خامنئي في مأزق: خطاب الجهوزية يكشف انهيار النظام تحت ضغط المقاومة

في 13 أبريل 2025، وقف علي خامنئي أمام قادة قواته المسلحة، متحدثًا عن “الجهوزية القصوى” في خطاب بدا كمحاولة يائسة لإخفاء ضعف نظامه المحاصر بالأزمات.
لكن تناقضات كلماته، بين التبجح بالقوة والاعتراف بالصعوبات، عكست حقيقة نظام يترنح تحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية، لا سيما بفعل مقاومة شعبية متصاعدة تقودها وحدات المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق.
خطاب دعائي بعيد عن الواقع
زعم خامنئي، في خطابه المنشور على موقعه الرسمي، أن “الأعداء يغضبون من تقدم إيران”، مدعيًا أن “إرادة الشعب” هي مصدر قوتها.
لكنه، في الوقت ذاته، أقر بـ”صعوبات اقتصادية كبيرة”، في إشارة ضمنية إلى التضخم، البطالة، والفقر الذي أنهك الشعب.
هذا التناقض يكشف ارتباكًا استراتيجيًا: كيف يمكن لنظام يهرول نحو مفاوضات مع “الشيطان الأكبر” أن يدعي “مهابة دولية”؟ تصريحاته لم تقدم سوى عبارات إنشائية فضفاضة، مثل “إعجاب العالم بعظمة إيران”، لا تعكس واقع نظام معزول دوليًا ومرفوض شعبيًا.
تتزامن كلمات خامنئي مع مفاوضات غير معلنة بين إيران والولايات المتحدة، تحت ضغط تهديدات عسكرية أمريكية وتشديد العقوبات.
المجتمع الدولي، بدلًا من “الإعجاب” بهذا الخطاب ، يوجه إدانات متتالية للنظام بسبب إعدامات سياسية، دعم الإرهاب، وقمع الاحتجاجات. هذه العزلة أجبرت النظام على التفاوض، ليس من موقع قوة، بل تحت إكراه اقتصادي وسياسي، مما يناقض ادعاءات خامنئي بالتفوق.
دور وحدات المقاومة ومجاهدي خلق
في الداخل، تُشكل وحدات المقاومة، المنبثقة عن منظمة مجاهدي خلق، العمود الفقري للمقاومة الشعبية. هذه الوحدات المنظمة، التي تنشط في المدن والأحياء، تقود حملات احتجاجية، توزع منشورات معارضة، وتُشعل شرارة الغضب ضد النظام.
منذ انتفاضات 2019 و2022، ساهمت هذه الوحدات في تعبئة الشباب، مما جعل النظام عاجزًا عن احتواء السخط. منظمة مجاهدي خلق، بدورها، كشفت جرائم النظام دوليًا، من إعدامات 1988 إلى قمع اليوم، مما زاد من عزلته. هذا الضغط الداخلي، إلى جانب الأزمات الاقتصادية، وضع النظام في بنبست حقيقي، يجبره على التراجع أمام الشعب والعالم.

خطاب خامنئي لم يكن موجهًا للغرب، بل لأجهزته القمعية، خصوصًا الحرس الثوري، التي تعاني من تراجع الروح المعنوية. دعوته إلى “الإيمان والشجاعة” تكشف قلقًا عميقًا من انهيار التماسك الداخلي. تصريحات محمد باقري، رئيس الأركان، عن “الجهوزية الكاملة”، بدت مكررة وجوفاء، دون مضمون استراتيجي، تعكس فراغ الخطاب العسكري أمام تحديات المقاومة الشعبية.
ومن المهم الإشارة إلي أن النظام يعيش أزمة شرعية غير مسبوقة. اقتصاديًا، يعاني الشعب من تضخم وفقر، بينما سياسيًا، يواجه عزلة دولية وغضبًا شعبيًا. وحدات المقاومة ومجاهدي خلق، بتحركاتهم المستمرة، جعلوا النظام عاجزًا عن استعادة السيطرة، مما يُجبره على التفاوض كملاذ أخير. خطاب خامنئي، بكل صخبه، لا يُخفي هذا الواقع: نظام يُقاتل من أجل البقاء، لكنه يفقد أوراقه يومًا بعد يوم.
وبدا واضحا أن خطاب خامنئي محاولة بائسة لإخفاء انهيار نظام محاصر بالمقاومة الشعبية وقوى وحدات المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق.
في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، لن تنقذه شعارات “الجهوزية” من مصيره. المقاومة، التي تُلهم الشعب وتُحرج النظام عالميًا، تُشير إلى أن التغيير بات أقرب من أي وقت مضى