في أجواء وطنية احتفالية، أقام قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الشهري بمركز الهناجر للفنون تحت عنوان: “ثورة يوليو.. تاريخ وطن وذاكرة شعب”، بمناسبة الذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو المجيدة، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين، الذين استعرضوا خلال كلماتهم ملامح الثورة وإنجازاتها وتحديات الحاضر والمستقبل.
ناهد عبد الحميد: ثورة غيرت التاريخ.. والفن والثقافة في قلب الحدث
أكدت الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ومؤسسة الملتقى، أن ثورة 23 يوليو لم تكن حدثًا عابرًا في تاريخ مصر، بل شكلت نقطة تحوّل عميقة غيرت وجه التاريخ في مصر والمنطقة العربية، مشيرة إلى أن الثورة جمعت بين إرادة الجيش واحتضان الشعب، وأسهمت في تدشين مرحلة جديدة من الثقافة والفنون، من خلال تأسيس المؤسسات الثقافية التي أثرت المشهد المصري حتى اليوم.
خلف الميري: تراكم تاريخي وحركة وطنية بلغت ذروتها
أوضح الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن ثورة يوليو جاءت تتويجًا لتراكمات الحركة الوطنية والنضال الشعبي ضد الاحتلال والفساد، مؤكدًا أنها لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة لتراكم معرفي وتجارب تاريخية طويلة، أسهمت في إعادة تشكيل الدولة وبناء مؤسساتها على أسس وطنية مستقلة.
فريدة الشوباشي: هزمنا الهزيمة يوم رفضنا تنحي عبد الناصر
أشادت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي بدور الشعب المصري في التمسك بالزعيم جمال عبد الناصر يوم إعلانه التنحي، مؤكدة أن هذا اليوم كان بمثابة “يوم الانتصار على الهزيمة”، وأن عبد الناصر لم يكن فقط قائدًا سياسيًا، بل كان في قلب المصريين، وكان المصريون في قلبه.
طارق منصور: التعليم والثقافة ركيزتا النهضة بعد الثورة
استعرض الدكتور طارق منصور، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، التطورات الكبيرة التي أحدثتها ثورة يوليو في مجالات التعليم والثقافة، مشيرًا إلى إنشاء وزارة الثقافة، وتوسيع التعليم المجاني، وإطلاق الإذاعات الإقليمية، وبناء مبنى ماسبيرو الذي شكّل نقلة نوعية في الإعلام المصري.
أحمد عبد العظيم: الجينات المصرية تدفعنا للتضحية
قال الإعلامي أحمد عبد العظيم إن المصريين لا يترددون في الدفاع عن وطنهم، مؤكدًا أن انتماء المصريين إلى بلدهم محفور في جيناتهم، وأن التحديات الحالية تفرض علينا جميعًا أن نقف خلف مؤسسات الدولة، مضيفًا أن توجيهات الرئيس السيسي بشأن تطوير ماسبيرو تؤسس لمرحلة إعلامية جديدة.
حسام فاروق: الإعلام بين زمن يوليو وتحديات اليوم
أشار الدكتور حسام فاروق، أستاذ الاتصال السياسي، إلى أن الإعلام وقت الثورة كان منضبطًا وفعالًا نظرًا لطبيعة المجتمع المغلقة حينها، أما اليوم، فنحن في زمن الذكاء الاصطناعي والفضاء المفتوح، والإعلام يواجه تحديات كبرى من قنوات مدعومة بأجندات، تتطلب إعلامًا وطنيًا قويًا لمواجهة التشكيك والتزييف.
هدى زكريا: الاحتفاء بالثورة ضرورة لإحياء الذاكرة الوطنية
أوضحت أستاذة علم الاجتماع السياسي، الدكتورة هدى زكريا، أن استدعاء ذكريات الثورة هو استدعاء لقوة الوطن، مشددة على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية، باعتبارها الحصن الأول لحماية المجتمعات من التشرذم، مستعرضة تأثير الثورة على القوانين الاجتماعية وأغاني الزمن الجميل التي شكلت وجدان الأمة.
أشرف البنا يُشعل الملتقى بقصائد وطنية
قدم الشاعر أشرف البنا باقة من القصائد الوطنية التي لامست وجدان الحضور، وتحدث فيها عن حب الوطن والتضحية من أجله، ولاقت قصائده تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة في ظل الأجواء الوطنية التي خيمت على اللقاء.
مداخلات مثرية.. وأغانٍ خالدة
تخلل الملتقى عدد من المداخلات الثرية من رموز المجتمع، منهم اللواء أحمد متولي، الإعلامي حسن هويدي، د. أحمد الشامي مستشار النقل البحري، والمبدع الصغير أدهم الجمال، في مشهد يعكس تواصل الأجيال.
كما أحيا الفنان محمود درويش وفرقة “كنوز” الأمسية بغناء باقة من أجمل أغاني ثورة يوليو مثل: “البندقية اتكلمت”، “بالأحضان”، و”احنا الشعب”، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين رددوا كلمات الأغاني بحماس.
“ثورة يوليو.. تاريخ وطن وذاكرة شعب” لم يكن مجرد عنوان لملتقى ثقافي، بل كان تذكيرًا بواحدة من أهم محطات التاريخ المصري، ورسالة موجهة للأجيال الجديدة بأن الانتماء للوطن لا يسقط بالتقادم، وأن الدفاع عنه مسؤولية كل مصري ومصرية.