خرج من بيته مودعاً لا يلوي على شيء، هو لن يعود إليه، ولن يرى أهله وأقاربه مرة أخرى في هذه الفانية!
نعم خرج البطل ككل أبطال أمتنا الغضوبة، ليذل أنذال الأمة الغضبية، وليثبت لمحمد صلاح وأهل محمد صلاح أن المجد ليس لكم وحدكم، نعم خرج بقوة محمدية وشهامة علوية وغضبة حسينية، وبطولة مخزومية، وفورة عدوية (عَدي)، ونباهة تيمية (تيم).
ليثبت للعالم أن الدم الطهور المهراق على أرض خلافتنا لن يذهب هدراً، وأنه ري الأرض المباركة ليقيم خلافة آخر الزمان في أرض المحشر، ولو كان باللون القاني الحزين.
خرج ماهر ذياب من هناك من عراقة العروبة، وبداوة الحويطات، وغيرة قومنا من كل عربي وحر وكريم.
هو واحد من الذين جثمت على صدورهم خيانة تخرج من تحت قدمي رجل يزعم أنه من هاشم وليس منها، إنما الهاشمية التقوى، والهواشم المتقون.
لكنه لم يستسلم لموروث الذل فلم يرضع من صدر عجمية لا شرف لها، ولم يكن من بني قوم يقبلون الضيم، خرج بما يملك فَكَرَ وشد وجلجل وكبر، وضرب في سويداء القلوب السوداء، ليشعل من جديد خط النار الواصل من إربد إلى خان يونس، ومن عين شمس إلى النصيرات.
هاهي أمة الموتى التي زعمتم، يخرج منها هذا الفتي وذياك البطل، وتزغرد فيها كل يوم زخات الرصاص كما الأمهات الحرائر، لتؤذن بميلاد فجر جديد، فجر مشرق للحرية والكرامة، ولتوقظ الجيوش والشعوب، لتخلف حكامها الخونة، وتعيد رسم خريطة العالم من جديد.