اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن تعزيز علاقات بلاده مع سلطنة عمان، بات أمرًا ضروريا لضمان المصالح المشتركة للبلدين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك إمكانات كبيرة في كلا البلدين لتوسيع التعاون.
ووصل يوم أمس الثلاثاء، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على رأس وفد رفيع المستوى إلى عمان، حيث كان في استقباله السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
مفاوضات البرنامج النووي
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، إنه سيتم خلال الزيارة مناقشة مفاوضات البرنامج النووي وما تم التوصل إليه عبر التفاوض غير المباشر بين واشنطن وطهران برعاية سلطنة عمان.
رؤية مشتركة
كما تهدف الزيارة كذلك إلى تعزيز السلام والهدوء في المنطقة ومواجهة الجرائم التي تجري في غزة من بين المجالات التي يمكن متابعتها خلال هذه الزيارة والوصول إلى لغة ورؤية مشتركة في هذا الصدد.
لماذا تم اختيار عمان كوسيط؟
يرى مراقبون أن اختيار سلطنة عمان كوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، جاء في أغقاب رفضها لنقل رسالة من واشنطن إلى طهران باعتبارها تحمل “تهديدًا مبطنا”.
الأكاديمي العماني المتخصص في العلاقات الدولية عبدالله باعبود، اعتبر أن اختيار عمان للمفاوضات جاء أيضا بسبب حياديتها في نقل الرسائل بين الجانبين بخلاف الثقة المتبادلى بين مسقط وطهران.
وفي مقابله مع فضائية “بي بي سي” قال باعبود، إن جولة الحوارات السابقة في عُمان، التي أفضت إلى توقيع الاتفاقية النووية عام 2015، اتسمت بالسرية المطلقة وحصلت من دون أن تتدخل السلطنة في المحادثات، أي أن السلطنة وفّرت البيئة المناسبة والمكان المناسب.
ورأى الأكاديمي العُماني أن هنالك قناعة لدى دول الخليج ودول المنطقة ككل بأن أي صراع مع إيران سيكون له تأثير كبير على كل المنطقة.
توقيع اتفاقيات تعاون
وشهدت الزيارة أيضا التّوقيع على 5 اتفاقيات تعاون و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذيّة، وذلك بقصر العلم العامر، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الإيراني للبلاد، بحسب بيان لوزارة الخارجية العمانية.
وتضمنت الزيارة توجه وفد تجاري يضم 85 عضواً من القطاع الخاص الإيراني إلى مسقط، للحديث حول سُبُل التعاون والاستثمار في المجالات المشتركة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، أن رئيس البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين توجّه إلى سلطنة عمان، من أجل لقاء محافظ البنك المركزي العُماني ومناقشة سبل تعزيز التعاون النقدي والمصرفي بين البلدين.
إشادات بدعم فلسطين
في المقابل، أشاد سلطان عمان، بالمواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الصمود من أجل حقوق الشعب الفلسطيني ودعم هؤلاء المظلومين، أمر ذو قيمة ومحل تقدير عند السلطنة.
حسن نية
وأعرب السلطان هيثم ال سعيد عن تقديره لثقة قائد الثورة الإسلامية بوساطة عمان في عملية المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا، مؤكدا أن السلطنة في هذه العملية لا تسعى وراء أي مصلحة شخصية، وقد دخلت فيها بحسن النية فقط.
وتابع مخاطبا الرئيس الايراني: “تأكدوا أن مواقف سماحته التي تُنقل إلينا عبر فخامتكم، ستلقى اهتمامنا ومتابعتنا بكل دقة واحترام”.