تشهد العاصمة الليبية طرابلس توتراً متصاعداً وسط تحركات عسكرية وتحشيدات متزايدة تهدد بانفجار الوضع الأمني، في ظل اشتباكات متفرقة بين الميليشيات المسلحة، ما دفع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى توجيه تحذير عاجل لكافة الأطراف السياسية والعسكرية بضرورة تجنب التصعيد والالتزام بالحوار كمسار وحيد لحل الأزمة.
وقالت البعثة، في بيان لها، إنها رصدت تقارير تؤكد استمرار التحشيدات العسكرية في طرابلس ومحيطها، داعية إلى انسحاب القوات المنتشرة حديثاً دون تأخير، والامتثال للترتيبات الأمنية المتفق عليها. وشددت على أهمية حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم، تماشياً مع القانون الدولي وبيان مجلس الأمن الصادر في 17 مايو الماضي.
وتزامن ذلك مع تجدد الاشتباكات في جزيرة قصر بن غشير، جنوب العاصمة، بين جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، ولواء 444 قتال التابع لوزارة الدفاع، استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة، ما أثار الذعر بين السكان وأسفر عن إصابات مادية داخل بعض المنازل.
في السياق ذاته، أكد الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، في تصريحات لـه اليوم أن هناك توجهًا لاتخاذ سلسلة من القرارات الصارمة لمنع الاحتراب في غرب ليبيا. وأشار إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تعمل على تفكيك التشكيلات المسلحة وتنظيم تحركاتها، عبر إخضاعها لسلطة وزارة الداخلية ورئاسة الأركان، بالإضافة إلى تشكيل لجان أمنية وقضائية لضبط الوضع الأمني ومراجعة أوضاع المحتجزين خارج نطاق القانون.
وأشار عبد الكافي إلى أن التوتر بين “جهاز الردع” وحكومة الوحدة ازداد بعد تقارير عن إسقاط الجهاز لثلاث طائرات مسيرة تابعة للحكومة أثناء تحليقها فوق قاعدة معيتيقة الجوية، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
ويعكس التصعيد الأخير هشاشة التفاهمات السابقة، التي تبدو مهددة بالانهيار في أي لحظة، في ظل مطالبة الشارع الليبي بإنهاء سطوة الميليشيات وتحقيق العدالة الاجتماعية، بينما تبقى العاصمة طرابلس في قلب العاصفة وسط غياب توافق سياسي شامل.