أعلنت السلطات البلجيكية تعليق طلبات اللجوء المقدّمة من السوريين حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك للمرة الثانية منذ سقوط نظام بشار الأسد،مما يزيد من معاناة آلاف طالبي اللجوء .
وقال المفوض العام لشؤون اللاجئين (CGRS) بأن القرار جاء نتيجة استمرار غياب المعلومات الكافية حول الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدا أن “الظروف الحالية لا تتيح اتخاذ قرارات دقيقة بخصوص طلبات الحماية الدولية”، وأن التعليق يشمل كل الطلبات الجديدة والإجراءات التي ما زالت قيد المعالجة.
وكانت بلجيكا قد مددت القرار في نيسان/أبريل الماضي حتى نهاية تموز/يوليو، ليأتي التمديد الجديد ويطيل أمد الانتظار والغموض بالنسبة لآلاف السوريين.
وذكرت صحيفة “دامورخن” البلجيكية.أنه رغم استمرار التعليق،لا يزال بإمكان السوريين التقدم بطلبات جديدة للحماية الدولية .
المجلس الفلمنكي للاجئين
انتقد المجلس الفلمنكي للاجئين قرار التجميد، واعتبره إجراءً يزيد من التوتر والقلق لدى اللاجئين،وتراكم ملفات طلبات اللجوء في وقت تعاني فيه مراكز الاستقبال من ضغط متزايد.
وقال توماس ويليكينز، مسؤول السياسات في المجلس، إن عدم اتخاذ قرارات سلبية هو أمر إيجابي في ظل عدم وضوح الأوضاع، لكنه في الوقت ذاته يزيد من حالة “اللايقين المرهق” للسوريين، مشيرا إلى أن تجميد إجراءات اللجوء للأفغان سابقاً تسبب بنقص أماكن الاستقبال، محذراً من تكرار السيناريو نفسه.
وفي ظل النقص الحاد في أماكن الإيواء، حذرت منظمات إنسانية من تداعيات هذا الضغط، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء، حيث اضطر كثير من طالبي اللجوء في السنوات الماضية، خاصة الرجال،وحتى بعض العائلات، إلى النوم في الشوارع.
وكانت وزيرة اللجوء والهجرة، آنيلين فان بوسويت، قد صرحت سابقا بأنها لن تفتح أماكن استقبال طارئة جديدة هذا الشتاء.
وفي مواجهة استمرار التعليق، أطلق ناشطون سوريون مبادرة إنسانية تطالب بإعادة النظر في قرار تجميد دراسة الطلبات.
آلاف السوريين يعيشون أوضاعا قاسية وغير إنسانية
أطلق ناشطون سوريون مبادرة إنسانية تطالب بإعادة النظر في قرار تجميد دراسة الطلبات.
وشملت المبادرة إرسال رسائل موحدة باللغتين الهولندية والفرنسية إلى المفوضية العامة لشؤون اللاجئين وعديمي الجنسية، وكذلك إلى منظمات حقوقية بلجيكية، تدعو إلى استئناف النظر في الملفات، خاصة في الحالات الإنسانية العاجلة.
أوضح القائمون على المبادرة أن آلاف السوريين يعيشون أوضاعا قاسية وغير إنسانية منذ تعليق الملفات، وسط غياب جدول زمني واضح لإنهاء هذه الحالة.
العودة الطوعية
لايزال عدد العائدين منخفضا حيث عاد 111 لاجئا سوريا من بلجيكا إلى سوريا بشكل طوعي منذ سقوط نظام بشار الأسد من بين 30 ألف سوري يقيمون في بلجيكا.
ويرجع ذلك،إلى استمرار سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية، إضافة إلى حجم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب في معظم المناطق .