السودان: الجيش يطهر «أم درمان» من «الدعم السريع»
الأمة| تنامت وتيرة الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة والمناطق الغربية من البلاد حيث يخوضان معارك دامية، لقرابة 12 أسبوع، دون أن تلوح في الأفق أي محاولات لإنهاء الصراع سلميًا.
مساء أمس الأول في مدينة أم درمان، والعاصمة الخرطوم، سمع دوى قصف جوى ومدفعى ونيران أسلحة خفيفة، حيث قال شهود عيان، تحدثوا لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، إن قصفًا مدفعيًا استهدف عدة مواقع تابعة لقوات الدعم السريع.
و في تغريدة على «تويتر»، أشارت قوات الدعم السريع، إلى أنها أسقطت طائرتان أحدهما حربية والآخري مسيرة في مدينة بحرى، هذا ولم يعلق الجيش علي تلك التصريح، ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية «فرانس برس»، تعرض مركز للشرطة ومبنى يضم التليفزيون الحكومى، لهجوم، قوات الدعم السريع، وأكدت مصادر عسكرية أن قتالًا عنيفًا دار بين الجيش وقوات الدعم السريع حول محيط مقر سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، من أجل السيطرة عليه.
قال عضو مجلس السيادة، الفريق ياسر العطا، إن الجيش بدأ ما وصفه بالعمليات العسكرية الخاصة في مدينة أم درمان، لتنظيفها ممن وصفهم بالمتمردين، مضيفًا أن الجيش سينقل بعدها العمليات الخاصة إلى مدينتى الخرطوم وبحرى.
وفى ولاية وسط دارفور، في مدينة زالنجى، استولت قوات الدعم السريع على مقر رئاسة الشرطة والجمارك والاحتياطى المركزى وجميع الوحدات التابعة للشرطة، أما في جنوب دارفور بمدينة نيالا، فسيطرت قوات الدعم السريع على مقر الاحتياطى المركزى، الذي يقع في منطقة انتشار الدعم السريع، وفى ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة، تم تدمير مراكز الشرطة ونهب السلاح والسيارات في الوقت الذي تعيش فيه مدينتا الفاشر بشمال دارفور والضعين بشرق دارفور أوضاعًا مستقرة بفضل المبادرات المجتمعية المحلية.
وكان قائد الجيش السودانى، عبدالفتاح البرهان، دعا، الأسبوع الماضى، الشباب للانضمام للقتال ضد قوات الدعم السريع، ونشر الجيش يوم الأحد صورا قال إنها لمجندين جدد، وعبر «البرهان»، ونائبه في مجلس السيادة في السودان مالك عقار، الأسبوع الماضى، عن انفتاحهما على أي محاولات وساطة من جانب تركيا أو روسيا رغم عدم إعلان أي جهود رسمية.
وتطال الحرب الدائرة بين الطرفين المتصارعين مدنا في غرب كردفان وإقليم دارفور، ولا سيما مدينة الجنينة الواقعة في أقصى غرب البلاد، حيث اتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية بالتطهير العرقى.
وذكرت القوات المسلحة السودانية، في بيان، أنه إنفاذًا لنداء رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، للشباب وكل من يستطيع حمل السلاح ومشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان وكرامة الأمة السودانية، تم توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين وعليهم التوجه لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية.
وأعلن رئيس لجنة مكافحة الظواهر السالبة، رئيس محكمة الميدان الكبرى، اللواء الركن عصام الدين صالح فضيل، التابعة لقوات الدعم السريع، عن حملة مكثفة لمحاربة عمليات النهب والتخريب، خاصة عمليات سرقة السيارات المدنية.
وأكد أن الحملة لن تستثنى أحدًا، وسيتم القبض على أي شخص، مدنيًا كان أو عسكريًا، يمارس تلك الجرائم التي تستهدف ممتلكات المدنيين وتهدد أمنهم وسلامتهم، مشيرًا إلى أن الحملة خلال الأيام الماضية حققت إنجازات ضخمة بضبط عدد كبير من المتفلتين، واسترداد كميات من المسروقات والسيارات المنهوبة، واللجنة ستتحقق من أي فرد يقود عربة مدنية واحتجاز العربة وسائقها وتقديمه لمحاكمة ميدانية.
وحول اعتراض السودان على تأثير رئاسة كينيا للجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد»، والمكونة من وزراء خارجية كينيا وجيبوتى وإثيوبيا وجنوب السودان، على تعامل الخرطوم مع المنظمة، قال «عقار» إن السودان دولة عضو في «إيجاد»، وبالتالى تتعامل مع «إيجاد» على أساس العضوية المتساوية، وببرنامج ووفق القوانين واللوائح الحاكمة لعمل هذه المنظمة، ومسألة المبادرة هي مسألة جزئية فقط وليست الوحيدة في عمل «إيجاد»، ويجب أن يتم التفريق بين هذين الأمرين.
وأوضحت هيئة محامى دارفور أن قوات الدعم السريع تتجه نحو إنهاء وجود أجهزة الدولة في ولايات دارفور ونشر الفوضى الشاملة، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيؤدى لتدمير كل مدن ولايات دارفور وتشريد سكانها.
واتهمت الهيئة قوات الدعم السريع بمواصلة ارتكاب انتهاكات جسيمة في الجنينة وزالنجى ونيالا وكتم وغيرها من المناطق بولايات الإقليم، مشددة على أن هذه التجاوزات لا علاقة لها بأى عمل يستهدف الانتقال الديمقراطى في البلاد.
ورحب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، مالك عقار، بالدور الروسى في أي مفاوضات، قائلًا إن روسيا لم تفرض أي واقع معين ولم تضع خارطة طريق معينة، لكن وجودها في أي من المفاوضات وفى أي من المبادرات التي تحصل مهم لنا.
وأضاف «عقار»: «قد تكون هناك طرق كثيرة لمشاركة روسيا، وليس بالضرورة أن يتواجد ممثل عن روسيا في المبادرات أو في الأجسام المنبثقة عن المبادرات، فمثلًا التزمت روسيا بدفع 40 مليون دولار للقضايا الإنسانية، وهذا يدل على أنها تقف بجانبنا، ووجودها مهم».
وكان «عقار» أعلن خلال زيارته لموسكو، في 30 يونيو، أن روسيا هي إحدى الدول الكبرى التي تقود سياسة دولية في الأمم المتحدة وفى العالم، وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية مع السودان، مشيرًا إلى احتفاظ موسكو بعلاقات جيدة مع الدول الإفريقية، وتقديمها مساعدة اقتصادية واستثمارية وسياسية.
في هذا الصدد صرح وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، في وقت سابق، بأن روسيا تتابع الوضع في السودان بقلق ومستعدة للمساعدة في حل النزاع، لافتًا إلى أن البعثة الدبلوماسية الروسية في الخرطوم تواصل الاتصالات مع الأطراف المعنية، كما أعرب عن عزم الجانب الروسى تطوير التعاون الثنائى مع السودان.