مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: نعيد من جديد (٣)

لو أراد أحد أن يأخذ موقفا صحيحا من أي مشروع له باطن يختلف عن ظاهره؛ فعليه بالنظر الدقيق إلى المآل الذي يهدف أصحاب ذاك المشروع للوصول إليه، والأمل الذي يعملون لأجله..

فإذا كان معروفا مثلا أن الهدف الأبعد للمشروع الصهيوني بقسميه (التوراتي والإنجيلي) هو الانتهاء من بناء هيكل سليمان الثالث على أنقاض المسجد الأقصى لاستكمال معالم مملكة اليهود لاستقبال عهد المسيح الموعود من نسل داوود، تطبيقا لقول قادة دولة التلمود: (لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)..

إذا كان كل ذلك كذلك؛ فإن منتهى آمال مشروع الشيعة الاثني عشرية- عجما. عربا- هو استكمال الهيمنة على جزيرة العرب من أطرافها-للوصول إلى لب قلبها، الذي يحوي الحرمين الشريفين بمكة والمدينة، اللذين لا إمامة للإمامية الاثني عشرية على الأمة الإسلامية إلا من خلال احتلالهما، وفرض دعوة الرفض من فوق منبريهما، تمهيدا لخروج مهديهم المنتظر من السرداب ليشيع القتل والدمار والخراب، في عامة بلاد من يصفهم الشيعة زورا بالنواصب أعداء أهل البيت، وهم عامة أهل السنة المسلمين.. حتى والله؛ أهل فلسطين!

ولذلك؛ لابد للباحثين عن الموقف السليم من أدعياء نصرة المستضعفين، أن يجيبوا عن الأسئلة الكبرى التالية:

 – ما الهدف الحقيقي الأبعد لمشروعهم؟

– وما الراية التي سيرفعونهما حال انتصارهم؟

– وما مصير عقائد الناس لو خضعوا لسلطانهم ورضوا بحكمهم حال تمكنهم؟

– وما هي هوية المناهج والعقائد والمذاهب التي يريدون فرضها ونشرها؟

– وما طبيعة الدعوة التي سيطلقونها من فوق منابر المساجد الكبرى لو وقعت تحت سلطانهم، وعلا فيها صوتهم؟

لابد من الإجابة الصحيحة الصريحة عن كل ذلك.. قبل وصفهم بالشهامة أو الشهادة، أو إسباغ صفات الرجولة على جندهم والبطولة على رموزهم

إن المؤشرات تشير الى أن اليوم التالي للحرب القائمة؛ سيشهد بدايات حرب قادمة، سيكون عنوانها الأبرز هو – والعلم عند الله -: (حرب المقدسات.. بين أصحاب المشروعات)..

وللحديث بقية إن شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى