تُعد الهند واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم، حيث يُشكل المسلمون نحو 30% من إجمالي السكان. ومع ذلك، تُواجه هذه الأقلية تحديات جسيمة تتراوح بين التمييز الاقتصادي والاجتماعي، وصولاً إلى القوانين التمييزية والعنف الممنهج.
التهميش الاقتصادي: فرص محدودة وتحديات مستمرة
تشير التقارير إلى أن المسلمين في الهند يعانون من نقص في التمثيل السياسي، حيث يشكلون 14% من السكان، لكنهم لا يمثلون سوى 4.05% في البرلمان.
كما أن مشاركتهم في الوظائف الحكومية منخفضة، حيث لا يتجاوز تمثيلهم 3% في الخدمة المدنية. تُظهر الدراسات أن المسلمين يواجهون صعوبة في الوصول إلى التعليم العالي والفرص الاقتصادية، مما يعمق من عزلة المجتمعات المسلمة.
القوانين التمييزية: تهميش قانوني ممنهج
في عام 2019، أقر البرلمان الهندي قانون تعديل المواطنة (CAA)، الذي يمنح الجنسية للاجئين من جميع الأديان ما عدا المسلمين، ما أثار احتجاجات واسعة النطاق قابلتها الحكومة بالقمع الوحشي. هذا القانون يُعد تمييزيًا ويتعارض مع مبادئ الدستور الهندي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان هذا القانون، معتبرةً إياه خطوة نحو تهميش المسلمين في الهند.
العنف الممنهج: استهداف متكرر للمسلمين
تعرضت المساجد والممتلكات الإسلامية لاعتداءات متكررة من قبل جماعات متطرفة، مما يُخلق بيئة من الخوف والترهيب. تُظهر التقارير أن دور العبادة تُستهدف بشكل متعمد، مما يُؤثر على حرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين.
وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان العديد من هذه الاعتداءات، مطالبةً الحكومة باتخاذ إجراءات لحماية الأقليات الدينية.
خطاب الكراهية والإعلام: تعزيز الصور النمطية السلبية
تُروج وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لخطابات كراهية ضد المسلمين، مما يزيد من مشاعر العداء والتمييز. تُساهم هذه الخطابات في تعزيز الصور النمطية السلبية عن المسلمين، مما يُفاقم من معاناتهم في المجتمع.
وقد دعت منظمات حقوق الإنسان إلى ضرورة محاربة خطاب الكراهية وتعزيز التسامح الديني في وسائل الإعلام.
دعوات للعدالة والمساواة
تُطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي الحكومة الهندية باتخاذ خطوات فورية لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. يُعتبر تعزيز التعايش السلمي والمساواة في الحقوق أساسًا لبناء مجتمع هندي أكثر عدلاً وشمولية.