هل الصف المسلم يستحق النصر الان بكل ما يحمل من سلبيات؟
الإجابة:
نعم وبلا أدنى شك
كيف ذلك؟
أولا: نحن من دعاة الأخذ بالأسباب وبذل أقصى الجهد للوصول إلى الأمل المنشود، والهدف المحبوب، كما سماه رب الوجود وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب.
ثانيا: من دراسة تجارب الصراع بين الحق والباطل على مر التاريخ يظهر جليا وواضحا أن الصف المسلم انتصر في جولات كثيرة في صراعه مع الباطل وكان في مستوى إيماني أقل بكثير جدا من المستوى الإيماني الذي وصل إليه الصف المسلم في وقتنا الحاضر
ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر حين نصر الله عز وجل بنى إسرائيل والعصبة المؤمنة في ذلك الوقت كانوا على مستوى إيماني أقل بكثير جدا من المستوى الإيماني الذى عليه الصف المسلم في وقتنا الحاضر يؤكد هذا القول ويثبته قوله تعالى في سورة الأعراف {وَجاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)}
فبعد أن نجى الله عز وجل موسى وبني إسرائيل من فرعون وجيشه أتوا على قوم يعبدون الأصنام فطلبوا من موسى أن يصنع لهم أصناما يعبدوها من دون الله وذلك عقب نجاتهم من الغرق وفور انتصارهم المعجز مباشرة
واليقين الذي لا شك فيه أن الصف المسلم اليوم على مستوى إيماني أعلى وأحسن من مستوى قوم يطلبون صناعة أصنام ليعبدوها، ومع ذلك نصرهم الله عز وجل على طاغية من أعتى الطغاة فى التاريخ وفى جولة من أهم جولات الصراع بين الحق والباطل عبر التاريخ
فنحن بإذن الله على مسافة قريبة جدا من نصر الله كما قال الله في كتابه {ألا إن نصر الله قريب}
ثالثا: نصر الله يأتي فجأة، بدون مقدمات، كما قال تعالى {فاستجبنا} بفاء الفجأة وقد وردت كلمة فاستجبنا في سورة الأنبياء وحدها أربع مرات، فالنصر قريب جدا ويأتي فجأة كما هي طبيعة المعركة الممتدة بين الحق والباطل عبر التاريخ.
رابعا: زلزلة الصف المؤمن علامة على قرب النصر، كما فى قوله تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ﴾ [البقرة: 214]
فإذا نزلت الأهوال بالصف المسلم، ومستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول نفسه متى نصر الله؟ فحينها تدركهم رحمة الرحمن الرحيم، ويتنزل النصر على الصف الذي مزقته سياط الباطل، وأوهنت قواه معاول الظالمين، لكنهم صبروا وتوكلوا على ربهم، فكانت العاقبة للمتقين،
خامسا: نصر الله يتنزل على الفئة المستضعفة، التي نزل بها العذاب، وحل بها العقاب من صناديد الظالمين، وعتاة المجرمين، قال جل جلاله: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 5]
وقال تبارك وتعالي: ﴿وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ﴾ [الأعراف: 137]
وهذه أمارات القدرة المطلقة للخالق سبحانه وتعالي، ينزل عقابه بالظالم، وهو فى تمام قوته، وينصر الضعيف وهو في تمام ضعفه
سادسا: أنجى الله موسى من الغرق وهو طفل صغير فى منتهى الضعف، وأغرق فرعون وهو في تمام قوته وفى وسط جنده ليرينا ربنا أنه قدرته لا حد لها ولا منتهى لها
سابعا: العقلاء يجعلون هذا الكلام وأشباهه حماسة دافعة للعمل وعزيمة تبعث على التغيير لا دعوة للكسل والعجز والتسويف
فأبشروا بنصر من الله قريب جدا {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}
﴿إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ﴾ [هود: 81]
﴿نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الصف: 13]
﴿أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ﴾ [البقرة: 214]
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا﴾ [الإسراء: 51]
نثق في وعد الله ثقة عمياء
ثقتنا في الله لا حدود لها