الدم يغلي على حدود الجولان.. والشرق الأوسط يحترق بنارٍ جديدة! تركيا، ذلك التنين العثماني القديم، تمزق ورقة التاريخ بظفرها، وتخطو بثبات نحو قلب سوريا.. لا كغازٍ هذه المرة، بل كحليفٍ يقدم السلاح على طبق من أمل يحده الحذر.
من كان يتخيل أن تُسلّم أنقرة دباباتها لنظام دمشق، بعد سنواتٍ من دعمها للمعارضة؟! من كان يصدق أن يصبح “أحمد الشرع”، ذلك القائد المثير للجدل، رجل تركيا القوي في سوريا؟!
ها هي المعادلة تنقلب رأساً على عقب.. إيران تتراجع.. روسيا تتأخر.. وتركيا تزحف إلى الفراغ كالأفعى السمراء، حاملةً في جعبتها قنابلَ تخترق الأعماق، وطائراتٍ مسيرةً تُحلّق كالنسور الجارحة فوق سماء المنطقة!
والصهاينة.. يا للغرابة! ذلك الكيان، ومجموعة العصابات التي اعتادت ضرب سوريا كضرب الطبل، تجد نفسها اليوم أمام كابوسٍ جديد: جيش سوري يُعاد تسليحه بأحدث التقنيات التركية، واتفاقية دفاع مشترك قد تحوّل كل غارةٍ إسرائيلية إلى مواجهةٍ مباشرة مع الناتو! اللعبة اشتعلت.. والمفاجآت لم تنتهِ.. فهل نشهد ميلاد تحالف تركي-سوري يغير معادلات العالم؟ أم أن الكيان سيضرب أولاً كالعادة برعاية أمه أمريكا؟
تابعوا السطور التالية.. فالحرب القادمة قد تُعلن من دمشق!
يقول الباحث والكاتب في الشأن السورى والعربى، على عبد الرازق:
“في خطوة مفاجئة استجابت تركيا خلال 24 ساعة فقط لطلب دعم عسكري رسمي من دمشق معلنة بداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية”
من دعم المعارضة إلى تعزيز الجيش السوري.. تحول استراتيجي
رغم التاريخ الداعم للمعارضة السورية خاصة هيئة تحرير الشام إلا أن الدعم التركي الحالي للحكومة السورية يتميز بالعلنية والتفاصيل الشفافة.
أحداث السويداء والقنبلة التركية الفتاكة.. مفاتيح التصعيد
تصاعد التوتر في السويداء والتلويح التركي بقنبلة 2-NEB الخارقة للتحصينات شكلت دفعة قوية للتقارب السوري التركي.
الهدف التركي.. سوريا قوية بقيادة الشرع لمواجهة الكيان
تسعى أنقرة لبناء جيش سوري قادر على ردع التحركات الإسرائيلية مع تعزيز النفوذ التركي في المنطقة .
الفراغ الإيراني والروسي.. تركيا تملأ المساحة
انحسار النفوذ الإيراني والروسي في سوريا فتح الباب أمام أنقرة لتعزيز وجودها الاستراتيجي.
تفاصيل الدعم العسكري التركي.. من الأكاديميات إلى أنظمة القيادة:
– تدريب شامل وإنشاء أكاديميات عسكرية
– تسليم مركبات قتالية مصفحة من طراز Ejder 6×6
– تزويد بطائرات مسيرة وأنظمة اتصالات مشفرة
– بناء أنظمة قيادة وسيطرة متطورة
تصريحات القادة الأتراك.. رسائل واضحة للكيان
– أردوغان يشيد بموقف الشرع الحازم
-وزير الدفاع يفتخر بالقدرات العسكرية التركية
-وزير الخارجية يؤكد ترابط الأمن التركي السوري
القوة العسكرية التركية.. ثاني جيش في الناتو بصناعة محلية
تركيا تنتج 80% من احتياجاتها العسكرية محليا، وتمتلك أحدث التقنيات بما فيها الطائرة المسيرة Kızılelma
نحو اتفاقية دفاع مشترك.. قواعد عسكرية ومقاتلات F-16
مفاوضات متقدمة لاتفاقية تلزم تركيا بالتدخل الفوري، وإمكانية إنشاء قاعدتين عسكريتين في سوريا، ونشر 50 مقاتلة تركية مؤقتا لحماية الأجواء السورية.
الكيان في موقف صعب.. مخاوف من تحالف يصعب مواجهته
-تل أبيب قلقة من صعود الشرع وخلفيته الجهادية
-غارات إسرائيلية استباقية على مواقع سورية
-مخاوف من أنظمة دفاع جوي ورادارات متطورة
المفارقة التاريخية.. من إدلب إلى قصور الرئاسة
-المقاتلون الذين حوصروا في إدلب أصبحوا اليوم قادة معترف بهم دوليا .
-الدعم التركي يمنحهم أسلحة متطورة وشرعية سياسية.
السيناريوهات المستقبلية.. تغيير جذري في موازين القوى
-التقارب التركي السوري قد يعيد رسم الخريطة السياسية والعسكرية للمنطقة.
-إسرائيل أمام خيارين صعبين: المواجهة أو التفاوض.
نهاية عصر العقوبات الأمريكية على سوريا بعد 46 عاماً
عاشت سوريا لعقود تحت وطأة العقوبات الأمريكية التي فرضت عام 1979، واشتدت بعد ثورة 2011 ، حيث عزلت البلاد اقتصادياً ومالياً عن العالم، لكن في 30 يونيو 2025 وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً ينهي معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا في خطوة تاريخية تهدف إلى دعم الاقتصاد السوري المنهك بعد سقوط نظام بشار الأسد عام 2024 .
تاريخ العقوبات الأمريكية على سوريا
بدأت العقوبات عام 1979 بفرض حظر على الأسلحة ثم توسعت عام 2004 بقيود تجارية ومالية بموجب الأمر التنفيذي 13338 مع تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، وفي 2011 فرضت عقوبات أشد شملت تجميد أصول النظام وحظر استيراد النفط السوري وقطع العلاقات المالية مع المصارف السورية.
ما الذي تم رفعه من عقوبات
شمل القرار الجديد رفع الحظر عن التعامل مع البنك المركزي السوري، والسماح بالاستثمار في قطاع الطاقة، وإلغاء القيود عن شركات الشحن والنقل، وإعادة فتح باب الاستيراد والتصدير مع سوريا باستثناء مواد ذات استخدام مزدوج، كما سمح بتقديم الخدمات المالية للجهات السورية الحكومية.
لماذا الآن
جاء القرار بعد تقييم أمريكي داخلي خلص إلى أن استمرار العقوبات لم يعد مجدياً خاصة بعد تغيير النظام السياسي في سوريا، حيث رأت واشنطن أن رفع العقوبات سيدعم الاستقرار الاقتصادي ويفتح الباب للإصلاحات، كما أن لقاء ترمب مع الرئيس السوري أحمد الشرع أسهم في تغيير النظرة الأمريكية تجاه سوريا .
القطاعات الأكثر استفادة
يتوقع خبراء أن تشهد عدة قطاعات انتعاشاً سريعاً منها البنية التحتية حيث قد تصل الاستثمارات الأولية إلى 5 مليارات دولار خلال 3 سنوات، والزراعة عبر شراكات مع مستثمرين خليجيين والسياحة التي قد تدر 15 مليار دولار سنوياً خلال 5 سنوات، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة والمناطق الصناعية الحرة.
عودة سوريا إلى الساحة الدولية
بدأت بوادر الاندماج الإقليمي والدولي لسوريا تظهر، حيث أعلنت السعودية –الداعمة الرئيسة- والإمارات عن استثمارات في قطاع الطاقة بينما توسع قطر دعمها للموازنة السورية، كما بدأت دول أوروبية مثل اليونان والمجر بالدعوة لمراجعة العقوبات الأوروبية على سوريا .
تأثير فوري على الاقتصاد
شهد سعر صرف الليرة السورية تحسناً طفيفاً ليصل إلى 11200-11500 للدولار بعد أن كان عند 12000 كما انخفض الاعتماد على السوق السوداء للتحويلات بنسبة 20% خلال الأسبوع الأول بعد القرار.
محطات رئيسية في مسار العقوبات
1979 بداية العقوبات الأمريكية
2004 تشديد العقوبات بموجب الأمر التنفيذي 13338
2011 فرض عقوبات شاملة بعد الثورة السورية
2020 تطبيق قانون قيصر
2023 عقوبات على تجارة الكبتاغون
2025 رفع معظم العقوبات الاقتصادية
تحديات مستقبلية
رغم هذه الخطوة الإيجابية تبقى التحديات كبيرة أمام الاقتصاد السوري الذي فقد أكثر من 50% من ناتجه المحلي منذ 2011 ويحتاج إلى استثمارات ضخمة لتجاوز آثار الحرب والعقوبات الطويلة، حيث تقدر تكاليف إعادة الإعمار بأكثر من 250 مليار دولار وفقاً للبنك الدولي.
استثمارات سعودية وإماراتية ضخمة
وقعت سوريا اتفاقية مع شركة موانئ دبي العالمية بقيمة 800 مليون دولار لتطوير وتشغيل محطة حاويات متعددة الأغراض في ميناء طرطوس، حيث تشمل الصفقة إنشاء مناطق صناعية وحرة وموانئ جافة في مواقع استراتيجية بالبلاد.
رفع العقوبات يمهد الطريق للاستثمارات
جاءت هذه الخطوة بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نيته رفع العقوبات عن سوريا، حيث أشار وزير الخارجية ماركو روبيو إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس منح إعفاء مؤقت من عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يوما كمرحلة أولى.
شركة فرنسية تنضم للمشهد الاستثماري
سبق أن أعلنت شركة “سي إم إيه سي جي إم” الفرنسية المتخصصة في الشحن البحري عن عقد قيمته 230 مليون يورو لتطوير ميناء اللاذقية مما يعزز القدرات اللوجستية السورية.
مليار دولار استثمارات سعودية في السياحة والبنية التحتية
من جهة أخرى وقعت شركة بن داود للاستثمار السعودية اتفاقية مع وزارة السياحة السورية لإنشاء صندوق استثماري بقيمة مليار دولار يستهدف القطاعات السياحية والعقارية والبنى التحتية.
منتدى الاستثمار السوري السعودي يحقق إنجازات كبيرة
شهد منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025 في دمشق توقيع 47 اتفاقية استثمارية بقيمة 6.4 مليار دولار بمشاركة أكثر من 100 شركة سعودية و20 جهة حكومية حيث أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن هذه الخطوة تمثل بداية لموجات استثمارية قادمة.
مجلس أعمال سعودي سوري جديد
بتوجيه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تم تشكيل مجلس الأعمال السعودي السوري برئاسة محمد أبو نيان رئيس شركة أكوا باور بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
حماية الاستثمارات أولوية سورية
أكد وزير الاقتصاد السوري نضال الشعار، أن البلاد ستتبنى اتفاقية حماية الاستثمار السعودية كنموذج لتأمين الاستثمارات الأجنبية معربا عن إعجابه بالنموذج التنموي السعودي الذي يمكن لسوريا الاستفادة منه.
رؤية مستقبلية واعدة
تسعى سوريا جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية بعد سنوات من الحرب، حيث تشكل هذه الاتفاقيات مع الإمارات والسعودية وفرنسا بداية لمرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والاندماج في السوق العالمية.
دعم سعودي لـ “إعادة الإعمار”
ناقش كبار المسؤولين من البلدين خلال جلسة خاصة آليات تعزيز التعاون، حيث أكد الجانب السعودي على “الالتزام بدعم الاستقرار الاقتصادي السوري”، مشيرًا إلى توجيهات القيادة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لتمكين الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
مشاريع عملاقة على الأرض
– أسمنت البادية: كشفت عن ضخ 200 مليون دولار لتوسعة مصانعها ورفع الطاقة الإنتاجية إلى 5 ملايين طن سنويًا.
– الفيحاء للأسمنت: وضع حجر الأساس لمصنع جديد بتكلفة 100 مليون ريال بطاقة 150 ألف طن سنويًا.
– برج الجوهرة-: انطلقت أعمال المشروع التجاري الضخم في دمشق باستثمارات تتجاوز 375 مليون ريال.
زيارات ميدانية واجتماعات نوعية
تضمنت الزيارة تفقد مشاريع سعودية قائمة، واجتماعات مع مسؤولين سوريين لبحث سبل *تسريع التنفيذ* ورفع كفاءة القطاعات المستهدفة، بما يُحقق عوائد اقتصادية مشتركة.
تُعد هذه الزيارة الأكبر من نوعها منذ سنوات، وتأتي في إطار “الانفتاح الاقتصادي السعودي” تجاه سوريا، مع التركيز على دور القطاع الخاص كرافد أساسي لإعادة الإعمار.
الطاقة في صدارة الأولويات
بعد رفع العقوبات الأوروبية على قطاع النفط، وجهت سوريا دعوة للشركات العالمية للعودة إلى استثمارات الطاقة، حيث وقعت وزارة الطاقة السورية مذكرات تفاهم مع شركات مثل “يو سي سي العالمية” و”أورباكون” و”باور الدولية” بقيمة 7 مليارات دولار، كما أعلنت أذربيجان عن اتفاقية لتوريد الغاز عبر تركيا، بينما تخطط قطر لتزويد سوريا بالغاز عبر الأردن لتعزيز إنتاج الكهرباء .
إصلاحات مالية لتعزيز الثقة
بدأت الحكومة السورية خطة إصلاح شاملة للقطاع المالي تشمل إعادة ربط المصارف بنظام “سويفت” العالمي وإصدار صكوك سيادية إسلامية لتمويل مشاريع الإعمار، كما أعلنت قطر عن دعم مباشر للنظام المصرفي السوري بينما سمحت منصة “بينانس” بتداول العملات المشفرة بعد رفع العقوبات الأمريكية.
الزراعة والسياحة.. بوادر انتعاش
شهد القطاع الزراعي تدفق استثمارات أبرزها مشروع بقيمة 250 مليون دولار لشركة *بلدنا* القطرية لإنتاج الحليب والعصائر بينما تقدمت سوريا 30 مركزاً في تصنيف الوجهات السياحية بالشرق الأوسط لعام 2025 بعد استئناف الرحلات الجوية الدولية
الدعم الخليجي.. محرّك أساسي
أعلنت السعودية بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدولي عن حزمة دعم لسوريا شملت سداد متأخرات بقيمة 15 مليون دولار، كما وقّعت قطر اتفاقيات في الطاقة والإعلام منها مشروع مدينة إنتاج إعلامي بقيمة 15 مليار دولار.
تركيا والأردن ولبنان.. شركاء رئيسيون
تستفيد الدول المجاورة من فرص الإعمار، حيث عززت تركيا صادرات مواد البناء بينما يخطط الأردن لإنشاء مراكز لوجستية على الحدود فيما يترقب لبنان انتعاشاً في القطاع التجاري عبر ميناء طرابلس.
وبرغم جراح الماضي التي لم تندمل بعد، وبرغم سنوات القهر والظلم التي عاشها الشعب السوري تحت حكم جائر وطغيان بلا حدود في عهد بشار ونجله، إلا أن شمس الأمل تشرق من جديد.
وتتعافى سوريا خطوة خطوة، كشجرة زيتون صامتة تخرج من بين الصخور. التحديات كبيرة، لكن الإرادة أكبر. التنمية تبدأ، ولو ببطء، على أرض ثابتة، كبذرة الخير التي لا تموت.
نرى في الأفق سوريا جديدة تنتفض من رمادها، شامخة أبيّة، تحمل في قلبها حلم التغيير. سوريا التي ستغير معادلات القوة في المنطقة، ليس بالسلاح، بل بالإصرار والعمل والكرامة.
فإذا كانت الظلمة قد طالت، فإن الفجر آتٍ لا محالة. وإذا كان الألم قد اشتد، فإن الفرج قريب. لأن شعوباً عاشت هذا القدر من المعاناة، لا بد أن يكتب لها القدر بإذن الله، قصة انتصار جديدة.