تقاريرسلايدر
أخر الأخبار

تداعيات قرار ترمب بالسيطرة على غزة..محللون: سيدخل المنطقة والعالم في أتون حرب طويلة

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول رؤيته للسيطرة على غزة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، ردود أفعال عالمية ودولية، وتفاعل معها عدد من المحللين السياسيين والخبراء الدوليين، محذرين من خطورة هذا القرار، إذا ما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ، بأنه سيدخل المنطقة والعالم كله في أتون حرب وإرهاب جديد، وسيكون فرصة كبيرة لعودة الدواعش مرة أخرى.

واقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد أن اقترح في وقت سابق تهجير الفلسطينيين في القطاع بشكل دائم.

وقال ترمب للصحافيين، “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا معه أيضاً. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطرة والأسلحة الأخرى في الموقع”.

وأضاف ترمب، “إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”.

وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترمب إنها قد تصبح موطناً “لشعوب العالم”، وتوقع أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.

رفض عالمي

من جانبها، علقت صحيفة “واشنطن بوست” على تصريحات ترمب بأنه تدمير للقوة الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الصحيفة خلال المقال المنشور لكاتبها ماكس بوت: “لطالما كانت القوة الناعمة جزءًا أساسيا في إظهار الولايات المتحدة قدرتها، واستعانت بها في تبرير بنائها قواعد عسكرية في 80 دولة على الأقل من بلدان العالم، كما أن القوة الناعمة كان لها الفضل في جعل الدولار العملة الاحتياطية الدولية، والإنجليزية اللغة العالمية للأعمال والدبلوماسية”.

ويقول الكاتب إنه في وقت استغرقت فيه قوة أميركا الناعمة عقودا من الزمن لتتراكم، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على تدميرها في غضون أسابيع.

واستنكر القيادي في “حماس” سامي أبوزهري دعوة ترمب سكان قطاع غزة إلى مغادرته وقال، إنها “طرد من أرضهم”. وأضاف، “نعدها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات، والمطلوب هو إنهاء الاحتلال والعدوان على شعبنا”.

وعلق الكاتب الصحفي محمد الليثي المحلل في الشأن الفلسطيني خلال تصريحات لـ “الأمة”، أن ترمب يفتح باب الفوضى في الشرق الأوسط، ويصر على تدمير البنية التحتية لأي عملية سياسية مقبلة في الشرق الأوسط.

وأوضح الليثي أن هذه التصريحات الفجة التي خرجت من فم ترمب دعما للكيان الصهيوني، سيكون لها تداعيات سيئة على استنفار همم الإرهاب مرة أخرى، وستفتح النار على الشرق الأوسط والمصالح الأمريكية بها، مؤكدا أن الدعوة للتطهير العرقي والعمل على تصفية القضية الفلسطينية سيكون المسمار الأخير في نعش ترمب.

وأكد أن ترمب يعتمد على إثارة الجدل بالذهاب إلى منحى بعيد في حل أي قضية من أجل التفاوض على المكاسب التي يريد تحقيقها، في الوقت الذي استبعد فيه الليثي لجوء ترمب للقوة العسكرية في غزة بعد الخسارة التي مني بها جيش الاحتلال على مدار سنة وأربعة شهور، ولم يحقق شيئا، خاصة وأن محاولة للتدخل عسكريا من الجانب الأمريكي سيكون لها خسائر كبيرة وستنهار معها قوة أمريكا الناعمة، فضلا عن أنها ستكشف عنصرية الولايات المتحدة الأمريكية وفاشيتها، وستكون دليل على أن واشنطن ليست قطبا محايدا، بل دولة احتلال.

و تحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن سيناريوهات لحكم غزة، من بينها استمرار حماس في حكم القطاع، مشيرة إلى أنه على الرغم من اعتراض إسرائيل على هذا الخيار، فقد تحافظ حركة حماس على حكم غزة لأن لديها آلاف العناصر المسلحة وقوة شرطة وجهازا أمنيا.

كما ذكرت خيارات أخرى من بينها احتلال غزة وتأسيس حكم عسكري، أو حكم السلطة الفلسطينية لغزة، أو سيطرة قوات دولية على القطاع.

وطالما أكدت حماس أن حكم قطاع غزة يمثل شأنا فلسطينيا خالصا يحسمه الشعب الفلسطيني، ولا حق لأي جهة أخرى في فرض خيارات حكم محددة على الفلسطينيين.

تصريحات قاسية
وقد نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤوليْن عربييْن قولهما إن تصريحات ترامب “كانت قاسية ويصعب فهمها واستيعابها ونحتاج إلى مزيد من الوضوح لفهمها”.

وأضاف المسؤولان “نشعر بالحيرة والقلق والتشاؤم إزاء تصريحات ترامب المفاجئة بشأن السيطرة على غزة”، وأكدا أن تلك التصريحات تعرّض اتفاق غزة الهش للخطر.

وقد رفض زعماء فلسطينيون ومن العالم العربي تعليقات ترامب السابقة بضرورة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، في حين ندد بها دعاة حقوق الإنسان باعتبارها اقتراحا للتطهير العرقي.

وفي أميركا، قال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على إكس “لقد فقد عقله تماما، سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود، إنها مثل مزحة رديئة”.

بدوره، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة “نيوز نيشن” التلفزيونية إن الاقتراح “متهور وغير معقول”، مضيفا أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وأكد أنه “يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب، وكما هو الحال دائما عندما يقترح ترامب بندا سياسيا فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات”، حسب قوله.

وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال “يريدان تحويل هذا المكان إلى منتجعات”.

من جهته، قال رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية والدولية جون ألترمان “ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية، ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة، وأنا أشك في أن الكثيرين منهم قد يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة”.

من سيستقبل الغزيين؟
قال ترامب إن واشنطن ستطلب من دول مجاورة أخرى استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة، رغم أنه لم يتحدث بشأن ما إذا كان الفلسطينيون على استعداد للقبول بهذا المخطط.

ومع أن ترامب طلب مرارا منذ 25 يناير، من مصر والأردن القيام بذلك، فقد رفض البلدان ودول عربية أخرى اقتراحه.

وأضاف ترامب “بدلا من ذلك، يجب أن نذهب إلى دول أخرى مهتمة، وهناك العديد منها يريد القيام بذلك وبناء مناطق مختلفة سيقيم فيها في نهاية المطاف 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة، وإنهاء الموت والدمار هناك، ويمكن للدول المجاورة ذات الثروة العظيمة دفع ثمن هذا”.

وكان عدد سكان غزة قبل العدوان 2.3 مليون نسمة.

هل سترسل أميركا قوات لتنفيذ خطة ترامب؟
قال ترامب عندما سُئل عما إذا كانت واشنطن سترسل قوات أميركية إلى غزة بموجب اقتراحه “سنفعل ما هو ضروري. إذا كان ذلك ضروريا، فسنفعل ذلك. سنستولي على هذه القطعة. سنطورها، ونوفر الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”.

من سيعيش في غزة بموجب خطة ترامب؟
وقال ترامب عندما سُئل عمن يتصور أن يعيش في غزة “أتصور أن يعيش هناك شعوب العالم، شعوب العالم”.

وأضاف دون الخوض في التفاصيل “الفلسطينيون أيضا، سيعيش الفلسطينيون هناك، سيعيش الكثير من الناس هناك”.

وفي 19 يناير/ الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع.

ويقضي الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights