حشاني زغيدي يكتب: اصنع السعادة بأشياء بسيطة
معظمنا يبحث له عن الراحة والطمأنينة، يبحث له عن فضاءات راحة القلب، يبحث له عن الاستقرار وراحة البال، تجد الواحد منا يبحث له عن السكن والهدوء، جميعنا يبحث له عن الراحة النفسية مع أنس رفيق أو خليل.
وتلك الراحة نعمة مفقودة، يبحث عنها أمثالي وغيري، يبحث عنها كل محروم مكبل بأغلال المادة الموحشة، في ظل حضارة ألغت كل المواثيق والأعراف الإنسانية..
وقد وجدنا مبعث راحة بالنا ميسورة في كلمات قد تنتشلنا من التعب النفسي المزعج، لهذا كان اهتمام التربية قديما وحديثا ينصبّ حول بواعث السعادة الحقيقية، التي تجعل الإنسان يشعر بمتعة الحياة وقيمتها، تجعل الإنسان يعيش الرضى والمتعة ولو مع زهادة العيش، لأنه امتلك روحا تشبعت بالعواطف الإنسانية الصادقة
في مقالي هذا حاولت التركيز على بعض الإضاءات البسيطة وأمثلة أعمال قد نحسبها قليلة النفع ولكن أثرها بالغ الأهمية في صناعة السعادة الحقيقية.
في حياتنا وجدت الكثير يهتم بالأمور الكبيرة المغرية، يوجه كل الاهتمام لها، في حين هناك أمور صغيرة، لها أثر كبير في صناعة سعادة وفرحة لا تشترى بالمال.
وقد يظن الكثير أن المال وحده يصنع لنا الكثير من الأفراح، وهو مهم، ولكن لا يمكن له أن يشتري أنس ساعة، لعل من يملكه يدرك ذلك، هي حقيقة غير مذاعة، لكن العارفين يقرون بهذه الحقيقة.
فقد تصنع ابتسامة صادقة ما تعجز عنه صنوف المظاهر المادية، ابتسامة تحمل برقيات إيجابية، تصنع الأساليب لمن هو في حاجة إليها، ابتسامة تصدر من وجه مشرق لا يعرف النفاق والغدر والحسد.
وقد تصنع هدية بسيطة قد تكون وردة تقطف من بستان بيت أو حديقة تهدى لمن هو في حاجة إليها، تبعث في نفس حبيب أو قريب أو مريض ما يفعله الدواء النافع، أو هدية بسيطة تدخل سرورا ما كنا ندرك أن السعادة تصنع بأشياء بسيطة.
وفي أحيان نغفل أن اهتماما بسيطا وتفقد أحوال من هم في أمس الحاجة لرعاية نفسية، تشعر المحتاج الذي يعيش العزلة بالأمان والاحتواء، تشعر المرء أن إنسان له قيمة
وأن إهمال الترويح عن النفس يبعث الملل والضجر، وننسى أن فسحة أو خرجة ترويح مع رفيق أو خل مقرب، تزيل غنّا الكثير من ثقل الحياة وهمومها، تكون فرصة لإزالة الكثير من منغصات حياتنا، وقد وجدت أن الكثير ممن يعيشون العزلة النفسية بحاجة لملطفات يفرج مكبوتات العزلة المفروضة قصريا..
وفي ختام كلماتي الموجهة علينا أن ندرك أن السعادة تصنع بأفعالك بسيطة، وأن سعادتنا بنت أيدينا نزرع ورودها في بساتين الحياة، قد نصنعها بهمسة أو دعاء بظهر الغيب، أو بلمسة رحمة لضعيف أو محتاج، نصنعها بحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا.