“الفرعونية”.. كلمة تلخّص وتشخّص مأساة مصر السياسية المستمرة
يقول عبقري مصر الدكتور جمال حمدان:
(ولا شيء يقينا ككلمة “الفرعونية” يلخّص ويشخّص مأساة مصر السياسية المستمرة بلا انقطاع طوال التاريخ، والمجسّدة بلا حياء، وما تزال في صميم حياتنا المعاصرة، فلقد صارت هذه الكلمة التعسة “سيئة السمعة” عَلما على الطغيان المصري البشع البغيض في كل مراحله، وإن اختلفت التسميات والمسميات، أو تطورت الأشكال والشكليات..
فالسلاطين والمماليك في العصور الوسطي هم كما أوشك “المقريزي” أن يضعها: فراعنة ولكن مسلمون، مثلما كان الفراعنة أنفسهم أباطرة وقياصرة وأكاسرة، ولكن مصريون.. فلئن كانت مصر الطبيعية حديقة لا غابة، فقد كانت بشريا غابة لا حديقة، وإن كانت زراعيا مزرعة لا مرعى، فقد كانت سياسيا مرعى لا مزرعة للأسف، بالتالي فكثيرا ما كانت مصر إلي حدٍ بعيد حكومة بلا شعب سياسيا، وشعبا بلا حكومة اقتصاديا)
وفي كتابه “إستراتيجية الاستعمار والتحرير” يقول:
(العالم الثالث هو أكبر متحف عالمي للحفريات السياسية ومخلفات الطغيان والاستبداد الشرقي القديم، والرجعيات البدوية البدائية العتيقة المتحجرة، فضلا عن أنه غدا أبشع معقل للديكتاتوريات العسكرية والفاشية اللاشرعية الاغتصابية الفاسدة نصف المتعلمة أو نصف الجاهلة، وكأنما قد حُكمَ عليه بأن يستبدل بالاحتلال العسكري الأجنبي القديم أيام الاستعمار، الاحتلال العسكري الداخلي الجديد تحت الاستقلال، هذا استعمار خارجي، وهذا استعمار داخلي)
…………
د. جمال حمدان