د. جمال أبو حسان يكتب: هولوكوست فلسطين!!!
حكاية الهولوكوست أو المحرقة ذكرت في القرآن مرة واحدة في سورة البروج، عن قوم حوربوا لأجل دينهم وأُحرقوا بالنار لأجل الارتداد عن هذا الدين الذي كانوا عليه، وكان العالم الإنساني بعد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه شاهد على هذه المأساة لأنها خبر من الله تعالى رب الأرباب، وخبره هو الصدق الذي لا ريب فيه، ثم حدثت محرقة يكاد كثير من العالم أن لا يصدقها، وهي محرقة اليهود على يد هتلر كما زعم اليهود، ومع أن التاريخ ليس قديما فيمكن التحقق منه بسهولة، إلا أن اليهود عملوا من هذه المحرقة سيمفونية بكائية عالمية، واستطاعوا حشد العالم كله مصدق ومكذب على أن ينوح معهم على محرقتهم ويشعر بالأسى على هذه المحرقة، ويلعن فاعليها من كل جهة، ويطالب بحق اليهود في الحياة ويجب أن تُسترد لهم حقوقهم المسلوبة، واكتفى العالم بتجريم هتلر لا ألمانيا، وصارت ألمانيا تكفر عما فعله هتلر بمشاركة اليهود في أفعالهم الشنيعة في العالم مع مشاركة هذا العالم أيضا في هذه الكذبة الكبيرة التي اصطنعها اليهود!!.
واليوم تحدث محرقة لا مثيل لها في الدنيا تحت سمع وبصر العالم كله عربيه وعجمية مؤمنه وكافره، حتى من لا دين له رأى بعينيه وسمع بأذنيه ماذا يجري في فلسطين!!فالأحزمة النارية التي تصنعها اليهود لتقتل بها الناس في غزة لم يحدث في تاريخ البشرية إجرام يماثلها، والقتل والدمار الهائل الذي يحدث في فلسطين وربما ينتقل أيضا إلى لبنان لم تشهد الدنيا تدميرا ولا قتلا مثله، لم يُبق اليهود المجرمون شيئا يعين على استئناف الحياة إلا دمروه، لم يبقوا شيئا قابلا للحياة ولا قابلا للعيش إلا أهلكوه، لم يبقوا مكانا للإنسانية ولا مكانا للشرف ولا مكانا للأخلاق إلا أزالوه، والعالم ينظر كأن الذي يحدث في غزة ليس إلا لعبة من الألعاب التي تسمى “أتاري” وهذه اللعبة لا تستدعي شيئا من استدرار المشاعر نحو اللاعبين، ولم يستطع العرب ولا المسلمون على الأقل أن يشكلوا سيمفونية بكائية يستدرون فيها عطف العالم على أهل فلسطين، على الرغم من أن عدد اليهود في فلسطين لا يساوي عدد أفراد دويلة صغيرة من دويلات العرب، والحقيقة المؤلمة أن العرب انفسهم ليسوا مهتمين لأهل فلسطين أو غزة أو لبنان، وإنما أكبر اهتمام لدى غالب الزعماء العرب هو المحافظة على الكراسي التي يجلسون عليها ليتحكموا في الناس وهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن الحكم والملك أمر هو قضاء وقدر بالنسبة إليهم، يعني أن الله تعالى اختارهم قدرا للأمة، وأنهم سيبقون يتحكمون في الناس ويحكمونهم إلى يوم القيامة، فمقدار التأثر بما يجري في فلسطين أو لبنان أو غيرها، إنما يكون عندهم بمقدار تأثر الكراسي التي تحتهم.
ولهذا لا ينبغي للامة بشعوبها وخصوصا العلماء منهم ومن في نفسه ذرة غيرة على المسلمين الذين يقتلون في غزة وفلسطين ولبنان وغيرها من الدول التي نكبت بسبب سكوت العرب أو قل سكوت الدول العربية أولا على ما يجري فيها، أقول لا ينبغي لهم ان يعوّلوا أي تعويل على هذه الدول لأنها لن تصنع لهم شيئا، وليس في مخيلاتهم من التفكير ما يسمح لهم بدعم أبناء العروبة المعذبين في الأرض ما دامت الكراسي في حالة دفء تحتهم، ولذلك التحرك الفعلي واجب على الامة في جميع افرادها كل بحسبه.
واليوم أهلنا في غزة وفلسطين يعانون المجاعة والعطش وفتك الامراض والأمة كلها تتفرج عليهم، ولذا ما دام إنقاذ أهلنا في غزة وفلسطين اليوم هو فريضة الوقت فإني اقترح على الهيئات والأحزاب استئجار سفن وبواخر عالمية مملوءة بالغذاء والدواء، واختيار شخصيات سياسية عالمية لها احترامها في بلدانهم، وأن يكون هؤلاء من جميع دول العالم، يقودون على وجه السرعة هذه الحملة الإغاثية لأهل غزة وفلسطين رغما عن اليهود وأمريكا، وأن يكون على رأس هذه السفن مسؤولون كبار من الدول التي تسمي نفسها دولا عظمى، وأن تسبق هذه الحملة تيارات إعلامية هادرة تجوب العالم، لتعري دولة الصهاينة وتظهر حقيقتها المخفية لكل العالم.
ونحن إن شاء الله إذا نجحت هذه المبادرة سيكون الباب قد فُتح لإنقاذ ما يمكننا إنقاذه من أهلنا الذي حوصروا في غزة وفلسطين، أنا أعلم أنه قد صيغت مبادرة قريبة من هذه لكنها كانت باسم العلماء، ولكنها اختفت وطواها النسيان، وأنا اليوم أدعو أن تكون من كبار العلماء الذين ينالون الاحترام في بلدانهم ومن كبار المسؤولين والسياسيين والاقتصاديين وكبار رجال العالم ليقودوا هذه الحملة ويدخلون بها إلى غزة رغما عن اليهود!! وكل دولة اشتركت فيها تقوم بقطع علاقاتها مع اليهود إذا حاولوا منع هذه الحملة، عندئذ يكون العالم في واد واليهود في واد آخر، وأظن
أن اليهود لن يستطيعوا القيام في وجه العالم حتى لو وقفت أمريكا معهم، فلنجرب وعلى رأس السرعة.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور