الحمد لله وحده المهيمن، العزيز، خير الناصرين، معز المتقين وناصر المؤمنين، ومذل المنافقين وهازم الكافرين من اليهود والنصارى المعتدين وأعوانهم الخائنين، يأبى الله الملك الحق المبين إلا أن يتم نوره ويظهر دينه ولو كره الكارهون، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وتمكينه، وهو سبحانه على كل شيء قدير يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة والسلام على رسول الله نبي الملحمة والمرحمة وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، وبعد..
إن المسلم الحق يأنف أن يعيش لنفسه لأنه يعلم أن هذه الدار ليست مستقراً، وإنما يعيش لربه ولدينه وأمته، فيحيا عظيم النفس والقدر عظيم الهم والهمة…
وما قيمة العبد إلا قيمة ما أقامه الله فيه من خير أو شر…. وإن الأحداث التي تمر بها أمتنا والتي نعيشها في غزة تفرض على كل مسلم واجباً يجب عليه تجاه نفسه وتجاه أمته، وإذا كانت هذه الأحداث حركت كل إنسان حر حتى من غير المسلمين، فمن باب أولى أن يتحرك لهذه الأحداث أبناء العقيدة الواحدة والذين يصلون لقبلة واحدة…!!! خاصة وأنه في ذات الوقت أيضاً اجتمع أعداء الدين مع باطلهم ينصر بعضهم بعضاً ويعين بعضهم بعضاً…!! ونحن أهل الحق وأهل التوحيد أولى منهم بهذا الاجتماع ومناصرة بعضنا بعضا لأن ما يجمعنا رباني المصدر فهو حق أبلج لا مرية ولا لبس فيه…
ومما يزيد الحق وضوحاً عِلْمنا أن هذه المعركة بيننا وبين أرذل الخلق وأخسّهم إخوان القردة والخنازير، وعليه من كان يظن أن هذه المعركة خاصة بأهل فلسطين أو أهل غزة فهو واهم وخاطئ…
إن فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص تمثل اليوم رأس الحربة لأهل السنة في العالم كله، فغزة بهذه المعركة المباركة التي انطلقت منها -معركة طوفان الأقصى- تدفع عن المسلمين شرا مستطيرا كان يراد بهم وبعقيدتهم وثوابتهم، فالمعركة على أرض غزة اليوم تشكل منعطفاً مهماً وخطيراً في تاريخ الأمة الإسلامية، جاءت هذه المعركة في وقت ظن فيه الصهاينة وأتباعهم أن مخططاتهم آتت أكلها وأنه قد حان الوقت لقطف ثمار هذه المخططات وعن قريب سيصبح الصهيوني يصول ويجول في طرقات مكة والمدينة كما يفعل في القدس وأن زمام أمور العرب والمسلمين ستكون بأيديهم…
كان الصهاينة وأتباعهم يعدون اللحظات عداَ للوصول لهذه المرحلة… لكن هيهات هيهات!! فيأبى الله ورسوله والمؤمنون ذلك.. وينتفض رجال الله على بركة الله ليغزوا غزوتهم المباركة (طوفان الأقصى) ويجوسوا خلال ديار الصهاينة ويسوؤوا وجوههم لتبدأ المعركة من أرض غزة الطاهرة والتي عما قريب ستطوف ما شاء الله لها أن تطوف من دول العالم لتكون حرباً عالمية وملحمة عظمى لينتهي المطاف بها على أرض القدس والمسجد الأقصى فتحاً ونصراً وتمكيناً وخلافة راشدة بإذن الله…
أيها المباركون إن ما يحدث اليوم في الأرض المباركة لهو البداية الفعلية للحرب الشاملة التي ستستأصل بإذن الله اليهود من جذورهم والتي سينطق فيها الحجر والشجر للتخلص من شرورهم.
لقد أدرك الصهاينة والصليبيون هذا المعنى ولذا اجتمعت قوى الشر في العالم كله وعلى رأسها أمريكا وكلابها المنافقون الخونة ليكونوا بالمرصاد لهذا الطوفان وصبوا جام حقدهم وحنقهم على شعب غزة المسلم الأعزل فقتلوا دون رحمة ولم يفرقوا بين صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة وهدموا ودمروا كل ما يقع تحت أسلحتهم على مرأى ومسمع من العالم كله…
هم يدركون أنها حرب عقدية وجودية، ومن هذا المنطلق ينطلقون…
على كل الأحوال الوقت جد والمسلمون بحاجة إلى أن يتيقظوا ويدركوا أنه عن قريب ستدور رحى حرب طاحنة مآلها بإذن الله خير ورشاد، وصلاح وفلاح للمسلمين، لكن الثمن سيكون كبيرا وعظيما لأن السلعة عظيمة وغالية أيضاً…. ولذا أعظم وصية ونصيحة في هذا الوقت أن نتواصى بالثبات، فيا عباد الله اثبتوا….. اثبتوا في ميدان مواجهة الصهاينة وأعوانهم الخائنين..
إن أعظم الميادين لتهيئة الأمة وتزكيتها وتربيتها على العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة وتمييز طيبها من خبيثها وصادقها من كاذبها ومؤمنها من منافقها هي ميادين القتال والجهاد في سبيل الله عز وجل…. وإن سنن الله تتكامل في ذات الوقت والمكان… والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون…..
إن من أوجب الواجبات علينا اليوم أن نعد العدة… العدة الشرعية الإيمانية التي تجهز الروح، والعدة المادية التي تجهز الجسد، ولنحذر أن نكون ممن قال الله عز وجل فيهم (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)، ومن أولى أوليات الإعداد تثبيت المؤمنين وتحريضهم، أن نُثَبِّت الأمة ونربطها بالله عز وجل ونحرض المؤمنين على القتال وهذا يقع على عاتق كل مسلم، وخاصة على أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل.
إن من الخيانة لله ولرسوله والمؤمنين الانشغال بنوافل القضايا والتغافل عن واجبات الوقت، فإن هذا علامة على اتباع الهوى، كما قال بعض السلف: (إن من علامة اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات)، وقال بعضهم: (من كانت الفضائل أهم إليه من أداء الفرائض فهو مخدوع)، وبناء على ذلك ينبغي عدم الحديث مطلقاً إلا عن واجبات الوقت وربط ذلك بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى، والاستفادة من منابر المساجد وخاصة في خطب الجمعة، وكذلك اغتنام منصات التواصل الاجتماعي وتوعية الناس وتبصيرهم بما يجب عليهم.
وإذا كان الإعداد الذي هو واجب الوقت يشمل الإعداد الروحي والجسدي كما ذكرت سابقا، فقد جمعت شيئا مما يجب علينا في كلا الجانبين من باب التذكير والتحريض، وإجابة لكل من يسأل من المسلمين ماذا يجب علي تجاه حرب غزة؟… فأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم وأن يجعل فيه الأثر النافع للإسلام والمسلمين..
أولا: الإعداد الإيماني، والذي يجهز الروح:
1- ربط الناس بالله عز وجل، وحثهم على الاستعانة بالله والصبر، كما أمر موسى عليه السلام قومه بذلك، قال الله عز وجل: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
2- أمر الناس بالتوكل على الله، وقد أمر موسى عليه السلام قومه بذلك أيضا، قال الله عز وجل: (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين).
3- توجيه الناس للعناية بدينهم، فنحن لا نقاتل بعدد ولا عدة إنما نقاتل بهذا الدين، والتمسك بالدين من أعظم أسباب النصر والتمكين، وبيان أن المعاصي عائق عظيم من عوائق النصر والتمكين، قال الله عز وجل: (ولينصرن الله من ينصره)، (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا)، (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، ومن مظاهر عناية الناس بدينهم المبادرة إلى فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه، ومن ذلك العناية بالصلاة عناية عظيمة، فهي من أعظم الأسباب المعينة على الصبر والنصر، قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)، وقد أمر الله موسى وهارون عليهما السلام بذلك، قال الله عز وجل: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين).
4- أمر الناس بكثرة الإلحاح بالدعاء والالتجاء إلى الله بصدق، مع الأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة وبذل ما في الوسع والطاقة تجاه قضايا الأمة الإسلامية، ومن ذلك قنوت النوازل في الصلوات وعدم الضجر والملل من ذلك حتى وإن طالت المدة، فلا نوازل أعظم من هذه النوازل التي نعيشها.
5- توجيه الناس لكثرة قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، وكذلك القراءة في السنة النبوية المطهرة، فهما الزاد الروحي لكل مسلم والعدة الربانية لكل مؤمن.
6- إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه من أسباب النصر والتمكين، قال الله عز وجل: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
7- أن يضرب أهل العلم والدعوة نموذجاً عملياً بالثبات وعدم التذبذب وبث الأمل وعدم اليأس، متمثلين قول الله عز وجل: (إن معي ربي سيهدين)، وألا يروغوا روغان الثعلب وأن يستقيموا على الجادة، وألا يستبدلوا الذي يفنى بالذي يبقى ولا الدنيا بالآخرة. وكما يجب كذلك على المؤسسات الدينية الرسمية وعلى رأسها الأزهر الشريف في مصر وهيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين وكذلك منابر المساجد وعلى رأسها منبر مسجد بيت الله الحرام ومنبر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام بواجبهم وأداء رسالتهم تجاه قضايا أمتهم، فإن لم تحركهم هذه القضايا فما الذي سيحركهم وإن لم ينطقوا بكلمة الحق في وجه كل ظالم في هذا الوقت فمتى سينطقون؟!
8- تجديد التوبة وكثرة الاستغفار، والزهد في الدنيا، وليس المقصود بالزهد القلة، وإنما عدم تعلق القلب وركونه إلى الدنيا (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلى قليل).
ثانياً: الإعداد المادي (تجهيز الجسد):
1- تحريض المؤمنين بشكل عام، وأصحاب التخصصات بشكل خاص، (يا أيها النبي حرض المؤمنين)، (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين)، ومن ذلك التواصل مع أصحاب القرار والمناصب الحساسة في العالم الإسلامي والعربي وتحميلهم المسؤولية وتذكيرهم بالواجب عليهم تجاه أمتهم وتحذيرهم من خيانة دينهم وأمتهم.
2- توحيد البوصلة (وهي قتال الصهاينة والوقوف مع أهل فلسطين) وعدم الدخول في قضايا هامشية أو صراعات جانبية، والدعم في اتجاه تشكيل التحالفات التي تتفق مع بوصلتنا وأهدافنا المشروعة، وهذا يتطلب إحياء وتصحيح عقيدة الولاء والبراء والحذر من مناصرة أعداء الأمة المحاربين لها… فالأمة المسلمة حتى لو اختلف أفرادها في ما بينهم، فعند مواجهة أعداء الأمة يجب عليهم أن يتناصروا ويتحدوا، وعدم الالتفات كثيراً لكل من يثير قضايا خلافية تشغلنا عن الهدف المنشود، لأن أغلب من يثير هذه الخلافات هم أجهزة مخابرات العدو وأعوانهم!!
3- الوعي ويقظة العقل والحذر من دعاة الفتنة والضلالة ومشايخ السلطان والزور، فلا راية أوضح من راية الجهاد في فلسطين فهو جهاد بين صفين، صف مسلم على الحق يتمثل في أهل غزة، وصف كافر مجرم يتمثل في اليهود المجرمين وأعوانهم الخائنين، فكونوا يا عباد الله من أنصار الله وأنصار أوليائه وحذار حذار من ان تكونوا من أنصار الشيطان وأتباعه.
4- حث الناس على التعود على شظف العيش والبعد عن الترف، فإن الأيام القادمة صعبة، وهذه من وصايا أمير المؤمنين وفاروق الأمة عمر رضي الله عنه، فقد قال: (اخشوشنوا واخشوشبوا).
5- (الجهاد الإعلامي) التواصل مع مشاهير السوشيال ميديا وتذكيرهم بالله عز وجل وتحميلهم مسؤولية بث هموم أمتهم وأن يستفيدوا من شهرتهم بخدمة دينهم وتبصير أمتهم وتحذيرهم من أن تكون شهرتهم سبباً في إفساد الناس أو إلهائهم عن قضايا أمتهم. وكذلك على الإعلاميين واجب خاص من خلال نقل معاناة المسلمين في قطاع غزة وكشف مدى الظلم الواقع عليهم عن طريق الصوت والصورة وتحريض الأمة وإلهاب المشاعر وإيقاظها، وإيصال هذا الصوت إلى كل الأحرار في العالم.
6- أن يعلم أهل العلم في المناطق المحيطة بفلسطين أن الواجب عليهم أكبر وأعظم من غيرهم وخاصة في مصر والأردن ودول الخليج، ونذكرهم بما كانوا يذكروننا به من مواقف الأئمة العظام كالإمام الأوزاعي والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل والعز بن عبد السلام وابن تيمية وغيرهم كثير…. وعليهم أن يقولوا كلمة الحق لا يخشون إلا الله ولا يخافون فيه لومة لائم… وأيضاً كذلك على ضباط وأفراد جيوش هذه الدول بشكل خاص، وضباط وأفراد جيوش الدول الإسلامية بشكل عام التفكير بشكل عملي وجاد للقيام بعلميات جهادية نوعية ضد الصهاينة وتوجيه بنادقهم للعدو المجرم، وكذلك العمل الجاد على ضرب مصالح العدو الصهيوني في أي مكان وفي أي وقت وبكل طريقة..
7- إضعاف الجبهة الداخلية للصهاينة وهذا يقع بالدرجة الأولى على أهل الضفة وعرب الداخل وهو الانتفاض بشكل عملي أمام كل ما هو صهيوني، وكذلك على أفراد السلطة هناك أن يتقوا الله ويرجعوا إليه ويتوبوا ويسخروا جهودهم وأسلحتهم لحرب اليهود وقتالهم، وفي ذات الوقت يجب تقوية الجبهة الداخلية لأهل غزة ومن هم في دائرة المواجهة مع الصهاينة المجرمين من خلال الدعم المادي والذي يتمثل ببذل الأموال والمساعدات الغذائية والملابس وجميع الاحتياجات، إضافة إلى الوعي بكل أشكاله سواء ممن هم في أرض المواجهة أو المساندين والداعمين لهم.
8- أهل المغرب العربي أهل النخوة والشهامة وخاصة في الجزائر والمغرب والواجب عليهم والمؤمل منهم أن يهبوا لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى… كذلك المؤمل من إخواننا المسلمين في تركيا نظاماً وشعبا أن يلعبوا دورا أكبر وأن يناصروا إخوانهم في الدين دون تأخر أو تذبذب وكذلك الواجب على كل المسلمين في كل مكان.
9- (الجهاد الالكتروني) فهناك واجب على أصحاب الخبرات في المجال التقني والبرمجة أن يبذلوا جهدهم في استهداف المواقع الحساسة للكيان الصهيوني والأقمار الصناعية لديهم وأنظمة الرادارات وإتلافها أو التشويش عليها قدر المستطاع، وكذلك استهداف المواقع الرسمية لديهم ومواقع المصارف والبنوك عندهم، ومن قدر على سلب أموالهم عن طريق الهجوم الالكتروني ونحوه فلا يتأخر.
10- الأطباء وتقديم الدعم الطبي/ المهندسون/ التجار/ المعلمون/ أصحاب الفن/ أهل الرياضة/ أهل الصناعة/ أهل الزراعة/ كل منكم عليه واجب تجاه قضايا أمته.. فابذلوا ولا تتأخروا… كل حسب وسعه وطاقته. وتحت هذا البند تفاصيل ليس هذا محل ذكرها، ومن عزم على نصرة دينه لن يعدم الوسيلة ولا الطريقة…
11- على نساء المسلمين واجب كبير في تربية الجيل وإعدادهم الإعداد الإيماني والمادي، والانشغال بمعالي الأمور والترفع عن سفاسفها، وإحياء ذكر الجهاد وفلسطين ومواجهة الصهاينة المجرمين في مجالسهن ومع أزواجهن وأولادهن ومحارمهن…
12- العلماء والأمراء، الرؤساء والوزراء أصحاب المسؤولية العامة في كل مكان اتقوا الله في أمتكم وفي إخوانكم، أما حرك فيكم قتل الصغار والكبار ساكناً أما حرك هدم المساجد وإحراق المصاحف فيكم الغيرة على دينكم؟! أما حرك فيكم قتل النساء والأطفال والاعتداءات الفاضحة النخوة والشرف؟! إن أهل غزة اليوم يسطرون أروع ما يكتبه التاريخ في الزمن الحديث يسطرونه بمداد الدم والتضحية!! هذا
التاريخ الذي يسطرونه ليس ليروى على الصغار ليناموا، وإنما ليحكى للكبار ليستيقظوا ويهبوا من غفلتهم ويثأروا لأمتهم.. هذا التاريخ الذي يكتب اليوم والذي سيتغير بناء عليه الجغرافيا والفكر والاقتصاد وكل معالم الحياة المدنية الحديثة لتعود بإذن الله خلافة راشدة على منهاج النبوة.. هذا التاريخ وهذه الأحداث لا بد أن تحرك كل مسلم غيور، وكل حر ينشد العدل ويأبى الظلم….
أيها المسلمون في كل مكان كتبت لكم هذه الكلمات لتحرك فيكم أخوة الإسلام والغيرة على مقدساته وحرماته.. اليوم يومكم والأرض أرضكم والدين الحق دينكم (يا له من دين لو أنه له رجال)، فكونوا اليوم أنتم الرجال الذين ينتفضون لدينهم ويثأرون لأمتهم…
وعد الله آت لن يتخلف، فطوبى لمن كان من جند الله، وأما من تخلف وتأخر فلن يضر إلا نفسه…
هذه كلمات تحمل في طيها واجبات يمكننا القيام بها أو العمل على القيام بها، وهذه الكلمات أضعها أمانة في رقبة كل مسلم وخاصة أهل العلم وأصحاب الصوت المسموع وكل من له تأثير أن يدعو الناس للعمل بها وأن يحرضهم على ذلك، ومن وجد شيئا يمكن إضافته فليضفه فأعمالنا تتكامل، وكل منا يكمل أخاه، ولنكن صفاً واحداً ويداً واحدة (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)..
جعلنا الله وإياكم منارات هدى ودعاة خير ورشاد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.. والحمد لله رب العالمين….