الأمة| تشهد السودان منذ بدء النزاع بين الجيش القوات الدعم السريع أحداث عنف وانتهاكات ضد المدنيين العُزل وتتسع رقعة المعارك، التي بدأت في 15أبريل، الماضي يوماً بعد يوم، ويمتد النزاع الكامن منذ أشهر إلى أحياء جديدة في الخرطوم ومناطق جديدة من البلاد، لا سيما في دارفور.
في هذا الشأن ألتقى وزير الخارجية السودانى المكلف، السفير على الصادق على، بنائب وزير الخارجية السعودى، وليد الخريجى، وذلك على هامش مشاركته فى الاجتماع الوزارى لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو، إذ أكد مواصلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع والسماح لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتاثرين، وفقًا لوسائل إعلام سودانية وسعودية، أمس الخميس.
وأدان الاتحاد الأوروبى القتال الدائر فى السودان، فضلًا عن استمرار رفض أطراف النزاع السعى إلى حل سلمى، معربًا عن أسفه للخسائر فى الأرواح والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى، بما فى ذلك القانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولى.
فى سياق متصل، ندد مسؤولون بارزون فى الأمم المتحدة، مساء أمس الأول، بزيادة العنف، خصوصًا الجنسى، فى حق النساء والفتيات فى السودان، حيث يتواصل القتال منذ شهرين ونصف الشهر.
وأكد الجانبان السعودى والسودانى متانة العلاقات بين البلدين وأهمية تعزيزها بما يخدم مصالح شعبى الدولتين، وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أمس.
واستعرض الوزير السودانى أبرز تطورات الأوضاع بالبلاد، مشيرًا فى حديثه إلى «الجرائم والانتهاكات»، التى ترتكبها ميليشيا الدعم السريع «المتمردة» فى حق المواطنين والممتلكات العامة، وحتى البعثات الدبلوماسية، كما تحدث عن انتهاكات «الدعم السريع» للهدن السابقة والاتفاقات الإنسانية التى تم التوقيع عليها فى وقت سابق عبر منبر جدة.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية «واس»، فى تقرير لها أمس، إلى أن نائب وزير الخارجية السعودى، وليد الخريجى، جدد تأكيد المملكة حرصها على الوقوف إلى جانب الشعب السودانى، ومواصلة سعيها لإيجاد حل سياسى للأزمة لاستعادة الأمن والاستقرار فى السودان.
من جهته، قال الممثل الأعلى الأوروبى للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، فى بيان له باسم جميع الدول الأعضاء: «إنه لابد من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار دون تأخير لضمان حماية شعب السودان، الذى لا تزال سلامته وأمنه ووحدته معرضة للخطر، ولإفساح المجال للوساطة وإجراء حوار سياسى شامل».
من جانبه، جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالى، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رفض حكومة السودان رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة فى السودان، والتى نتجت عن قمة دول الإيجاد الأخيرة التى استضافتها جيبوتى.إلى ذلك، أدان الاتحاد الأوروبى الانتهاكات التى تُرتكب بسبب القتال فى السودان، فى بيانه، الذى وقع عليه رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسيف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الصحة العالمية.
وعلي صعيد آخر في هذا الصدد قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الخميس، إن قرابة ثلاثة ملايين شخص نزحوا داخلياً أو عبروا الحدود هرباً من الصراع في السودان في أقل من ثلاثة أشهر.
وأظهرت أحدث الأرقام التي سجلتها مصفوفة تتبع حركة النزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة، أن 700 ألف شخص لجأوا إلى الدول المجاورة للسودان بالإضافة إلى أكثر من 2.2 مليون شخص نزحوا داخلياً.
وتشير الأرقام التي نقلها مركز أخبار الأمم المتحدة، إلى أن حركة النزوح الأكبر كانت من الخرطوم بنسبة 67 بالمئة، ثم دارفور بنسبة 33 بالمئة من إجمالي النازحين.
وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة، أن الحصول على الغذاء والرعاية الصحية ومواد الإغاثة الأساسية صعب للغاية، مشيرة أنه بينما يعيش أغلب النازحين واللاجئين في المجتمعات المضيفة، فإن أكثر من 280 ألفاً منهم يعيشون في ملاجئ بما فيها الخيام والأبنية العامة والملاجئ البدائية وخصوصاً في ولاية النيل الأبيض.