية التي تؤدي بالمزيد من التدخل العسكري، كما لو كان ممكنا للجيوش، أن تحل مشكلة خطيرة مثل القضية الفلسطينية.

https://www.facebook.com/nebti.bilel/videos/712322300828207/?mibextid=rS40aB7S9Ucbxw6v

النزعة الغربية 

والفخ الأساسي الثاني، وهو فخ النزعة الغربية، وتضاؤل رؤيتنا نحن والكيان والتي لا ترقي إلى الرؤية الغربية التي ترفضها أغلبية المجتمع الدولي اليوم.

والنزعة الغربية هي الفكرة القائمة على أن الغرب، الذي أدار شؤون العالم لمدة خمسة قرون، سيكون قادراً على الاستمرار في القيام بذلك بهدوء دون تغيير، وهو توجه نراه بوضوح، بما في ذلك في مناقشات الطبقة السياسية الفرنسية، التي تعتقد أننا يجب أن نواجه ما يحدث حاليا في الشرق الأوسط، بمواصلة القتال بصورة أكثر شدة، حتى أننا نتجه نحو ما يمكن وصفه بحرب دينية أو حرب الحضارات، مما يؤدي لأن نعزل أنفسنا بشكل أكبر على الساحة الدولية، وهذا منهج خاطئ.

 وتابع:خاصة وأن هناك فخاً ثالثاً وهو الأخلاق، وهنا، نرى دليلا دامغا من خلال ما يحدث في أوكرانيا وما يحدث في الشرق الأوسط على هذه المعايير المزدوجة التي يتم استنكارها في جميع أنحاء العالم.

وخلال رحلاتي الأخيرة إلى أفريقيا، وفي الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية، أواجه الانتقاد نفسه دائمًا،  يقولون لي انظر إلى الطريقة التي يُعامل بها السكان المدنيون في غزة، أنتم تدينون ما حدث في أوكرانيا، ولكنكم تصمتون في مواجهة المأساة التي تجري في غزة فهل توافق على ذلك؟ قال أنا أعتقد أنه ينبغي أن ندرك ضرورة تقييم كل موقف.

 لكن نأخذ القانون الدولي، وهو الانتقاد الثاني الذي يوجهه لنا الجنوب العالمي، نحن نعاقب روسيا عندما تهاجم أوكرانيا، ونعاقب روسيا عندما لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، ولكن وعلى مدى 70 عاما يتم التصويت على قرارات الأمم المتحدة، عبثا، ولم تحترمها إسرائيل.

المأساة التاريخية 

وشدد فيلبان علي أنه يجب على الغرب أن يفتح أعينه على حجم المأساة التاريخية التي تجري أمامنا لكي نصل إلى الحلول اللازمة”

قتل المستقبل 

 وأوضح:”هناك مأساة ٧ أكتوبر والدوامة التي يمكن أن تقودنا إليها لو لم نقدم الإجابات الملائمة فهناك فظائع ارتكبت وترتكب ولكن طريقة الرد هي أمر حيوي متسائلاً هل نختار الإجابات الخاطئة ونقتل المستقبل؟”

 واستطرد:”عندما نرى الفخ أمامنا، يجب أن ندرك أن الوضع وراء هذا الفخ تغير في الشرق الأوسط، وأصبح مختلفا تماما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي كانت قضية سياسية وعلمانية، بينما أصبحنا اليوم أمام قضية إسلامية تقودها حماس ورجال يقاتلون من أجل (الدين) وهي، بالتالي، قضية مطلقة لا تسمح بأي شكل من أشكال التفاوض.

وعلى الجانب الصهيوني، شاهدنا تغيرا أو تطورا في الصهيونية، التي كانت علمانية وسياسية عندما طرحها تيودور هرتزل في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبحت اليوم مسيانية كتابية إلى حد كبير مما يعني أنهم في هذا الجانب، أيضا، لا يريدون التنازل.

تشجيع الاستيطان

من الواضح أن كل ما تقدمه الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة اقتصر على تشجيع الاستيطان وهذا لا يساعد على أي تقدم، وبما في ذلك ما تفعله منذ 7 أكتوبر.

يجب أن ندرك أننا في هذه المنطقة نواجه بالفعل مشكلة تبدو غير قابلة للحل إلى حد كبير، أضف إلى ذلك تصلب الدول على المستوى الدبلوماسي، وهو ما يحدث حالياً، انظروا إلى تصريحات ملك الأردن، التي تختلف كثيرا عن تصريحاته قبل ستة أشهر، ولننظر إلى تصريحات أردوغان في تركيا تحديداً.”

أم المعارك 

غير إنه”يجب علينا الانتباه والقلق لأن القضية الفلسطينية التي لم تطرح على الطاولة ولم تسلط عليها الأضواء لدرجة أن معظم الشباب اليوم في أوروبا لم يسمعوا بها من قبل، تظل بالنسبة للشعوب العربية أم المعارك”. 

دعا رئيس الحكومة السابق إلى “عدم الخلط بين الفلسطينيين وحماس”، داعياً إلى رد فعل “مدروس” و”مستهدف” في غزة ووفقا له، فإن “المهمة الأكبر اليوم هي للدول الأوروبية والولايات المتحدة مساعدة الكيان على تجاوز هذا الرد العسكري.

https://www.facebook.com/youcefbaaloudj/videos/3572312426380466/?mibextid=rS40aB7S9Ucbxw6v

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى