اتهم خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للدراسات الإستراتيجية، إسرائيل بمحاولة إحداث نكبة فلسطينية جديدة، مما يعرض مستقبل القضية الفلسطينية للخطر.
جاء ذلك خلال كلمة عكاشة في ورشة عمل “معادلات الصراع والأمن المتغيرة في الشرق الأوسط” التي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، الخميس.
وحذر عكاشة من أن المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران أصبحت أكثر حدة من مجرد الردع الاستراتيجي.
وأضاف أن هذا الوضع إلى جانب العمليات العسكرية الإسرائيلية الممتدة من غزة إلى لبنان يثير شبح اندلاع حرب شاملة، خاصة في ظل غياب فرص التهدئة والدعم غير المحدود الذي تحظى به إسرائيل من حلفائها الغربيين.
وتطرق عكاشة أيضا إلى تصاعد أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي قال إنها تعكس التأثير العميق والمترابط على منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
وسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا التي ظهرت في خضم الصراعات الحالية، وخاصة في الحرب الإلكترونية، إلى جانب تدهور الظروف الإنسانية في مناطق الصراع.
وأكد عكاشة على حالة عدم اليقين السائدة التي تميز الوضع الحالي في الشرق الأوسط، محذرا من أن سوء التقدير قد يدفع الشرق الأوسط إلى صراع كبير له عواقب بعيدة المدى.
وأضاف خلال الفعالية أنه “من الصعب فصل الاضطرابات الإقليمية الحالية عن التداعيات الناجمة عن الثورات العربية في عام 2011”.
وقال عكاشة إن تزايد الاستقطاب والتنافس “دفع نحو اختلال معادلة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.
استراتيجية إسرائيل الشاملة
من جانبه، قال محمد إبراهيم الدويري نائب مدير المركز المصري للاستراتيجية والاستراتيجية إن جنوب لبنان وقطاع غزة ما هما إلا جزء من استراتيجية إسرائيلية شاملة، ولا يمكن أن تقتصر على الجانب العسكري فقط.
وأوضح أن هذه المبادرة الإسرائيلية الواسعة النطاق يتم تنفيذها على مراحل، وترتكز على عوامل حاسمة، مثل سعي إسرائيل إلى الاندماج في المنظومة الإقليمية في المنطقة في كافة المجالات، ومحاولة إيجاد قواسم مشتركة مع الدول العربية.
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى خلق تهديد يهز المنطقة العربية برمتها، من خلال التركيز على إيران وتكثيف الضربات المتبادلة معها وأذرعها في المنطقة.
وأضاف أن إسرائيل تتبنى نهجا تدريجيا وممنهجا تجاه القضية الفلسطينية من خلال خلق أمر واقع يصعب التعامل معه من خلال إجراءات مثل الاستيطان واستغلال الانقسام الفلسطيني.
ويتوقع الدويري أن يستمر هذا النهج الإسرائيلي على الأرجح في ظل الإجماع القوي بين القطاعات السياسية الإسرائيلية الداعمة لهذه الاستراتيجية الشاملة، والدعم الأميركي القوي لتعزيز أهداف إسرائيل في المنطقة، وغياب المعارضة الإقليمية لجهود التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف الدويري أن إسرائيل تحاول حاليا تفكيك الحجة العربية القائلة بأن القضايا الفلسطينية غير المحلولة تساهم في عدم الاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن إسرائيل تهدف إلى فصل عملية التطبيع عن القضية الفلسطينية، مضيفا أن إسرائيل مستعدة لإحياء جهود التطبيع في المنطقة، لكنها تسعى إلى خلق أمر واقع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الدويري إن النهج الإسرائيلي لا يبشر بالخير فيما يتعلق بإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في المستقبل القريب، لأنه يسعى إلى وضع المنطقة بين زاويتين: “لا استقرار ولا انفجار”.
ودعا إلى مشروع عربي شامل لمواجهة المشروع الإسرائيلي الشامل في الفترة المقبلة.
المواجهات الإسرائيلية الإيرانية
وفيما يتعلق بالتوترات الإسرائيلية الإيرانية، قالت نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل من المقرر أن يشتد، لا سيما مع وجود الأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة.
وتوقعت استمرار الاستنزاف بين الجانبين لفترة طويلة، مع وتيرة منتظمة من الصراع لا تصل إلى حد الانفجار ولا تحقق الاستقرار.
وأشار الموساد إلى أنه قد يحدث خفض مؤقت للتصعيد، مدفوعًا بالحاجة الملحة لكلا البلدين لإعادة تقييم الديناميكيات الإقليمية من أجل الاستقرار.
ومع ذلك، أشارت إلى أن التصعيد المستمر يظل سيناريو محتمل، حيث تمتلك كل من إسرائيل وإيران دوافع قوية للاستمرار في الصراع – تهدف إسرائيل إلى إعادة تشكيل المشهد في الشرق الأوسط، في حين تسعى إيران إلى دعم أجندتها السياسية المتجذرة في المذهب الشيعي.
وسلط الموساد الضوء أيضاً على طموحات إسرائيل الأوسع في الشرق الأوسط، وخاصة جهودها الرامية إلى تعديل المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا.
وأشارت أيضاً إلى أنه يجب أن تؤخذ على محمل الجد تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي أكد فيها أن حدود إسرائيل لم تعد كافية.
وأشارت إلى أن مثل هذه التصريحات تكشف حقيقة المشروع الصهيوني الأميركي.
وحذر الموساد من وجود محاولات لزعزعة استقرار الدول العربية، مشيرا إلى أن التدخل الأميركي في الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يحول الأنظار مجددا نحو العراق.
وأكدت في الوقت نفسه أن مصر تسعى جاهدة للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في علاقاتها الإقليمية في ظل التوترات المتزايدة على حدودها.
قضية السودان طويلة الأمد
وحول الأزمة السودانية، قال أحمد أمل، أستاذ العلوم السياسية المساعد بكلية الدراسات العليا الأفريقية بجامعة القاهرة، إن السودان يكتسب أهمية خاصة، خاصة مع تصاعد الفوضى هناك.
وأشار أمل، رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إلى أن الاضطرابات الحالية في السودان لا يمكن تقليصها إلى ما بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
وأشار إلى أن تدهور الحالة الاقتصادية في السودان قضية قائمة منذ استقلاله في يناير/كانون الثاني 1956.
وأوضح أن ذلك شمل انفصال جنوب السودان في عام 2011، والحرب الأهلية الطويلة، وظهور العديد من الصراعات العرقية والداخلية.
وأشار أمل إلى أن الوضع في السودان أكد عجز الحكومات السودانية المتعاقبة عن إيجاد الحل، ما دفع العديد من الأطراف إلى ممارسة السيطرة على الأرض.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع، التي على عكس كونها فصيلاً تابعاً للجيش، أصبحت الآن تمتلك أعداداً وتسليحاً أكبر من الجيش السوداني نفسه.
وأضاف أن المرحلة الانتقالية التي بدأت في عام 2019 تميزت بتوترات غير مسبوقة، وامتدت إلى ما هو أبعد من الجدول الزمني النموذجي الذي يمتد لخمس سنوات للتحولات السياسية التي تشهدها أفريقيا.
وحذرت أمل من أن وضع السودان قد يتطور عبر أحد ثلاثة سيناريوهات مثيرة للقلق: استمرار الدولة الفاشلة، أو المجتمع المجزأ، أو الانقسام.
ولتجنب هذه النتائج الوخيمة، اقترح مسارات حاسمة بما في ذلك الحاجة الملحة إلى وقف الأعمال العدائية وتنمية الشعور بالحكم الشرعي من خلال الانتخابات أو الاستفتاءات المحلية.
أزمات أفريقيا
أكد مدير إدارة السودان والقرن الأفريقي بجامعة الدول العربية السفير زيد الصبان أن المشهد الجيوسياسي الحالي تهيمن عليه بشكل متزايد المصالح الاقتصادية التي تتجاوز الأيديولوجيات الوطنية والدينية التقليدية.
وسلط الصبان الضوء على الدوافع المعقدة التي تغذي الصراعات المستمرة في المنطقة، مؤكدا أن هذه الدوافع تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد المكاسب المالية والتجارة.
وأشار إلى أن المصالح الدولية والإقليمية تتقاطع في كثير من الأحيان، مستشهدا بقضايا حرجة، مثل مشروع سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل، أو المنافسة على الأراضي الزراعية الخصبة في السودان، أو النزاعات حول الموارد المعدنية في الممر الاستراتيجي بين كينيا والصومال.
وأشار إلى أن مصر والدول العربية ساهمت في تعزيز الدولة الوطنية في الصومال من خلال الاتفاق العسكري لدعم سيادة ووحدة الأراضي الصومالية.
وحذر أيضا من طموحات إثيوبيا، المدعومة من قوى مختلفة – وليس إسرائيل فقط – لتأكيد نفسها كقوة مهيمنة في منطقة القرن الأفريقي.
وأكد السفير على الدور المحوري للجامعة العربية في الحفاظ على وحدة الدولة السودانية ومنع تفكك الدولة الصومالية.
الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية
ووصف محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي بالمركز المصري للدراسات الإستراتيجية، الصراع الدائر في المنطقة بأنه غير مسبوق في التاريخ العسكري، مسلطاً الضوء على التقدم في الأسلحة والحرب السيبرانية التي تستخدمها إسرائيل.
وأشار الزيات إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يتحرك بمعزل عن الآخرين، فهو يتلقى دعماً خارجياً متواصلاً من أقوى خمسة جيوش في العالم.
وأعرب عن قلقه إزاء “مشروع استراتيجي أميركي إسرائيلي محدد سلفا”، مشيرا إلى أن هذا التوافق سوف يستمر في السنوات المقبلة.
وفي معرض حديثه عن التوترات بين إسرائيل وإيران، أوضح الزيات أن هدف إسرائيل ليس القضاء على إيران بل الحد من نفوذها، حيث أن وجود إيران بمثابة وسيلة ترهيب إقليمية.
وحذر الزيات من أن الحرب المستمرة قد تعيق آفاق إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وهو هدف تسعى إسرائيل إلى تحقيقه منذ فترة طويلة.
وحذر أيضا من احتمال اندلاع اضطرابات أهلية في لبنان، مشيرا إلى تحرك أنصار حزب الله من الجنوب إلى الشمال كمؤشر على اشتباكات محتملة.
وأشار أيضاً إلى تحول في موقف سوريا، مشيراً إلى أن البلاد تنأى بنفسها عن حزب الله وإيران، وهي الخطوة التي قال إنها مدعومة من روسيا لتجنب المواجهة مع إسرائيل.
ونفى الزيات التقارير التي تحدثت عن مناورة بحرية مزعومة بين إيران ومصر ووصفها بأنها كاذبة، مؤكدا أن مثل هذا التعاون غير ممكن.
من العولمة إلى الإقليمية
وأشار محمد كمال، عضو المجلس الاستشاري للمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إلى تحول في التركيز على الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء الأزمات الأخيرة، مقارنة بالأولويات السابقة في آسيا.
وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا لفترة طويلة فصل القضية الفلسطينية عن القضايا الإقليمية الأوسع نطاقا، إلا أنه بات من الواضح أن هناك ارتباطا جوهريا بين القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية الأخرى.
وأضاف كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأزمة الحالية تكشف عن طبيعة النظام الدولي الهشة، الذي يترنح في ظل عدم الالتزام بالمعايير الراسخة والفشل الأخلاقي من الغرب.
وأضاف أن تراجع القيادة الأميركية في الشرق الأوسط خلق فراغا لم تملأه القوى الكبرى الأخرى، مضيفا أن هذا الوضع يتطلب إعادة تقييم للرواية المحيطة بعالم متعدد الأقطاب.
ورأى أن الوصف الأكثر دقة هو أنه نظام دولي غير قطبي.
وأشار إلى التحول من العولمة إلى الإقليمية، حيث تعمل مناطق مختلفة بشكل مستقل إلى حد كبير عن القوى العالمية الكبرى، مع تزايد أهمية اللاعبين الإقليميين.
وقال كامل إن إسرائيل لديها مشروع واضح، بدعم أميركي، يهدف إلى تغيير الإطار البنيوي للمنطقة، ويستهدف على وجه التحديد النفوذ الإيراني، وإرساء معايير جديدة تعتمد على القوة العسكرية والقوة الاقتصادية بين بعض الدول العربية.
أمن الممرات الملاحية
قدمت دلال محمود، المديرة التنفيذية لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، رؤى بالغة الأهمية حول الديناميكيات المعقدة المحيطة بعسكرة الممرات الملاحية في الشرق الأوسط.
وبحسب محمود فإن هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ تعود إلى الاضطرابات الإقليمية التي بدأت في عام 2003.
في الوقت الحاضر، هناك 10 من الدول العسكرية الـ39 الأقوى تنشط في الشرق الأوسط في شكل قواعد عسكرية، أو نشر قوات، أو عمليات عسكرية.
وأكدت على الأهمية الاستراتيجية للتهديدات الملاحية المرتبطة بالنقاط المحورية في المنطقة، مثل مضيق هرمز وباب المندب، اللذين يحتلان المرتبة الثانية والثالثة من حيث الأهمية على مستوى العالم.
وأشار محمود أيضاً إلى المنافسة الدولية الشديدة على النفوذ في المناطق الاستراتيجية، وخاصة فيما يتعلق بالممرات الملاحية.
ودعت في الوقت نفسه إلى بذل جهد تعاوني بين مصر والمملكة العربية السعودية لضمان سلامة البحر الأحمر، بالنظر إلى دورهما المهم في الشؤون الإقليمية.
كما حثت على إطلاق حوارات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
آثار فيضانات الأقصى
وقارنت هدى رؤوف، رئيسة وحدة الدراسات الإيرانية في المركز المصري للأبحاث ودراسة السياسات، أحداث طوفان الأقصى بهجمات 11 سبتمبر/أيلول، واعتبرتها لحظات محورية في السياسة الدولية تحمل تداعيات كبيرة.
وتحدثت عن كيف أدى طوفان الأقصى إلى تغيير طبيعة الصراع بين إسرائيل وإيران، وتغييره من المواجهات غير المباشرة إلى الصدامات المباشرة، وهو ما تجلى في تبادل الهجمات على الأراضي الإسرائيلية والإيرانية.
وأشار رؤوف إلى أن إيران المعروفة بفطنتها الاستراتيجية تستغل هذا الوضع لخلق نقاط توتر جديدة، مثل تنظيم هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وبالتالي خلق ضغوط على الحلفاء الإقليميين وتهديد المصالح الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن هجوم السابع من أكتوبر “دفع إسرائيل إلى تحقيق هدف رئيسي وهو تفكيك محور المقاومة الفلسطينية وإضعاف قدراته العسكرية والقيادية على القضاء على التهديدات لأمنه”.
الحرب السيبرانية!
وأشارت رغدة البهي، رئيس وحدة الأمن السيبراني بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن إسرائيل وحماس استخدمتا الأبعاد التكنولوجية والسيبرانية في الحرب.
وأشارت إلى أن استخدام حماس للتكنولوجيا لم يسفر عن أي تفوق عسكري على الأرض، في حين أن الجانب الإسرائيلي يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة ضمن استراتيجياته العسكرية.
كما سلطت الضوء على التعاون بين الاستخبارات الإسرائيلية ووزارة الدفاع والجامعات لتنفيذ التطبيقات الذكية في الصراع ضد غزة.
وأشارت إلى الاعتماد المتزايد على العملاء السيبرانيين كاستراتيجية لبعض الدول لتجنب اللوم على الهجمات، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن ينمو في المستقبل.
وخلص البهي إلى أن الجانبين التكنولوجي والسيبيراي لن يحسما أي صراع بشكل حاسم، على الرغم من الخسائر الفادحة التي يترتب عليهما.
نحو الاستقرار
أكد مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بالجامعة العربية علاء التميمي، على أهمية التوصل إلى تصور عربي لنظام إقليمي مستقر ومستدام.
وحدد ثمانية تحديات أمام تحقيق هذا الاستقرار، مع أهمية خاصة في ما يتصل بتآكل سيادة الدولة وتحديات إعادة بناء الدول المركزية.
وبحسب التميمي فإن التسويات السياسية في الدول المتأزمة لن تكون شأنا داخليا فقط، بل ستشمل اتفاقات مع قوى إقليمية.
وأشار إلى أن بعض الدول الكبرى تلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الدول القومية.
وخلص التميمي إلى أن تحقيق الاستقرار يعتمد على التعاون الإقليمي، وتعزيز الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وإرساء آليات فعالة لحل النزاعات.
صراع مكلف لجميع الأطراف
ووصف جمال عبد الجواد، مدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، الوضع الحالي في المنطقة بأنه صراع مكلف لجميع الأطراف المعنية.
وأكد أن نظام الأمن الإقليمي “يتعارض بشكل مباشر مع الصراع الحالي”، مؤكدا أن الحرب في جوهرها تعني استخدام القوة. وأكد أن إقامة إطار أمني يعني نهاية الحرب.
وأشار إلى أن التفاهمات والتسويات متوسطة المدى تخلق الظروف التي تقلل من استخدام العنف في إدارة أو حل النزاعات.
وشدد عبد الجواد على ضرورة التمييز بين السلام والاستقرار للإشارة إلى نهاية الصراع.
وأشار إلى أن “السلام كحالة من الرضا والاتفاق الكامل من غير المرجح أن يتحقق في الشرق الأوسط”.
وقال عبد الجواد إنه من الضروري صقل الأفكار التي تركز على الاستقرار، مما يؤدي إلى تقليل جاذبية العنف لدى جميع الأطراف.
وحذر من أن الاعتماد على غياب العنف والاستقرار الكامل في الاتصالات وتحقيق السلام “قد لا يضمن السلام في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن الحل الوسط يعتمد على معالجة الأسباب الجذرية للعنف المباشر دون التخلي عن المطالب الأساسية.
وأشار إلى أن الصراع في الشرق الأوسط يتم تعريفه من حيث المشرق العربي، متجاهلاً ربما القضايا في منطقة القرن الأفريقي، بسبب الطبيعة المختلفة للأطراف المعنية.
وحدد عبد الجواد عددا من القضايا الأمنية، مؤكدا على ضرورة إنشاء أنظمة أمنية إقليمية متعددة.
وأضاف أن “الصراعات في المنطقة يجب أن يتم التعامل معها بشكل مختلف، لأنه من الصعب معالجتها كلها في وقت واحد”.
وحدد ثلاثة مكونات رئيسية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط: غزة، ولبنان، والصراع الإسرائيلي الإيراني، وحث على تطوير استراتيجيات مميزة لكل منها.
/الأهرام أون لاين/