
أثارت حملة تسويقية من شركة “ريتيكيا” اللبنانية جدلاً واسعاً، بعد استخدام أسماء زوجات النبي محمد ﷺ وصحابيات جليلات على منتجاتها من الأحذية والحقائب. الخطوة التي كانت تهدف إلى الترويج للمنتجات، تحولت إلى أزمة دينية في لبنان، حيث اعتبرها العديد من المسلمين إهانة لمقدساتهم.
خلفية الحملة
أطلقت شركة “ريتيكيا” مجموعة من الأحذية والحقائب تحمل أسماء شخصيات إسلامية بارزة مثل “عائشة”، “حفصة”، و”هاجر”، وهن زوجات النبي محمد ﷺ. الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والدينية، خاصة وأن هذه الأسماء ارتبطت بمنتجات يتم ارتداؤها على الأرجل، وهو ما اعتبره الكثيرون انتهاكًا لقيم الإسلام.
ردود الفعل الشعبية
على إثر الحملة، شهدت مدينة طرابلس اللبنانية احتجاجات من قبل المواطنين، حيث اقتحم المتظاهرون أحد فروع الشركة وأحرقوا واجهته. كما تم إغلاق فرع آخر للشركة في بلدة حلبا بقرار قضائي بسبب الحملة المثيرة للجدل.
الشكوى القانونية
تحرك المحامي محمد زياد جعفيل بشكل سريع، حيث قدم شكوى رسمية ضد الشركة للنيابة العامة التمييزية في لبنان، مرفقًا لها مستندات وأدلة تؤكد ما اعتبره “إهانة للمقدسات الإسلامية”. كما ضمت الشكوى مقاطع فيديو توثق المنتجات التي تحمل الأسماء المثيرة للجدل.
التساؤلات حول الحملة
رغم اعتذار شركة “ريتيكيا” عن الحملة وتأكيدها أن الأسماء تم اختيارها “بنوايا حسنة”، فإن هذا لم يخفف من الاستياء. التساؤلات تركز على كيفية اختيارات مثل هذه الأسماء التي تحمل دلالة دينية كبيرة، وهل كانت هناك مراجعة دقيقة لهذه الخطوة من قبل الفريق التسويقي؟
تداعيات الحملة على المجتمع
إهانة للقيم الإسلامية
إهانة الرموز الإسلامية، خصوصًا الشخصيات ذات المكانة الدينية الكبيرة مثل زوجات النبي ﷺ، تُمثل جرحًا عميقًا في مشاعر المسلمين في لبنان وخارجها. هذه الحملة لم تكن مجرد خطأ عابر، بل تحولت إلى قضية تمس جوهر الإيمان لدى المسلمين.
غضب شعبي وتحرك قضائي
تُظهر ردود الأفعال الشعبية في لبنان حجم الغضب الذي أثارته الحملة، حيث طالت الاحتجاجات عدة مدن لبنانية، مما دفع السلطات القضائية إلى اتخاذ إجراءات بإغلاق فروع الشركة المتورطة.
نظرة أوسع: ماذا وراء الحملة؟
دور الشركات في احترام القيم الثقافية
التسويق لا يقتصر على جذب العملاء؛ فهو يعكس أيضًا فهم واحترام القيم الثقافية والدينية. يبدو أن شركة “ريتيكيا” لم تقدر بشكل كافٍ حساسيات المجتمع اللبناني تجاه الرموز الدينية الإسلامية. وهذه ليست أول مرة يتم فيها تجاوز الحدود الثقافية في الحملات التسويقية، ما يستدعي مراجعة شاملة لممارسات الشركات في هذا السياق.
مستقبل الحماية القانونية للمقدسات
إذا كانت الحملة قد تم تجاوزها عبر الاعتذار فقط، فإنها تفتح الباب أمام مزيد من الإساءات في المستقبل. من المهم أن يتم فرض عقوبات أكثر حزمًا ضد من يسيء للمقدسات، بما يسهم في ردع مثل هذه الممارسات.