
استيقظ الشرق الأوسط صبيحة اليوم الأربعاء، على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقول إنه لابد من تهجير الفلسطينيين وإخلاء أهالي قطاع غزة، وينبغي إيجاد أرض مناسبة لهم للعيش فيها وإن كان يرى أن الأردن ومصر هما البديلين الذي يراهن عليهما رغم إعلانهما رفض تلك المخططات الشيطانية.
سن القلم
وقال ترامب في حديث له ليل أمس الثلاثاء إن إسرائيل تشبه سن القلم بالنسبة للشرق الأوسط وآن لها أن توسع مساحتها بما يتناسب مع كونها دولة ذات سيادة ما يعني أن لدى “الصهيونية الأمريكية” نوايا بضم مناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إسرائيل الصغيرة
وتصريحات ترامب عن “إسرائيل الصغيرة” ليست جديدة، فخلال حملته الانتخابية قبل شهور أطلق ترامب تصريحات قال فيها إن “مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها”.
إدانات سعودية لحلم التهجير
بدورها أدانت وزارة الخارجية السعودية تصريحات ترامب، مؤكدة ما أعلنته سابقا من رفضها القاطع للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلية أو ضم الأراضي الفلسطينية أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
التمسك بالأرض
وأضاف البيان أن واجب المجتمع الدولي اليوم، هو العمل على رفع معاناة الشعب الفلسطيني القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكا بأرضه ولن يتزحزح منها.
عدوان ثلاثي جديد
الكاتب الصحفي مجدي شندي، رئيس تحرير جريدة المشهد، يرى أن تصريحات المجنون ترامب بعد لقائه برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تشير إلى أن المنطقة مقبلة على تحد من نوع جديد، لا يشبهه في العقود الماضية سوى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
سيناتور: لقد فقد ترامب عقله!
وأضاف شندي، عبر صفحته على “فيس بوك”: صحيح أن الغزو لم يبدأ بعد، لكن نوايا ترامب باتت واضحة وضوح الشمس لدرجة دفعت السيناتور الأمريكي كريس ميرفي، إلى القول بأن ترامب يريد أن يغزو غزة وهو الأمر الذي سيؤدي إلى آلاف القتلى. لقد فقد عقله”!!.
ريفيرا الشرق
وينوي ترامب بحسب رئيس تحرير جريدة المشهد، بأن تتسلم بلاده قطاع غزة وتسويتها بالأرض لتحويلها إلى “ريفيرا” حسب زعمه وأن مصر والأردن ستقدمان اراضي بديلة لأهلنا في غزة.
السيطرة على خطوط الشحن
الدكتور نادية حلمي، تعتقد في مقال لها بـ”مودرن ديبلوماسي” أن الأمر أبعد من غزة، وأن الهدف الحقيقي لخطة التهجير هو تمكين إسرائيل من السيطرة على كل خطوط الشحن والنقل البحري العالمي عبر ميناء بن جوريون.
طريق الحرير
وأضافت حلمي :” الفكرة ليست وليدة اليوم، ففي قمة مجموعة العشرين بدلهي في سبتمبر 2023، وقعت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والهند والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وأوروبا وألمانيا وإيطاليا لتطوير مشروع “الممر الاقتصادي، كمشروع استخباراتي أميركي وإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة مشروع “طريق الحرير” الصيني والحد من نفوذ قناة السويس المصرية في التجارة الدولية، ومن ثم فإن إخلاء غزة “المتخيل” يستهدف مبادرة “الحزام والطريق” و”قتل” قناة السويس.
تحذيرات من التهاون
ووفقا لمجدي شندي، فلا يمكن أن تتهاون المنطقة العربية أمام ضغوط ترامب، كما حدث في الغزو التتري أو الحملات الصليبية، فالإمكانات العربية كفيلة بأن تبني كتلة سياسية واقتصادية مرهوبة الجانب، لكن المشكلة أن ترامب يتعامل مع الزعماء فرادى، وللأسف ليس هناك الوعي الكافي بأهمية التوحد الذي ظللنا على مدى عقود نحارب من أجله، فتحولت مؤسسة الجامعة العربية إلى كيان هزيل لا يقنع حتى الموظفين فيه.
وأضاف :” التفكير في تصفية القضية الفلسطينية على النحو الذي شرع فيه ترامب سيزلزل المنطقة بأكملها، وقد يؤدي إلى تداعيات لا يعرف أحد مداها، فلن يستقر عرش في المنطقة مهما بلغت قوته إذا ساير الجنون الأمريكي أو خضع للابتزاز والتهديد. ترامب لا يختلف في شيء عن هتلر وموسوليني، ومن ثم فإن الأمر يستلزم من الحكومات العربية إنشاء جبهة تتحدث بصوت واحد وتلزم نفسها بمباديء لا تحيد عنها – وليس أن تقول في الغرف المغلقة عكس ما يقال في العلن – كما أن هناك أطرافا دولية ستتضرر أهمها الصين وروسيا، وواجب الوقت يفرض على كل الأنظمة فك ارتباطها – بالطاعون الأمريكي – والتحالف مع هذه الأطراف.
حشد الشعوب
واختتم بقوله :” الأمر يستلزم أيضا حشد الشعوب وتوعيتها بالخطر المتربص بنا، ورغم أن المحنة شديدة والخطر داهم هذه المرة إلا أنه لو استيقظنا من سباتنا المزمن وتوحدت خطانا وصارت الأنظمة والشعوب على قلب رجل واحد لتمكننا من كسر أنف أمريكا وإسرائيل، ولنا في المقاومة البطولية التي أبدتها غزة خير نموذج ومثل.