د. خالد سعيد يكتب: الإخوان والحظر

جماعة الإخوان في مجموع منهجها وأدبياتها ليست جماعة انفصالية، بمعنى أنها جماعة نضالية ومعارضة لكنها ليست ثورية بالمعنى الراديكالي، ولا جهادية بالتوجه التفكيكي لمؤسسات الحكم في الدول التي تعمل فيها.
باستثناء الخط القطبي الذي جرى الالتفاف عليه داخل الجماعة فترة الأستاذ الكبير التلمساني رحمه الله، والذي انفصلت مجموعة الأستاذ محمد قطب والشيخ عبد المجيد الشاذلي ومن معهم في تداعياته، وهذا الخط القطبي بقي حتى اليوم خطاً دعوياً علمياً تربوياً، لم يمارس أبداً العمل المسلح، وإن دعم وأيد ووالى كل الخيارات القوية وأصحابها.
وأما جماعة حماس فهي أقرب للجماعات الجهادية لكنها ترتكز على قاعدة إخوانية؛ وذلك لخصوصية نشأتها في الواقع الفلسطينـي، وبمعنى أصح فقد تحققت فيها الشروط التي كانت في عقول المؤسسين لتحرك الجماعة بشكل جهادي كامل وجذري التغيير.
وفي ضوء فهمنا لهذا التأسيس؛
يمكننا أن نسأل جماعة الإخوان في الأردن عن سبب عدم انتهاضها لنصرة المجاهدين في فلسطين، لا أن نلومها على عدم تبني عمل مجموعة منها لم تكلفهم الجماعة بهذا!
كما يمكننا التعجب والاستغراب ممن يلومونها على عدم تحمل عمل لم تأمر به ولم تتحمله ابتداءً، وأشد من ذلك غرابة هو تلك الشماتة في الجماعة بعد قرار الحظر والمصادرة في الأردن.