1- لقد فشلت هذه الأمّة في اختبار النصرة، واستحقت صفة الخذلان، وأصبحت جديرة بوصف العجز، واستوت على ذلك بلا نزاع بعد نحو عشرة أشهر من هذا الابتلاء.
2- لقد فشل حكّامها لانعدام فعلهم ومبادرتهم في أيّ اتجاه، وفشلت النُّخَب لإفلاسهم وانعدام قدرتهم على تثوير المجتمع وقيادته، وفشل المجتمع لعجزه عن تحويل غضبه وتعاطفه إلى تيار ضاغط على نخبته وحكّامه.
3- هؤلاء جميعاً يتحمّلون وزراً عظيماً لأنّهم شهِدوا بأعينهم ما يفعل العدوّ من عجائب الفتك وأهوال التوحّش فلم يقفوا للأمر وقفته الواجبة، ثم إن الله يعلم مَن مِن عباده اجتهد، وسعى، وأدّى ما وجب عليه.
4-هذا الفشل قد يجعل بعضنا عاجزاً عن مسامحة هذه الأمّة، بل يجعله نافراً منها، ورافضاً أن يكون امتداداً للانحطاط الذي وصلت إليه.
5-وينبغي أن نفحص إن كان هذا الفشل ناشئاً عن عجزٍ مستحكِم وظروف قاهرة أو أنّه ناتج عن إرادة واختيار وميل وجبن وإهمال وغفلة، فإن كان الثاني فهي طامّة عظيمة مُنذِرة بالوبال العظيم.
6- وفي كلا الحالين فإن ذلك يعني أن هذه الأمة قد انتهت مدّتها، واستوفت أجلَها، وقد آذنت بالاستبدال لتولّيها، ولن يضرّوا الله وعبادَه المؤمنين شيئاً أكثر مما أراده الله وقدّره.
7-والاستبدال إذا بدأت مسيرته كان التحوّل به عسيراً صعباً جارحاً على الجميع منّا، فحلول الشيء محلّ الشيء يعني اختفاء هذا بوجود هذا، أو ميلاد هذا بوفاة ذاك.
(إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).