أبحر متطوعون، على متن السفينة «مادلين» التابعة لأسطول الحرية، والتي تحمل «كميات محدودة ورمزية» من إمدادات الإغاثة الي غزة المحاصرة،من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية في إيطاليا، الأحد، من المتوقع أن تستغرق الرحلة سبعة أيام”في حالة عدم تعرضها لأي هجمات أو أعطال”.
وتوقع رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة، زاهر البيراوي، أن يعترض الاحتلال “الإسرائيلي” سفينة أسطول الحرية قبل وصولها إلى قطاع غزة.
ويأمل بيراوي، أن تكون هناك حماية دولية وشعبية لأسطول الحرية، وبالوصول إلى القطاع لكسر الحصار الظالم المفروض منذ 17 عاما.
وقبيل انطلاق الرحلة، قالت الناشطة تونبرغ خلال مؤتمر صحافي، وقد غلبتها الدموع: “نقوم بذلك لأنه، ومهما كانت الصعوبات، علينا أن نستمر في المحاولة… اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا”.
لماذا تم اختيار اسم السفينة مادلين؟
و”مادلين” السفينة الـ36 التي تأتي في إطار المحاولات المتكررة لأسطول تحالف الحرية، من أجل كسر الحصار الصهيوني على غزة.
ويعود اختيار اسم السفينة إلى مادلين كُلّاب، وهي أول وأصغر امرأة فلسطينية في غزة، تمتهن مهنة الصيد في القطاع، ويهدف اختيار الاسم إلى تسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها فئة الصيادين في غزة ولدعم النساء أيضا في القطاع، وفقاً للمنظمين.
ويأتي إبحار السفينة “مادلين” بعد نحو شهر من تعرض سفينة “الضمير” وهي سفينة أخرى تابعة لأسطول الحرية لهجوم بطائرتين من دون طيار في الثاني من مايو/آيار الماضي قبالة السواحل المالطية، وقتذاك حمّل المنظمون إسرائيل مسؤولية الوقوف وراء الهجوم، وحتى الآن لم ترد إسرائيل رسمياً على هذا الاتهام.
وتحمل السفينة على متنها 12 شخصاً بينهم أربعة أشخاص من طاقم السفينة، والآخرون من النشطاء في مجال حقوق الإنسان و شخصيات مؤثرة بينهم الناشطة في مجال التغير المناخي السويدية غريتا ثانبرغ، والممثل ليام كانينغهام والبرلمانية الأوروبية ريما حسن.
مساعدات إنسانية مرفقة برسائل دعم
وقال تياغو أفيلا – ناشط برازيلي من المنظّمين لرحلات أسطول الحرية – لبي بي سي إن السفينة تحمل مساعدات إنسانية مرفقة برسائل دعم مكتوبة بأيدي المتبرعين للتعبير عن تضامنهم مع سكان غزة.
صعوبات وتحديات
وتحدث منظّمو الرحلة عن الصعوبات والتحديات التي تواجه المهمّات البحرية التي ينظمها تحالف أسطول الحرية منذ انطلاقه عام 2008، عندما كان اسمه آنذاك “حركة غزة الحرة”.
تقول ياسمين آكار – المتحدثة باسم الأسطول- إن المهمات تتعرض لعقبات كثيرة من بينها ما وصفته بـ”الحرب البيروقراطية” التي تواجه الفريق أثناء التحضير للرحلات، فيما يشمل استخراج التصاريح من الدول المختلفة، فضلاً عن مشاكل مع شركات التأمين.
وتشير آكار أيضاً إلى أن عوامل الجو تمثل أحياناً عائقاً أمام الإبحار، هذا إلى جانب المشاكل الفنية والميكانيكية التي ربما تواجه القوارب القديمة التي يستخدمها الأسطول.
ونؤكد أننا لسنا سذج للاعتقاد بأننا في أمان.
الفريق: لا ضمان لوصول السفينة
ويقول الفريق على متن السفينة مادلين، إنه لا ضمان لوصول السفينة بنجاح، مشيرين إلى أنهم على علم أنه لا أحد آمن على متنها.
لكن”نأخذ احتياطاتنا ونؤكد دائماً أنها مهمة سلمية، كما أننا نتلقى تدريبات سلمية بشأن كيفية التعامل مع أي قوة تعترضنا في الطريق.
نكرر باستمرار، نحن لا نمارس العنف، بل نمارس عملنا المباشر بشكل سلمي، والشيء الوحيد الذي يمكننا فِعله هو محاولة إيصال المساعدات وانتظار ما يمكن أن يحدث، ولكننا لسنا سذج للاعتقاد بأننا في أمان”.
ومنذ إطلاق أسطول الحرية مهماته البحرية إلى غزة، لم تصل سوى خمس سفن فقط فعلياً إلى شواطئ القطاع مُحمّلة بكميات رمزية من المساعدات.
وقالت الناشطة غريتا تونبرغ على رمزية التحرك: “قد تكون هذه المهمة خطيرة، لكنها لا تُقارن بخطورة صمت العالم على إبادة جماعية تُبثّ مباشرة أمام أعين الجميع”.