حوار:- عدي المر
لا يخفى على أحد التعنت الصهيوني ورفضه وقف الحرب على قطاع غزة المحاصر منذ يوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، ورغم المفاوضات الجارية بين وسطاء من مصر وقطر وواشنطن لوقف إطلاق النار قبل شهر رمضان المبارك، إلا أن الكيان الصهيوني لا زال مصرًا على إبادة المدنيين العزل في شمال ووسط قطاع غزة.
الأمة” حاورت الدكتور سامي العريان، المفكر الفلسطيني ومدير مركز الإسلام والشؤون العالمية، للحديث أكثر عن معاناة الشعب الفلسطيني والموقف المخزي للحكومات العربية والإسلامية خاصة مع وصول الحرب لشهرها الخامس على التوالي، فإلى نص الحوار
ـــ بعد مفاوضات القاهرة وباريس الأسبوع الماضي والحديث عن هدنة مؤقتة بين حماس والكيان الصهيوني هل تتوقع أن يكون هناك اتفاق قريب وإن حصل هل سيكون بعيد المدى أم اتفاق مؤقت لا أكثر؟
ــــ بسم الله الرحمن الرحيم، بداية هناك أهداف إسرائيلية منذ بداية عملية السابع من أكتوبر يريد الكيان الصهيوني ونتنياهو وزارة حربه تحقيقها، هم يريدون أن يغيروا المشهد، هذا المشهد الذي كان فيه الإسرائيلي هو المنكسر والمنهزم لأن الكيان الصهيوني يقوم على محدِّد أنه الجيش الذي لا يقهر، الذي لا يهزم، الذي لا ينكسر، الذي يستطيع أن ينتصر على كلِّ أعدائه في وقت قصير وكلهم مجموعون، وكذلك في خارج أرضه ولكن هذا المحدِّد وهذه المنظومة انكسرت يوم السابع من أكتوبر؛ فأراد أن يغير المشهد بما يراه من حملات الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة
كذلك نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون الفاشييون يريدون أن ينتهزوا الفرصة ليغيروا الواقع الديمغرافي في فلسطين، فمن ضمن أهدافهم كان محاولة تهجير الفلسطيني، التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وما حاولوا أن يقنعوا به الأمريكان على أساس أن يدفعوا بهم في هذا الاتجاه نحو سيناء، وعلى أمل أنَّه في المستقبل تكون هناك أيضًا فرصةً استراتيجيةً أخرى ليدفعوا بالفلسطينيين في الضفة باتجاه الأردن، هذا الهدف لا أعتقد أنَّهم سيستطيعون تحقيقه لا سيما مع ثبات وصمود وبسالة الفلسطينيين في غزة واحتضانهم للمقاومة وعدم استسلامهم.
أما بالنسبة للأهداف العلنية فهي كانت القضاء وسحق المقاومة وتجريدها من سلاحها وإبعاد الفلسطينيين المقاومين، هذا حتى الأن لم يتحقق برغم كل المجازر والإبادات و الدمار الذي أحدثه العدو الصهيوني في غزة، اليوم نحن نتحدث عن أكثر من 37,000 ما بين شهيد ومفقود وأكثر من 70,000 جريح؛ إذًا فاقت التضحيات أكثر من 100,000 ضحية ما بين شهيد ومفقود وجريح، وكذلك تقريبا أكثر من 60% من البنى التحتية في غزة، الجامعات كلها، معظم المدارس، المستشفيات، العيادات، المخابز، المشافي وهكذا فلم يبق شيء يعيد الحياة إلى غزة، أكثر من 70% إلى 75% من أهل غزة قد نزحوا؛ نجد في رفح اليوم أكثر من مليون ونصف، وهم محصورون في منطقة لا تتجاوز 55 كم2، الجانب الآخر لم يستطيع الكيان أن يسحق المقاومة، ولم يستطيع أن يحقق هدفه الثاني، وهو تحرير أسراه من دون دفع أثمان، وما زال هؤلاء الأسرى بيد المقاومة ولا يستطيع أن يحررهم وبالتالي يريد نتنياهو أن يطيل أمد الحرب حتى يحقق هذه الأهداف التي لم يستطع أن يحققها حتى الآن.
كذلك يريد أن يطيل أمد الحرب لأنه مهدد؛ فإذا توقفت الحرب وهناك تهديد حقيقي له بأنه قد يفقد منصبه وقد يتعرض أيضًا للمحاكمة والسجن وبالتالي هو معنيٌّ بأن يطيل أمد الحرب وأن يحقق انتصارًا حتى ولو كان انتصارًا وهميًّا، ولذلك المسألة صعبة من ناحية كيف يمكن أن ننهي هذه الحرب وكيف تنتهي
أيضا.. الأمريكي يشترك معه في نفس الأهداف، وهو مشارك معه في هذه الجرائم، طول الوقت لم يتغير الرأي الأمريكي، والموقف الأمريكي هو الذي سلحه وهو الذي يعطيه كل الدعم العسكري والمعنوي والسياسي والدبلوماسي والحماية وهناك ثلاثة اعتراضات (فيتوس) صوَّت فيها في مجلس الأمن حتى لا تتوقف الحرب
وبالتالي هو لا يختلف معه كثيرًا في تحقيق الأهداف؛ وإنما هو يريد أن يحققها الآن عن طريق المفاوضات السياسية لمّا فشل فيه العدو من أن يحققه من خلال العمل العسكري الميداني، وفي هذا الصدد هو يحاول؛ فهذه المفاوضات هي ما بين الأمريكي والإسرائيلي، اتفقوا على شيء؛ ثم يضغط الأمريكي على المفاوضين أو الوسطاء العرب الذين بدورهم يضغطون على المقاومة التي ما زالت حتى الآن ثابتة ووضعت شروطها وأنّه لا بدَّ من وقف إطلاق النار، ولا بدَّ من الانسحاب، ولا بد من إدخال المساعدات خصوصا في حملة التجويع أو سياسة التجويع هذه التي هي أقصى ما تكون خصوصًا على الشمال، وبالتالي نحن في مرحلة عض الأصابع والخاسر في الحقيقة من سيصرخ أولًا
الأمريكي أيضا عنده إشكالية ـ بايدن ـ وهي تكتيكية بمعنى أن هذه سنة انتخابات، بايدن وترامب على الأغلب سيكونان هما المرشحان الأوفرا حظًّا في الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، هناك طريقة انتخاب الرئيس في أمريكا مختلفة عن بقية العالم لأنها تتبع الولاية؛ التي يكسب الولاية يأخذ كلَّ أصواتها، أصوات المجمع الانتخابي وليس أصوات الناس؛ وبالتالي هناك تقريبا 44 ولاية محسومة لأحد الطرفين فكل التنافس سيكون في ستِّ ولايات، هذه الستُّ ولايات فاز فيها بايدن جميعها في عام 2020، الآن هو متأخر فيها؛ متأخر في 5 منها والسادسة هو يعني متقدم قليلًا جدًا، وبالتالي هو بحاجة إلى أن يكسب على الأقل ولاية مشيغان وهي أكثر ولاية عندها اتجاه ديمقراطي ولكن مشكلته أن هذه الولايات فيها كثير من العرب والمسلمين قد يصلوا إلى 4%.
اليوم ترامب متقدم عنه، أمس كان هناك انتخابات أولية في الحزب والعرب والمسلمون صوتوا بعدم التزامهم بأيِّ مرشح، بمعنى أنهم لم يصوتوا لبايدن.
في العادة هذا النوع من التصويت؛ عدم الالتزام بأحد المرشحين في الثلاث انتخابات الأخيرة، والتصويتات الأخيرة في عام 2012 و2016 و2020 لم يزد هذا العدد عن 20,000 إلى 21,000 مصوت، بالأمس كان أكثر من 100 ألف، هذا يعني أنَّه فقط أصوات العرب والمسلمين، وهذا يجعل كسبه ولاية مشيغان في غاية الصعوبة، وإن لم يكسب مشيغان فسيخسر الرئاسة، المسألة إذًا ما فعله من دعم كامل في المعتدي الإسرائيلي سيؤثر عليه وقد يفقد قدرته على أن يكسب دورة ثانية، لذلك هو جاء بهذه التصريحات حتى يحاول أن يؤكد للعرب والمسلمين أنه يعمل وأن اتهامه إنه هو جزء من هذه الإبادة وأنه دائمًا كان يقف ضد وقف إطلاق النار اتهام باطل، ولكن هذه الكذبة وهذه الخدعة لن تمر، وبالفعل بالأمس عندما يكون عندك أكثر من 100,000 صوت وهي أصوات احتجاجية تؤكد ذلك؛ أي أكثر من خمسة أضعاف ما حدث في الثلاث الانتخابات الأخيرة.
الآن ما هي السيناريوهات المتوقعة، هناك ضغوط داخلية على الكيان الصهيوني تنبع من أن هناك أكثر من 100 أسير إسرائيلي لدى المقاومة يريدون أن يحرروهم؛ ولكن نتنياهو لا يريد أن يدفع أثمان، وهناك ضغوط في داخل الجيش أيضا في داخل المجتمع لدفع أيِّ ثمن ثم بعد ذلك يستمر في حربه ولا يوجد أيَّة مشكلة، وهو يضع كل هذه الشروط لأنه لا يريد أن يوقف الحرب فهذه المفاوضات دائمًا ما يصل إلى نقطة ثم يتراجع عنها أو يضع شروطًا أخرى فتفشل، الجانب الآخر المقاومة الحقيقة لا يوجد لديها خيارات كثيرة، المقاومة المعروض عليها أن تستمر في الحرب ويقتلون أو تُستوقف الحرب 6 أسابيع ويُخرجون ما يستطيعون من الأسرى ثم يقتلون.
يعني إما قتل هكذا أو قتل هكذا، هي طبعا حريصة على إيقاف الاعتداء، إيقاف المجازر وإدخال المساعدات للجوعى ولأهل غزة، وحتى الآن ليس هناك أيَّة طريقة لتحقيق ذلك، هي ما زالت تُدمي العدو من خلال مقاومتها الشرسة وما زالت الحاضنة الشعبية في غزة معها، الخذلان جاء للأسف الشديد من الشعوب العربية والإسلامية لأنَّها لم تقف الموقف الذي كان يجب أن تقفه في محاولة الضغط على الأمريكي أو الضغط على حكوماتها المتماهية بعضها مع تحقيق الأهداف الإسرائيلية.
ورأينا ذلك في أكثر من دولة مواقفها الحقيقة مخزية وخذلت الشعب الفلسطيني وبالتالي المطلوب الآن حتى يقف هذا الاعتداء أن تكون هناك حملات أخرى شعبية ومنظمة أو من مؤسسات عامة للضغط على المصالح الأمريكية والضغط على حكوماتها حتى تضغط على الأمريكان؛ لأن الأمريكان الجهة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر في القرار الإسرائيلي
كذلك هناك أمور عديدة وكثيرة يستفيد منها هذا العدو، سواء كان تجارة من خلال تجاراته مع بعض الدول الإسلامية للأسف الشديد أو من خلال المساعدات أو من خلال تطبيع أو في أمور كثيرة جدًا في أوراق كثيرة جدًا لدى الدول و لدى الشعوب ولكن للأسف الشديد إرادتها مستلبة، حلفها مع الولايات المتحدة هو الذي يمنعها من أخذ أي قرارات حقيقية يمكن أن تمنع الاعتداء.
عن الجانب الآخر هناك محاولات قامت فيها بعض الشعوب والبلاد هي بالطبع تؤثر على الساحة الدولية، وللأسف كلها ليس فيها أيَّة دولة سنيّة، وهذا شيء عجيب، هذا يعطي حالة الضعف التي تمر بها الأمة، وما يحدث في جنوب لبنان في شمال فلسطين قطعًا أنه يؤثر ويضغط على الكيان الصهيوني، ما يحدث في باب المندب أيضًا يضغط، ما حدث في العراق من بعض الهجوم على بعض القواعد الأمريكية طبعًا هذا ليس بنفس القدرة على إيقاف الحرب ولكنه أيضًا يصنع حالة من الضغط على الأمريكي والإسرائيلي
ونحن لا نقول إنه على الكل الشعوب والدول بالضرورة تقوم بعملية عسكرية كما يقوم هؤلاء ولكن يمكن أن يكون هناك أعمال كثيرة جدا تؤثر على المصالح الأمريكية وقطعا على الكيان الإسرائيلي نفسه.
ــــــ هل برأيك دكتور إن تم وقف إطلاق النار هل هذا سيستمر أم سينتهك من قبل الاحتلال؟
ــــــ أنا أتصور أن الهدف الإسرائيلي لم يتغير ولن يتغير من دون ضغط، بمعنى أن الإسرائيلي معنيٌّ بأن تستمر هذه الحرب حتى يحقق هدفه في القضاء على المقاومة وسحقها
وبالتالي إذا توقف القتال خمسة أسابيع أو ستة أسابيع سيجد فرصة أخرى حتى ينتهك هذه الهدنة، لأن نتنياهو معنيٌّ بأن تستمر الحرب، عدم استمرار الحرب معناه أنَّه سيكون هناك حساب له على ما حدث يوم 7 أكتوبر، وهذا سيستدعي في نهاية الأمر أن يخرج من رئاسة الوزراء وأن يكون هناك انتخابات أخرى سيخسرها وستكون له محاكمة ويدخل فيها السجن بالتالي هو معنيٌّ بهذا.
ولكي تُوقف هذه الحرب لا بد أن يكون هناك ضغطًا حقيقيًّا، هذا الضغط لا يمكن أن يأتي إلّا من أمريكا؛ لأن كلَّ الدول الأخرى وكل العوامل الأخرى الآن كما نراها غير قادرة على أنَّها تضغط على هذا الإسرائيلي، إلّا إذا كان هناك ضغطًا ميدانيًّا وهذا أيضًا غير مستبعد يعني إذا خسر 1000 أو 2000 في غزة في الشهرين المقبلين هذا سيسبب أزمة له، أو إذا اتسعت دائرة الحرب في الشمال ودخل حزب الله بطريقة أكبر وأصبح هناك اشتباك حقيقي في الشمال فأيضًا هذا متغير
وبالتالي إذا لم يكن هناك ضغطًا ميدانيًّا وعسكريًّا على العدو فالضغط الآخر سيكون الأمريكي لأنه هو الذي يموله ويعطيه السلاح والمال؛ وهذا يستدع أن أمريكا تحس أن أهدافها في المنطقة مهددة وهنا يأتي دور الشعوب ودور الأحزاب والتيارات ودور الأفراد ودور المجتمع المدني ككل الذي ما زال يتفرج، العالم السني اليوم ما زال يتفرج لم يتحرك، التحرك إما ببطء أو إنه غير فعال.
ولا بد أن يكون هناك ثورة في التفكير كيف تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، ولا يعني فقط الوضع العسكري، أنا أتكلم عن كلِّ المصالح الأمريكية، عندما تهدد المصالح الأمريكية سيتحرك الأمريكي بالضغط على الإسرائيلي وقتها فقط سيتوقف القتال.
ـــــ هل تتوقع أن يكون هناك هجوم من قبل حزب الله على المواقع الإسرائيلية شمال فلسطين واجتياحها؟
ـــــــ لا إطلاقًا، لن يتم الاجتياح، الاجتياح لا بد أن يصاحبه المباغتة، وليس هناك مباغتة، لماذا مباغتة؟ لأن المستوطنون المتواجدون في الشمال إذا دخلت فهؤلاء سيكونون بمثابة الجهة التي تستطيع أن تضغط بها على الإسرائيلي هؤلاء كلهم انسحبوا وبالتالي يعني أكثر شيء ممكن يتم في الشمال أو جبهة الشمال هو قصف مقابل قصف
بمعنى إن أرادوا هم أن يجروا حزب الله إلى حرب أكبر فلا بد أن يقصفوا المدن كما حصل في قصف غزة ورفح وخان يونس، فيقصفوا بيروت وبعلبك وصيدا وصور وطرابلس فهذا سيستدعي أيضًا أن حزب الله ليسوا كحماس، حزب الله عنده القدرة أن يقصف كل المدن السكانية والمناطق الصناعية ولذلك حتى الآن هو لم يقصف.
ـــــ لماذا؟
ـــــ لأنه ستدمر مصانعه في حيفا ستدمر مدنه
ــــ أقصد لماذا حزب الله لم يقصف الكيان الإسرائيلي وهو قادر على ذلك؟
ــــــ لأن الوضع الداخلي لا يسمح في لبنان، في النهاية حزب الله إذا قام بما قام فيه الآن فهذا يعتبر جرأةً كبيرةً جدًا، لأنّه إن تحدثت أنت في الداخل اللبناني في وجود مكونات لا تقف مع المقاومة، وهي تقف في مخيم الأعداء ومعسكر الأعداء فهي متوثبة وتريد أن تورط حزب الله في شيء معين،
ولكن إذا ضربت إسرائيل فلا أحد يستطيع لوم حزب الله، إذا كان البدء في الاعتداء وفي توسعة الحرب من قِبل الكيان وردَّ حزب الله فلا يمكن لأحد أن يتكلم، ولكن حزب الله يبدأ في مثل هذه المعركة وتنتهي المسألة بضرب شامل وتدمير البنية التحتية وقتل عشرات الألوف من الناس، عندها ستكون مسألة كبيرة
بالإضافة إلى أنه سيوفر غطاء على أن يفعلوا المجازر في غزة دون أن يدري أحد، لأنَّ الناس ستتجه عيونهم إلى لبنان، مثلًا قتلت 30,000 إنسان في غزة والناس كلها منتبهة إلى غزة وذهب وقتل 50,000 لبناني فممكن يقتل 70,000 في غزة ولا ينتبه أحد لإن الاتجاه لن يكون موجهًا نحو غزة فقط بل سيكون موجهًا نحو بيروت وصور وطرابلس وصيدا وكل لبنان فكل الاتجاه سيكون هناك وهذا سيأخذ العين وهذا هو هدفه، أن يزيح الناس، الناس كلها ستذهب إلى سيناء من دون أن ينتبه أحد، لإن كل الاتجاه نحو لبنان ولكن إذا ابتدأ الكيان بالضرب ورد عليه حزب الله حينها لا يستطيع أحد لوم حزب الله
ولهذا السبب فقط إنه لم يضرب التجمعات السكانية لأنه يعرف أن الثمن غالٍ جدًا وبالتالي هو يريد أن يسحب قدم حزب الله حتى تتدخل أمريكا وهي التي تتولى عنه هذا الضرب، وأمريكا في البداية جاءت بأساطيلها و وطائراتها وعرفت أنَّ هذه المسألة هي لا تقدر لها، لأن لديها أيضًا أمورًا أخرى
فهناك منافسة في الصين والوضع الجيوبوليتيكي لا يسمح بذلك فهي انسحبت وقالت أنه لا تريد أن توسع الحرب، السبب الوحيد لعدم توسعة الحرب هي قدرة حزب الله أن يؤذي إسرائيل أذى شديدًا، هي تريد أن تضربه بدون هذا الأذى وهذا تقريبًا شبه مستحيل.
ـــــ دكتور إذا تم إطلاق الأسرى من قبل الكيان فهل سيصدق في إطلاقهم ولا يعود إلى اعتقالهم مرة أخرى؟
ـــــ هو في كل المحاولات السابقة عندما كان يطلق أسرى كان سرعان ما يقبض عليهم مرة أخرى، حدثت في صفقة شاليط وفاء الأحرار وحدثت أيضًا منذ شهرين نفس الشيء، هناك أناس أخرجوهم وقبضوا عليهم، ولكن هذا هو الثمن الذي يدفعه المناضل والمقاوم
ليس هناك أي أمان لهذا العدو ليس هناك أي ضمان لهذا العدو ويفعل ما يشاء، فإن أراد الأسرى أن يخرجوا ويبقوا في الضفة أو يعود إلى غزة فسيكون هذا إحدى التهديدات بالنسبة لهم، لإنه يمكن أن يستعيد على الأقل بعضهم، ولكن إذا خرجت أسماء كبيرة جدًا فهذه لا يستطيع أن يتهمها بتهم جديدة أمنية، لأن هذه الشخصيات السياسية كبيرة فإذا خرجت سيكون من الصعب عليه أن يقبض عليهم مرة أخرى أمام هذا العالم خصوصًا إذا خرجوا أمثال قيادات كبيرة وازنة في فتح أو في حماس أو في الجهاد أو في الجبهة الشعبية.
ـــــ كيف يمكن لهؤلاء الأسرى المحررون أن يكسبوا أمانهم؟
ــــــ لا يوجد أمان إلا إذا خرجوا، الآن هو يقول ويطلب من الذين يفرج عنهم أن يذهبوا إلى قطر، ولكن أغلبهم رفض الخروج، فهذا جزء من التفاوض أن كثيرين منهم رفضوا الخروج وبالنهاية إن أراد الكيان أن تتم الصفقة فلا بدَّ أن ينصاع لها، ولكنه يمكن أن يقبض عليهم أي وقتٍ أراد.
ـــــ ألا يوجد ضمان لحريتهم أو ضامن من قبل الكيان كالولايات المتحدة مثلًا؟
ــــــ أميركا لا تعطي الضمانات ولا تستطيع أصلًا أن تضمن إسرائيل، الضمان الوحيد هو أن يكون عندك أوراق قوة، لنفترض أن عند المقاومة 100 أسير وأخرجت الآن 40 منهم وبقي 60 أسيرًا، هؤلاء ال 60 كم سيأخذ من الوقت حتى يفك أسرهم، هذه هي الضمانات.
ـــــ إن حصل اتفاق دائم وعاد المهجرون إلى غزة، وكما تعلمون أن غزة دُمرت بالكامل، فكيف ستكون عملية إعادة الإعمار وما هي الخطوات؟
ـــــــ هذا جزء من التفاوض الآن، طبعا هناك حلول تكنولوجية كثيرة، ولكن صعبة، ليس هناك أمر سهل إطلاقًا، وطبعا لأن إسرائيل وضعت نفسها هي التي تقر ولا تقر، تقبل أو لا تقبل فالمسألة ستكون معقدة أكثر، إنما على مستوى التكنولوجيا طبعًا سيبدؤون بخيام ثم مبانٍ جاهزة، حتى يتم الإعمار، مسألة الإعمار تأخذ سنين قد تصل إلى عشرة أو أكثر وبالتالي المسألة ليست واضحة الآن
ولكن قبل كل شيء لا بد من إيقاف القتال، لا بد من الانسحاب الكامل ثم إدخال كل المساعدات، ثم البدء في تحقيق هذه المساعدات كيف تدخل، وإعادة الإعمار، وهناك طبعا قبل كل ذلك لا بدَّ أن يكون هناك أفق سياسي، فكرة كيف ستعود غزة ومن هو الذي سيحكم ومن هو الذي سيقرر من هو الذي سيكون له القدرة على تسيير الأمور في غزة.
هناك طبعًا مقاربة أمريكية وهناك مقاربات عربية وهناك سلطة فلسطينية متوثبة تريد أن تعود إلى الساحة وإلى المشهد، وهناك طبعًا مقاومة هي التي كانت تدير المشهد أكثر من 17 سنة، فكل هذه التداخلات غير واضح من الآن كيف ستدخل مع بعضها وكيف ستكون الصورة، وهل سيكون هناك صورة انتصار وسحق والقضاء على المقاومة وبالتالي المقاومة لن يكون لها أي صوت أم سيكون هناك في الآخر موقف لم تهزم فيه المقاومة وبالتالي ستثبت وسيكون لها وضعها بعد انتهاء الاعتداء.
ــــــ ما ترجح برأيك دكتور، من سيحكم غزة بعد الأحداث الجارية؟
ــــــ هذا يعتمد على نتيجة المعركة، إذا افترضنا إن سُحقت المقاومة ـ وأنا لا أتوقع ذلك ـ فطبعًا إسرائيل هي التي ستضع من يحكم، وبالتالي بغض النظر ماذا يريد الأمريكان والعرب فإسرائيل هي التي ستكون متحكمة في المشهد، وإذا فشلت ـ وأنا أتوقع ذلك ـ فيعتمد طبعًا على أن هناك توافقًا فلسطينيًّا أم ليس هناك توافقًا فلسطينيًّا، وإذا لم يكن هناك توافق فلسطيني كيف سيكون المشهد على المستوى الوسطاء، سواء كانت مصر أو قطر أو غيرها، وما هي الشروط التي سيضعونها وما هي مدى قبول المقاومة أو عدمه
أنا أتصور أن المقاومة ستأخذ على الأقل خطوة إلى الوراء وتسمح لتوافق فلسطيني مع شخصيات وطنية مستقلة أو تكنوقراطية بحيث إنها تقود المشهد لأجل أن الناس يعودون إلى بيوتهم وترمم البيوت ويعاد الإعمار.
ــــ هناك بعض الأصوات التي تقول أن المقاومة السبب الرئيسي في الحرب على غزة بعد دخولها في 7 أكتوبر داخل الأراضي المسيطر عليها الكيان وأخذ هذه الرهائن، ما رأيك؟
ـــــ في الحقيقة الذي يقول هذا هو إما جاهل أو يتجاهل الحقائق، الاعتداء حدث للشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن وتجلى في قيام الكيان عام 48، وهذا يدلُّ أن الفلسطيني يعاني على الأقل منذ عام 48، من التهجير ومن الاقصاء ومن القتل ومن التدمير ومن كل أنواع الشقاء التي يعيشوها في المخيمات في داخل فلسطين وفي خارج فلسطين
غزة كانت تحت الحصار 17عامًا ولم يتحرك أحد، الضفة الغربية منذ أن أُحتلت عام 67 إلى الآن وهم يأخذون من الأراضي وهناك أكثر من 5500 أسير، كان أكثر من 1860 معتقل إداري، قبل السابع أكتوبر، لم يفعلوا أيَّ شيء؛ ولكن أخذوا ووضعوا في السجون ومن دون أيَّة اتهامات، كان هناك اعتداءات على الأقصى شبه يومية ويريدون أن يفرضوا على الأقصى تقسيم زماني ومكاني كما فرضوه على المسجد الإبراهيمي في الخليل
كان هناك أيضا دخول واقتحامات شبه يومية أو أسبوعية في المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وهناك حوادث قتل واغتيالات أكثر من 300 حادثة اغتيال حدثت كان أكثر من 40 طفل منهم، فالذي يتحدث وكأن المسألة بدأت 7 من أكتوبر هو يتغافل عن كل هذه الحقائق أن محاولة لفرض نظامين لا يكون للفلسطيني فيها أيّة حقوق، نحن نتحدث الآن عن وضع استيطاني منذ بدأت أوسلو هناك 125,000 مستوطن نحن الآن عندنا أكثر من 750,000 مستوطن يريدون أن يوصلوا ذلك إلى 1,000,000 مستوطن خلال خمس سنوات
هناك أكثر الأراضي الفلسطينية قد اقتطعت قد عُمل فيها مستوطنات، ليس هناك إمكانية لما يسمى حل الدولتين هذا وهم وخداع وهو الكل معترف بذلك ولكن لا يريدوا أن يعلنوه وبالتالي ما هي خيارات الشعب الفلسطيني، المقاومة في غزة قامت بكل شيء قامت بمظاهرات سلمية، المسيرات الكبرى للعودة حاولت التفاوض حاولت عمل هدنة طويلة الأمد حاولت فتح مطار فتح ميناء محاولة التوصل إلى نوع من التفاهم وكلها رفضت تمامًا، الإسرائيلي وهو يحكمها وهو كل 4 أو 5 سنوات أو أقل يقوم باعتداء لما يسموه قص العشب وكي الوعي وكل هذه الاستراتيجيات
ثم جاءت في خطبة نتنياهو في الأمم المتحدة قبل الطوفان الأقصى بعدة أسابيع وهو يري الناس الخريطة سماها إسرائيل وهي تضم كل فلسطين التاريخية بمعنى أنه وضع أوسلو وراء ظهره وغير مهتم في الموضوع، ولم يكن هناك أصلًا اجتماع مع السلطة الفلسطينية التي هي مطبعة ومسلّمة ومستسلمة وخاضعة وتقوم بالتنسيق الأمني ومع ذلك أدار لها ظهره وتجاوز عنها ويتحدث الآن عن الاستراتيجية الكبرى وهو محاولة إكمال مسيرة التطبيع مع السعودية ويكون هناك ممر اقتصادي يبدأ من الهند ثم إلى الإمارات ثم إلى السعودية والأردن ومرورًا بالكيان الصهيوني ثم إلى أوروبا وأنه هذا المستقبل بمعنى تجاوز تام للقضية الفلسطينية
هذه الأمور وهذه البيئة الاستراتيجية التي كانت تراها المقاومة فإن لم تفعل شيئًا فهي تكون أصلًا قد سلَّمت بكل شيء، هكذا كان المستقبل متجهًا نحو هذا، ولم يتوقف يعني الاعتداء يومًا واحدًا.
ـــــ نعم، ولكن من يقولون هذا يرون أن على المقاومة أن تُهيئ نفسها وأن تعدَّ للمعركة وتحسب نتائجها قبل الدخول فيها؟
ـــــ هذا ليس وقت الحساب، الناس الذين يتحدثون ذلك وهم جالسون لا يعرفون كلَّ الحقائق، لكن إذا أردنا أن نرى أو نستفيد مما حدث لا بد أولًا أن تتوقف هذه الحرب ولا بد أن توضع كلَّ الجهود الآن إلى إيقاف هذه الحرب وهذا الاعتداء ثم بعد ذلك سيكون هناك وقت كثير جدَّا لمحاولة فهم ما حدث والاستفادة من الدروس.
أما الآن الذي يريد أن يثبّط ويخذل ما يحدث لحاجة في نفس يعقوب المفروض لا يسمح به أحد، أنا لا أتهم الجميع لا أتهم أحد بهذا ولكن ليس هذا هو وقت الحساب أو وقت اللوم، الله سبحانه وتعالى عنده أيضًا في تقدير إلهي، أنا لا أقول إن الناس لا يخطئون ممكن الناس تخطئ، طبيعي جدًا والبشر يرتكبون أخطاء في حساباتهم وفي تقديراتهم ولكن الله سبحانه وتعالى عند التقدير أيضًا
، بنفس ما ترى الناس أن هناك بعض السلبيات خصوصًا فيما يتعلق في المجازر وما يتعلق بالمعاناة الشديدة التي عاناها الشعب الفلسطيني هناك أيضًا مكاسب كبيرة جدًا، أصبح هناك تحول عالمي جذري إستراتيجي، هناك كلام اليوم في داخل عواصم في غاية الأهمية لا تطالب بحل الدولتين بل تطالب بتفكيك دولة إسرائيل
هذه المسألة ما كانت لتأتي على هذا المستوى من دون هذه التضحيات التي قُدِّمت ولعل هذه بعض التجليات، وحتى نصل إلى هذه الدرجة أن ليس هناك حلًا حقيقيًّا لهذه المنطقة إلا بتفكيك هذا الكيان العنصري الفوقي، الاستعلائي، الإحلالي، الاستيطاني، الاستعماري، العدواني، الذي لا يمكن التفاهم معه، وإن كانت الناس مصابة بالعمى ولم تر ذلك؛ فما رأيناه في غزة اليوم أصبحت المسألة واضحة جدًا، إنه لا يمكن التعايش مع هذا الكيان
هذا الكيان لن يسمح لأي دولة لأي مجتمع أو لأي الشعب بأن يكون متفوقًا عليه، بأن يكون عنده نهضة، عنده ديمقراطية، عنده مشروع وحدة، عنده مشروع ازدهار اقتصاد علمي، لأنه أي وحدة من هذه ستجعله أضعف منها أو سيكون تهديدًا له وبالتالي هو يقصد أن يبقى هذه الأمة مجزأة ومفككة وضعيفة ومنهكة وغير قادرة على عمل أي هذه المشاريع وبالتالي ليس أمامنا إلا أن نواجهه ونفكك هذا النظام، الآن هل هذا سيأتي عبر جيل أو جيلين، سنة أو عشرة؟
هذه المسألة لها علاقة بالتقدير الإلهي وكذلك لها علاقة بالقدرة الذاتية لكي نستجمع كل أسباب القوة حتى نحقق هذا الهدف، ولكن أي هدف آخر حقيقة هو في مضيعة للوقت، هو يصب في المصلحة الإسرائيلية.
ـــ ذكرت كلمة الجيش الذي لا يقهر، فهل يمكن أن تعود هذه الأسطورة عند الكيان الصهيوني بعد ما جرى لهم بعد عملية السابع من أكتوبر؟
ــــــ يعني لا شك أنَّه هناك اهتزاز ثقة كبير جدًا بهذا الجيش في منظومته الأمنية والاستخباراتية لدى شعبه، ولذلك هو يريد أن يستعيد هذه الصورة ولذلك جاءت هذه المجازر وشهوة الانتقام الكبيرة جدًا لمحو هذه الصورة ورسم صورة جديدة، هل ستنجح أم لا تنجح؟
طبعًا هذا الأمر من الممكن نجاحه وأيضًا من الممكن فشله، ممكن ينجح عند البعض ويفشل عند الآخرين، ولكن لا شك أن هذه الصورة قد اهتزت اهتزازًا شديدًا وقد يأخذ هذه المسألة أكثر من جيل يعني حتى تذهب هذه الصورة أو إنها تقل في حالة عدم انتصاره في هذه المعركة وقد تظل هي الصورة الغالبة أن هذا جيش غير أخلاقي وأن هذا جيش مهزوم ومكسور، وأنه استخدم الإبادة ضد العزل وضد النساء والأطفال حتى يستعيد هذه الصورة التي لم يستعدها.
ــــ ما هو موقف الدول الداعمة للكيان بعد الاتفاق إن حصل؟
ــــــ أمريكا في المعسكر الصهيوني بنسبة 99% فليس هناك فرق كبير، ولكن الوضع الأوروبي اختلف قليلًا مما كان عليه من بدء المعركة، هناك دول وحكومات وقطعًا شعوب كثيرة جدًا غيرت من سياساتها وأنها ترى أن ما فعله الإسرائيلي هو أمر غير مقبول، وأنّه لا بدَّ لتغيير هذه السياسة التي لا تفرق بين المقاتلين وبين العزل المدنيين والنساء والأطفال وهذا سيستدعي ليس فقط تغيير سياساتها ولكن يستدعي أيضًا في معالجات هذه الأمور في المستقبل فيما يتعلق بإعادة الإعمار وغيره
الحقيقة المسائل كلها متداخلة ومن الصعب ربطها يعني بعض هذه الدول مثلا تأخذ سياستها ليس فقط إذا كانت ترى أن هذا الموقف أخلاقي أو غير أخلاقي، مقبول أو غير مقبول، شرعي أو غير شرعي، لما لها مصالح حتى دول إسلامية ترى أن لها مصالح عند الأمريكان وأنا إذا أخذت موقفًا مبدئيًّا وأخلاقيًّا وكبيرًا ويكون معاكسًا للموقف الأمريكي أنَّها ستضطر إلى دفع أثمان
ولكن وبأنها ليست مستعدة لدفع الأثمان فهي لا تفعل شيئَا، فهي مسألة كلها متداخلة في بعضها وهنا تظهر الدول التي مواقفها قائمة على المبادئ والأخلاق أم أنهما قائمة على المنافع والمصالح أو المحاولة في التزاوج بينهما.
ـــــ في الطرف الآخر ما هو موقف الدول الداعمة لفلسطين؟
ــــــ قليلة جدًا، على المستوى الكلامي فالكل يتحدث عن الحقوق الفلسطينية، أما على المستوى الفعلي فلم نر شيئًا، باستثناء هذه الدول التي استعدت لتقديم أثمان على رأسها طبعا اليمنيين (الحوثي في اليمن) وهو يدفع أثمان، والذين يقولون غير ذلك إما أنهم يعني يتعاموا عن الحقائق أو أنهم لا يعلمون الحقائق وأعتقد أن هذا معيب؛ إنما هذه الحقيقة، أن هناك محاولات حقيقية تؤذي العدو وتؤذي من يساعدون هذا العدو، وخصوصًا الملاحة الدولية، وهذه أثرت عليه،
وكذلك في الشمال، الناس تتحدث لماذا لا يكون هناك مواجهة أكبر ولكن أيضا المسألة ليست بهذه السهولة، إنما هم يوجعون العدو أيضًا، أما الآخرون فمواقفهم إما أنَّها ضعيفة وتشير إلى الضعف والانكسار والانهزام العربي أمام الضغط والتبعية الأمريكية. و
إنما توقفت عند الحدود الكلامية والدعم المعنوي والمساعدات الإنسانية التي لا تؤثر في نتيجة الاعتداء الإسرائيلي بشكل مباشر، ولعل ما حدث يوم 11 نوفمبر أكبر مثال على ذلك، أي بعد 5 أسابيع من الحرب اجتمعت الدول العربية والإسلامية (57 دولة) ولم يتفقوا على أي وسيلة للضغط على أمريكا وإسرائيل، أخذوا قرارًا واحدًا وهو التأكد أن هذه المساعدات ستصل إلى شعب غزة، هناك جمعتُ أنا أكثر من 17,000,000 جندي وقد تصل إلى أكثر من 10,000 طائرة مجموعة، وأكثر من 30,000 دبابة وعشرات الألوف من المصفحات والغواصات والسفن وغيره
هؤلاء كلهم مجموعون وبالرغم من أنهم أخذوا القرار بإيصال مساعدات لم يستطيعوا أن يوصلوا قارورة ماء واحدة لطفل فلسطيني عطشان من دون أخذ الإذن من نتنياهو وموافقته، هذا إن دلَّ شيء سيدلُّ على هذا الضعف والفشل والانهزام العربي.
ــــــ نختم ببعض النصائح والدروس المستفادة من الأحداث التي تجري في الآونة الأخيرة ؟.
ــــــ هناك أشياء كثيرة جدًّا كما قلت ليس المجال الآن للحديث عنها باستفاضة ولكن لعل أهمها الدروس أن هذا الكيان لا يمكن التعايش معه في منطقتنا، هذا الكيان إما أن يكون مهيمنًا على كل المنطقة أو أن يزول، ليس هناك حل آخر فكل القوى التي طبعت معه وقبلت في الهيمنة، هي التي تريد أن تبقي على هذه الهيمنة وبالتالي الاعتراف في الكيان الصهيوني هو يصب في هذه المصلحة
هناك الشعوب حتى الآن وعلى رأسها الشعب الفلسطيني هو يرفض هذه المعادلة وهو مصمم على استعادة حريته واستقلاله وسيادته وبالتالي المعركة ستكون في المستقبل على هذه القوة، التي ستقر بهيمنة هذا العدو على المنطقة، وأنا أقول لهم أن ما رأيتموه حاضر للشعب الفلسطيني سيكون هو مستقبل لكم، وبالتالي لا بد من القوى الوطنية الشريفة والشعوب ومن المنظمات والتيارات والأحزاب كلها أن ترى في هذا الخطر الإسرائيلي و لزومية أن يكون المشروع الأكبر؛ الاستراتيجية العظمى لنا هي في تفكيك هذا، وهذا طبعا يحتاج إلى تفاصيل كثيرة عندي أكثر من استراتيجية تحدثت عنها ممكن الناس يرجعون لها، وهو كيف يُفكك هذا
ولكن لا بد بداية أن نتفق على الاستراتيجية ثم نرى كيف يمكن أن تحقق وهي تفكيك الكيان الصهيوني وانتزاع النفوذ الأجنبي في المنطقة العربية والإسلامية حتى يتسنى لنا القدرة على أن نستعيد مرة أخرى مشروع النهضة لهذه الأمة.