تحدث المبعوث الأمريكي، آدم بوهلر، المكلف بملف الأسرى الأمريكيين، عن المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة حماس من أجل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، وعلى رأسهم الجندي الإسرائيلي-الأمريكي إدن ألكسندر.
كما تطرق إلى محادثته الصعبة وفقا لتصريحاته للقناة الـ 13الإسرائيلية مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون درمر، قائلاً: “درمر قلق من أننا سنفرج عن عدد كبير جدًا من الأسرى، وهذا سيؤثر على المرحلة الثانية من الصفقة”.
وكشف بوهلر أن حماس كانت قريبة من إطلاق سراح إدن ألكسندر الأسبوع الماضي، لكنها وضعت عراقيل في اللحظات الأخيرة أمام إدارة ترامب.
وأكد بوهلر أن المفاوضات الأمريكية مع حماس لم تكن “مناورة قطرية” لدفع إسرائيل للتفاوض بجدية، بل كانت بطلب أمريكي مباشر، مشيدًا بدور قطر في تسهيل الاتصالات.
وأشار إلى أن التحدث عبر وسطاء يجعل من الصعب أحيانًا معرفة ما يريده الطرف الآخر، ولهذا فضلت واشنطن الحوار المباشر مع حماس.
رغم السياسة الأمريكية التي تعلن دائمًا رفضها التفاوض مع المنظمات المصنفة كإرهابية، أوضح بوهلر أنه قرر الدخول في مفاوضات مباشرة مع حماس بسبب هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال: “الوضع كان هشًا للغاية، وأي إطلاق نار قد ينسف الهدنة. هذا لا يعني أننا أصدقاء لحماس أو حلفاء لها، وإنما أجرينا نقاشًا معها لأن لدينا الكثير من الرهائن هناك”. وأكد أن القرار تم بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أنه “ينفذ أوامر الرئيس”.
بوهلر أشار إلى أن حماس ترى في الولايات المتحدة جهة قادرة على جسر الفجوات، وقال: “أخبروني أنهم يريدون إنهاء القضية وإعادة جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح أسراهم.
وفي النهاية، ستُعاد إعمار غزة، لكن حماس لن تحكمها، وأعتقد أنهم يدركون ذلك الآن”.
وحول مطلب واشنطن بالإفراج عن إدن ألكسندر كخطوة حسن نية تجاه الولايات المتحدة، علق بوهلر بعد محادثته مع درمر: “لا يهمني كثيرًا.
أفهم قلق درمر وأحترم موقفه، لكن لدينا مصالحنا الخاصة.
وعبر عن أمله أن تسرع بعض المحادثات الأمور”. وأضاف: “إذا كان كل غضب يعتري درمر يتحول إلى أزمة كبرى، فلابد أنه يعيش أزمات كثيرة كل يوم”، مؤكدًا أنه سيواصل العمل مع درمر رغم الخلاف.
في ختام حديثه، قال بوهلر: “في هذه المرحلة من الحرب، لا أعتقد أن إسرائيل وحماس وأمريكا بعيدون عن التوصل لاتفاق. أريد أن أرى جميع الرهائن يعودون إلى منازلهم، ليس فقط الأمريكيين، بل جميع الإسرائيليين أيضًا”. وأكد أن المرحلة التالية تتطلب تحرير جميع الرهائن.
وفي مقابلة سابقة مع شبكة CNN، أبدى بوهلر تفاؤله بشأن المفاوضات المباشرة مع حماس، موضحًا أنه ناقش ملف إدن ألكسندر وأربع جثامين لرهائن أمريكيين آخرين، وتوقع التوصل إلى صفقة شاملة خلال الأسابيع المقبلة تنهي أزمة الرهائن وربما توقف الحرب.
كما كشف عن غضب المسؤولين الإسرائيليين من الاتصالات الأمريكية المباشرة مع حماس بدون إشراك حكومة إسرائيل، قائلاً: “أنا أفهم غضبهم. تحدثت مع درمر وفهمت موقفه.
قلت له إن حماس ليس لديهم قرون على رؤوسهم، إنهم بشر مثلنا”. وأكد بوهلر أن إسرائيل أنجزت الكثير في محاربة حماس وحزب الله، وأن هناك إمكانية للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وفي رسالة لحماس، تساءل بوهلر عن أهدافهم النهائية، مضيفًا: “يمكنهم ترك السلاح وعدم المشاركة في الحكم الفلسطيني، وهذا ممكن التحقيق”.
