عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: “خرج إلينا رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحن تسعةُ: خمسة وأربعةُ، أحدِ العددَين من العرب والآخر من العجمِ، فقال: اسمعوا!
هل سمعتُم أنه سيكون بعدي أمراءُ فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبِهم وأعانهم على ظُلمهم فليس مني ولستُ منه وليس بواردٍ عليَّ الحوضَ!
ومن لم يدخلْ عليهم ولم يعنْهم على ظلمِهم ولم يصدِّقْهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ عليَّ الحوضَ”
رواه الترمذي (٢٢٥٩)، وصححه.
وفي الحديث فوائد كثيرة لكن حسبي منها أن من صدق أئمة الكذب والضلال مجرد تصديق ولم يشارك في ظلمهم وفجورهم طرد من على حوض النبي يوم القيامة وحيل بيته وبينه!
وأحبطت تلك الخطيئة وحدها صالح عمله إن كان ذا عمل صالح!
ذلك لأن تصديقه لأكاذيبهم ترويج لها وتثبيت لسلطانهم ولأنه لا يجتمع في قلب امرئ اتباع الصادق المصدوق واتباع الظلمة الكذابين!
والعجيب أن بعضهم يؤيد الظلمة تطوعا بغير كسب دنيوي يغتر به، فيبيع دينه وآخرته بدنيا غيره، كما روي عن عمر بن عبد العزيز أنه سأل جلساءه ذات يوم:
من أحمق الناس؟
قالوا: رجل باع آخرته بدنياه
فقال: أأنبئكم بأحمق منه؟
قالوا: أجل
قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره”
ابرؤوا إلى الله من الكذبة الفجرة في كل صلاة وأشهدوا الله وملائكة على ذلك.. فربما كان ذلك جواز العبور إلى الحوض الشريف!