لم يسلم الزيتون من الدمار فبعد عام من الحرب المتواصلة، من المتوقع أن يعاني موسم الحصاد في غزة، بينما في الضفة الغربية المحتلة، يخشى المزارعون الفلسطينيون من الاعتناء بأراضيهم بسبب هجمات المستوطنين.
حصاد الزيتون
منذ أجيال، كان موسم حصاد الزيتون يشكل عنصرا أساسيا في حياة الفلسطينيين وثقافتهم. وقال رامي أبو أسعد، صاحب مزرعة في دير البلح وسط قطاع غزة: “نحن سعداء ببدء موسم الزيتون، ولكننا خائفون لأننا في حالة حرب”.
قصف دون سابق إنذار
ويبقى العمال الذين يقطفون الزيتون بأيديهم في حالة تأهب، ويستمعون إلى أصوات طائرات بدون طيار أو طائرات حربية قد تقصف دون سابق إنذار.
وأضاف “لكن من الواضح (للقوات الإسرائيلية) أننا عمال، ولا نفعل أي شيء آخر”، مشيرا إلى العملية العسكرية الإسرائيلية الشاملة في جباليا، على بعد أقل من 20 كيلومترا، العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 1206 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 42603 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المستمرة حولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، حيث تضرر نحو 68 في المائة من المناطق الزراعية في القطاع بسبب الصراع ولم يعد المزارعون قادرين على تسميد أو ري أراضيهم. وأضاف أسعد أن “عدد أشجار الزيتون المتبقية قليل والتكاليف باهظة جداً”.
نقص الإمدادات والدمار
ويتوقع المهندس الزراعي جمال أبو شاويش أن يبلغ محصول هذا العام في غزة 15 ألف طن فقط، وهو انخفاض حاد من نحو 40 ألف طن في السنوات التي سبقت الحرب. كما أن نقص الإمدادات والدمار الناجم عن الحرب سيؤثر أيضًا على جودة الزيتون، في حين ارتفعت أسعار العصر بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل الآلات اللازمة لفرز وعصر الزيت.
وفي الضفة الغربية، شاب موسم الحصاد مخاوف دائمة من هجمات المستوطنين الإسرائيليين، الذين يمنعون الفلسطينيين بانتظام من الوصول إلى بساتين الزيتون الخاصة بهم أو يدمرون بساتينهم بشكل مباشر. واتخذ المواطن خالد عبدالله قراراً صعباً بعدم قطف الزيتون هذا الموسم من أرضه القريبة من مستوطنة بيت إيل.
وقال “لم أفكر حتى بالذهاب إلى هذه الأراضي القريبة من المستعمرة لأن الوضع خطير”، مشيرا إلى أنه سيركز بدلا من ذلك على قطف الزيتون من عقار منفصل في قرية جفنا شمال رام الله.
اعتداءات المستوطنين
وكغيره من الفلسطينيين الذين يملكون بساتين الزيتون القريبة من المستوطنات، قام عبد الله بالتنسيق مع منظمات حقوقية إسرائيلية للحصول على تصاريح خاصة للمحاصيل وأضاف “لكن لم تعد هناك مؤسسات حقوقية قادرة على حمايتنا من اعتداءات المستوطنين، ولم يعد هناك تنسيق”.
لقد كانت بساتين الزيتون منذ فترة طويلة ضرورية للاقتصاد والثقافة في الضفة الغربية، ولكنها كانت أيضًا موقعًا لمواجهات دامية بين المزارعين والمستوطنين الإسرائيليين المتعدين لعقود من الزمن، حيث كانت النزاعات تدور حول الوصول إلى الأراضي.