ترامب يغلق إذاعة “صوت أمريكا” لأول مرة منذ 80 عامًا: لماذا الآن؟

إغلاق غير مسبوق لصوت إعلامي عالمي
في خطوة غير متوقعة، أوقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بث إذاعة “صوت أمريكا”، لتصبح هذه هي المرة الأولى منذ عام 1942 التي يتم فيها إسكات هذا المنبر الإعلامي الشهير. القرار شمل أيضاً إغلاق إذاعة أوروبا الحرة وراديو آسيا الحرة، ما أثار جدلًا واسعًا حول تداعياته على النفوذ الإعلامي الأمريكي عالميًا.
“صوت أمريكا”.. عقود من البث العالمي
تأسست إذاعة “صوت أمريكا” خلال الحرب العالمية الثانية، حيث انطلقت أولى نشراتها بعد ثمانية أسابيع من هجوم بيرل هاربر، وكانت رسالتها الأساسية نقل الأخبار للعالم بموضوعية، بغض النظر عن مدى إيجابية أو سلبية الأخبار بالنسبة للولايات المتحدة. على مدار 83 عامًا، نجحت المحطة في مقاومة الضغوط السياسية، ولم تتمكن أنظمة شمولية مثل هتلر، ستالين، ماو تسي تونغ، والخميني من إسكاتها، حتى جاء قرار ترامب المفاجئ بوقف عملها.
هل كان القرار مدفوعًا بالتحيز السياسي؟
يرى المحافظون أن “صوت أمريكا” كان يميل لصالح الحزب الديمقراطي، وهو ما دفعهم للمطالبة بإغلاقه، رغم محاولات الإدارة الحالية للمحطة بقيادة مايكل أبراموفيتز لمعالجة أي تحيز محتمل. وبالرغم من ذلك، لا تتجاوز تكلفة تشغيل الإذاعة 270 مليون دولار سنويًا، وهو رقم ضئيل مقارنة بعوائدها وتأثيرها العالمي في نشر الثقافة والقيم الأمريكية.
ماذا يعني هذا القرار للإعلام العالمي؟
في ظل السباق الإعلامي العالمي، تستثمر قوى كبرى مثل الصين، روسيا، وإيران مبالغ ضخمة في الإعلام الدولي، حيث تنفق الصين وحدها مليارات الدولارات في إفريقيا عبر قنوات مثل CGTN، وكالة شينخوا، وصحيفة تشاينا ديلي، بينما تضخ روسيا أموالًا في وسائل إعلام مثل RT وSputnik، في حين تواصل إيران تمويل قنواتها الدعائية. وبذلك، فإن إغلاق “صوت أمريكا” يمثل انسحابًا استراتيجيًا للإعلام الأمريكي أمام المنافسين الدوليين.
هل خسر ترامب معركته الإعلامية؟
رغم أن القرار حظي بدعم بعض الشخصيات المحافظة مثل كاري ليك، المستشارة الجديدة لوكالة الإعلام العالمي الأمريكية، إلا أنه واجه انتقادات واسعة من جهات ترى أن إسكات “صوت أمريكا” هو خسارة استراتيجية للولايات المتحدة. فهل كان القرار خطوة محسوبة أم ضربة للنفوذ الأمريكي الناعم؟