الأمة الثقافية

الشاعر “بدر شاكر السيّاب”

(بدر شاكر السيّاب)

الميلاد: 25 ديسمبر 1926م، قرية جيكور، البصرة، العراق. لأبوين سُنيّين..

الوفاة: 24 ديسمبر 1964م، بدولة الكويت.

– شاعر عراقي يعتبر من فطاحل الشعراء العرب، وأحد مؤسسي الشعر الحُر (شعر التفعيلة) في الأدب العربي.

– كان مُدرّسًا لـ اللغة الإنجليزية، بمدينة الرمادي العراقية، وتركَ العمل، لأنه لم يجد نفسه في مهنة التدريس، وقيل بسبب سخرية الطلاب من “دمامته” اللافتة للنظر،

– كان السيّاب ثائرا، رافضا للنظام الملكي العراقي، وسُجِنَ بسبب ذلك، ولذا عندما ثار “عبد الكريم قاسم” على النظام الملكي في 1958م، كان بدر شاكر السياب من المرحبين بالانقلاب، والمؤيدين له،

– بعد تركه لمهنة التدريس، انتقل للعمل بالسفارة الباكستانية، ثم عملَ في مديرية الاستيراد والتصدير، ثم مصلحة الموانيء العراقية.

– وُلِدَ بضمور عام في جسمه، وتميّز بضآلة الجسم، والنحافة الشديدة، وقـصر القامة، مع آذان كبيرة بارزة جدا، وفـمّ مشـوّه، مما جعله يعتزل المجتمع الذي كان يسخر من هيئته،

– اتجه إلى المجون وشُرب المحـرّمات، في بداية حياته، انتقاما من نفسه، ومن المجتمع الذي يسخر منه

– عاد السيّاب إلى نفسه، وتصالحَ مع المجتمع، واحتفى به المبدعون والمثقفون،  وغاصَ في الشعر بكل جوارحه، وتفـرّغ له تماما، فأصبح واحدًا من فطاحل الشعر العربي، ورائد مدرسة الشعر الحُر في الأدب العربي.

………

لأنّي غريبْ/

لأنّ العراق الحبيبْ/

بعيدٌ وأني هنا في اشتياقْ/

إليه إليها أنادي: عراقْ/

فيرجعُ لي من ندائي نحيبْ/

تفجّر عنه الصدى/

أحسّ بأني عبرتُ المدى/

إلى عالمٍ من رَدَى لا يجيبْ/

———–

ويقول لرب العزة، الذي وصفه بالحبيب:

لك الحمدُ مهما استطالَ البلاءْ

ومهما استبدّ الألمْ

لك الحمدُ، إن الرزايا عطاءْ

وإن المصيبات بعضُ الكرمْ

ألم تُعطني أنتَ هذا الظلامْ

وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟

فهل تشكرُ الأرضُ قَطرَ المطرْ

وتغضبُ إن لم يجدها الغمام؟

………

شهورٌ طوالٌ وهذي الجراحْ

تمزّقُ جنبيَ مثل المدى

ولا يهدأُ الداءُ عند الصباحْ

ولا يمسحُ اللّيلُ أوجاعَهُ بالرّدى

ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:

لك الحمدُ، إن الرزايا ندى

وإنّ الجراحَ هدايا الحبيبْ

أضمُّ إلى الصّدر باقاتها

هداياكَ في خافقي لا تغيبْ

– في سنة 1961م، بدأت صحة السيّاب بالتدهور، بعد زيادة ضمور الأطراف، وأصبح عاجزا، لا يستطيع المشي أو الحركة، وظل يتنقل بين بغداد، وبيروت، وباريس، ولندن، للعلاج دون فائدة.

ثم ذهبَ إلى الكويت لتلقِّي العلاج في المستشفى الأميري الذي قام برعايته وعلاجه والإنفاق عليه بأوامر أميرية. (ملحوظة: كلمة مستشفى مذكّر، وليست مؤنّث)

– مات السياب في 24 ديسمبر 1964م، بالكويت، بعد أن عاش آخر ثلاث سنوات من عمره قعيدًا لا يستطيع الحركة.. ونُقلَ جثمانه إلى (مقبرة الحسن البصري) في قضاء الزبير، التابع لمحافظة البصرة، في جنوب العراق.

وتلك المقبرة تضم بعض رموز الأمة الكبار، مثل: الحسن البصري، وابن سيرين، وغيرهما..

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى