أدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تصاعد التوترات بين الدول العربية والنظام الإيراني.
فقد اتهمت العديد من الدول العربية إيران بدعم المنظمات المسلحة الفلسطينية، واعتبرتها مسئولة عن التصعيد العسكري، كما أدانت العديد من الدول العربية استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي واعتبرته تهديدًا للأمن الإقليمي، ويعد الموقف العربي من النظام الإيراني بعد إبادة غزة موقفاً متبايناً ومعقداً،
وقد قدمت بعض الدول العربية مثل مصر عروضاً للوساطة بين إسرائيل وحماس لوقف التصعيد المستمر وأدانت استهداف حماس وفصائل غزة للمدنيين الإسرائيليين واستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين،
بينما اتخذت دول عربية أخرى مثل الجزائر وتونس موقفاً أكثر مواجهة تجاه إسرائيل وأدانت أفعالها باعتبارها «عدوان صهيوني وحشي».
وبشكل عام، اتخذت الدول العربية موقفاً أكثر تشدداً تجاه النظام الإيراني بعد العدوان على غزة،وقد ازدادت الدعوات إلى عزل إيران وفرض عقوبات عليها، كما اتفقت الدول العربية على ضرورة العمل معاً لمواجهة التهديدات الإيرانية.
أمثلة على المواقف العربية تجاه النظام الإيراني بعد العدوان على غزة:
• السعودية: أدانت السعودية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة واعتبرته «جريمة حرب»، كما اتهمت إيران بدعم المنظمات المسلحة الفلسطينية، واعتبرتها مسؤولة عن التصعيد العسكري.
• مصر: أدانت مصر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة واعتبرته «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي»، كما حذرت مصر من استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، واعتبرته تهديداً للأمن الإقليمي.
• الإمارات العربية المتحدة: أدانت الإمارات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة واعتبرته «عملاً إرهابياً»، كما أكدت الإمارات على ضرورة العمل معاً لمواجهة التهديدات الإيرانية.
• قطر: أدانت قطر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، واعتبرته «انتهاكاً لحقوق الإنسان»، كما أكدت قطر على ضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في المواقف العربية تجاه النظام الإيراني؛ إلا أن هناك إجماعاً عاماً على ضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية.
وقد نفى المسئولون الإيرانيون المشاركة المباشرة في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، لكنهم رحبوا بالهجمات واتهموا إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة،وحذر المسئولون الإيرانيون من أن استمرار «جرائم الحرب» الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يمكن أن يوسع الصراع إلى المنطقة وأوضحوا إستراتيجية إيران الطويلة المدى لتوريط إسرائيل في حرب متعددة الجبهات.
لم يستطع العرب إنقاذ فلسطين منذ احتلالها،ولا ندري لِمَ تقاعسوا عن استرداد ما تبقى منها وفقاً لتلك التي يسمونها بـ(الشرعية الدولية؟)، كما لم يستطيعوا إنجاح وإكمال بنود أي اتفاقية ثنائية، وتقبلوا كل فرض جديد؛ في حينلا يزال القديم المُتفق عليه معلقاً، وفقدوا هيبتهم فساء أمرهم وانحنت رؤوسهم حتى أمام نظام الملالي المُتهالك الآيل للسقوط والزوال وهو السبب في محنتهم ومصائبهم والسبب في عرقلة مسير القضية الفلسطينية التي شق صفوفها وأوجد الفرص أمام المُحتل ليماطل ويتحجج بذريعة (عدم وجود مَن يتفق معه): مع منظمة التحرير الفلسطينية أم مع حماس؛ علماً بأن المُحتل يعلم جيداً أن منظمة التحرير هي السلطة الفلسطينية وهي الشرعية، وكيف لا يستغل المُحتل هذه الهدية التي أهداها إليه ملالي إيران..
تلك هي الحقائق التي يُثبتها واقع الحال في الضفة الغربية وغزة اليوم،
انظروا إلى حجم الجيوش التي تمركزت في شرق المتوسط استعداداً لكل طارئ، والعالم اليوم في جبهتي حرب إحداها في أكرانيا والثانية في الشرق الأوسط ضمن مخطط كبير للنظام العالمي؛مخططٌ مؤكد أن ملالي إيران جزءاً منه، حيث يستخدم الملالي أدواته في غزة ولبنان والعراق واليمن وسوريا للإيفاء بالدور المُلقى على عاتقها من قبل الغرب، وبسبب هذا الدور يتغاضى الغرب عن جرائم نظام الملالي في إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن وأوروبا.
السؤال هنا.. كيف يجب أن يفسر العرب ما هيأ له نظام الملالي من حرب إبادية لقطاع غزة راح ضحيتها الأطفال والنساء والمسنين الأبرياء العُزل..
هل هو استخفاف بأرواح الأبرياء كما استخف بأرواح مئات الآلاف في إيران من قبل ومثلهم في العراق وأكثر منهم في سوريا واليمن، كيف ينظر وكيف سيتعامل العرب مع نظام الملالي بعد أن وفر للصهاينة المبررات لإبادة غزة وضرب القضية الفلسطينية برمتها وتوسيع رقعة تهديد دول المنطقة، كيف سيتعاملون..
وماذا ينتظرون؟ ألم يروا كيف يدافع الغرب عن الملالي ويبرأهم من جرمهم وقبحهم ويُصر على قتل الأبرياء؟
تفسير العرب لما هيأ له نظام الملالي من حرب إبادة لقطاع غزة
كيف يجب أن يفسر العرب ما هيأ له نظام الملالي وما وفره من مسببات لحرب إبادة لقطاع غزة:
• يُفسرُ على أنه جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي؛ فقد أسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل مئات المدنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء ومسنين، كما تسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية في غزة.
• يُفسرُ على أنه خطوة أخرى داعمة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية ضد الشعب الفلسطيني؛فقد دأب المُحتل الإسرائيلي على ممارسة القمع والاضطهاد ضد الفلسطينيين منذ عقود، ويعتبر العدوان على غزة استمراراً لهذه السياسة.
• يُفسرُ على أنه محاولة من النظام الإيراني لاستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق أهدافه الخاصة؛فقد دعم النظام الإيراني المنظمات الفلسطينية المسلحة، ومن بينها حركة حماس في محاولة منه لتعزيز نفوذه في المنطقة.
وبناءا على هذه التفسيرات يجب أن يقف العرب صفاً واحداً ضد هذه الجريمة النكراء، كما يجب عليهم العمل على توحيد جهودهم لمكافحة الإرهاب ودعم القضية الفلسطينية العادلة، وإزالة مسببات تهديدهم وعدم استقرارهم بدعم التغيير في إيران وإقامة بديل ديمقراطي وطني حر يلبي مطالب الأقليات من خلال دولة ديمقراطية غير نووية تحترم الأعراف والقوانين وفي مقدمتها حسن الجوار والتعاون المشترك وهو البرنامج الذي يدعو إليه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أكبر وأقدم مظلة سياسية وطنية إيرانية وأقرب تيار سياسي معارض للعرب.
• وما يمكن للعرب فعله وتقديمه اليوم للرد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة يبدأ بممارسة الضغوط الحقيقية من أجل الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تقديم الدعم المادي والإنساني للشعب الفلسطيني في غزة، والضغط أكثر من أجل تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الدولي يجب على النظام الغربي(المجتمع الدولي) أن يضغط على إسرائيل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بدلا من تشجيعها على ذلك وتمويلها، كما يجب عليه أن يفرض عقوبات على إسرائيل لردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية حتى لو كان ذلك بالتظاهر.
نظرة العرب للنظام الإيراني بعد تسببه في غزو وإبادة غزة
لقد تغيرت نظرة العرب بشكل كبير إلى هذا النظام الإيراني الفاشي بعدما رأوا دوره في إثارة التصعيد في قطاع غزة، إذ بات يُنظر إليه هذه الأيام على أنه تهديد للأمن القومي العربي، وأنه يستغل القضية الفلسطينية لتحقيق أهدافه الخاصة،ونتيجة لذلك اتخذت العديد من الدول العربية موقفاً أكثر تشدداً تجاه النظام الإيراني وازدادت الدعوات إلى عزل إيران وفرض عقوبات عليها، كما اتفقت الدول العربية على ضرورة العمل معاً لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن للعرب اتخاذها للتعامل مع النظام الإيراني بعد العدوان على غزة:
• الاستمرار في إدانة النظام الإيراني ودعم القضية الفلسطينية.
• التشديد على ضرورة العمل معًا لمواجهة التهديدات الإيرانية.
• رفض أي نوع من عودة العلاقات مع النظام الإيراني.
• السعي إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
• دعم انتفاضة الشعب الإيراني والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وسائر قوى المعارضة الوطنية الإيرانية.
وعلى الصعيد الدولي يجب على الغرب أن يحددوا موقفهم من النظام الإيراني وأن يدينوا ممارساته الإرهابية وتدخلاته في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط، وأن يدعموا البديل الديمقراطي لإيران وأن يعترفوا بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه والوقوف إلى جانبه في انتفاضته المشروعة الجارية.
إلى الذين يعولون على ملالي إيران في نصرتهم تحلمون.. وليت نومكم يطول حتى تطول متعتكم بالنصر في أحلامكم؛ لسنا ضد نصركم وإنما نحن ضد العبث والاستهتار بأرواح ودماء الأبرياء.. نحن مع نصرة الحق وكل ما يحقق قيام الدولة الفلسطينية الكاملة ويوفر الأمن والأمان للمنطقة.
د. سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي