مقالات

د. أسامة الأشقر يكتب: حقّ الشجاعة!

1- الشجاعة التي ترونها في أهل الثغر اليوم بحرٌ ثائر زاخر لا يخوضه إلا فدائيٌّ جَوَادٌ عوّامٌ، أو نبيلٌ شريفٌ حَسِيب.

2- وإنّك كلّما غرفتَ من هدير هذا البحر وهياجه فإنه يحلو لك بعد مرار، ويَعْذُب بعد ملحٍ، ويزداد مع كل نقصٍ.

3- إن محلّ الشجاعة عند هؤلاء الجوّاسين أولي البأس هو في جرأة الفؤاد، ونقاء الروح، وحكمة الضمير، وتجرّد العبادة، وأناقة الهجوم.

4- والشجاعة التي يعرفونها هي السياسة الفاضلة والإرادة الحرّة والاستقلال الحقّ؛ وهي الحبل الذي يشدّ الخير إليك، والرصاصة التي تنطلق من ثورة الحقّ لديك، وهي شعلة الغضب التي تنقدح من حرّيّتك، وهي الدم الذي يتدفق في شرايينك، وهي العروق التي تشدّ أنواط القوّة المجبولة فيك.

5- وشعائر الشجاعة عندهم هي الإبداع في تناوش الأعداء، والتباهي في انتزاع أرواح مردة الشياطين، والدخول عليهم من كل باب حصين.

6- وليست الشجاعة في دروعك الفولاذية التي تتحامَى بها، ولا في سرعة فرارك عندما يتوجّب اللقاء، ولا في أوقار أذنيك التي تتجاهل بها هزيم الرعد المشتبك، ولا في زيادة حساباتك السياسية، ولا في إعادة قياس قدراتك التي تنقص كل يوم بسبب جبنك وخوفك وتبريرك وتأخيرك في اتخاذ القرار الذي تعرفه حق المعرفة.

د. أسامة الأشقر

مؤرخ وروائي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى