١-لا يوجد نص في القرآن الكريم على لعن بني أميّة ولا غيرهم من بطون قريش ولا كل القبائل التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم أو تعامل معها سلبا أو إيجابا، والآية التي استشهد بها مقتدى نصت على من يؤذي الله ورسوله، وهذه الصفة قد تكون في واحد من بني أمية وقد تكون في ولحد من بني هاشم مثل أبي لهب الذي نص عليه القرآن، وقد تكون في العرب وفي غيرهم، فهي ليست نصا في قبيلة معينة. فهذا من مقتدى تلاعب مفضوح.
٢-إن الطعن في نسب بني أميّة هو طعن في بني هاشم، لأن بني أمية وبني هاشم جدهم واحد، فهم أولاد عم، وليس في قريش ولا كل العرب نسب أقرب لبني هاشم من بني أميّة.
٣-إن الطعن في نسب بني أمية هو طعن في بني هاشم لكثرة المصاهرة بينهما، ويكفي أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج ثلاثا من بناته لبني أمية (زينب وأم كلثوم ورقية) وتزوج منهم أم حبيبة بنت أبي سفيان أخت سيدنا معاوية.
٤-إن من أعلام بني أمية السابقين إلى الإسلام والهجرة المباركة الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وأم المؤمنين بنت أبي سفيان، فليس كل بني أمية من (مسلمة الفتح)، وهؤلاء أيضا قد امتن الله تعالى على رسوله بهم فقال: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فكانت أكبر نعمة اقترنت بالفتح دخول قريش كلها وغالب العرب في دين الله أفواجا، وبهؤلاء انطلقت الفتوحات الإسلامية العظيمة في العراق والشام ومصر وغيرها.
٥-لقد بشّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا الحسن بأنه سيصلح الله تعالى به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وقد تحقق ذلك فبايع سيدنا الحسن سيدنا معاوية وكان سيدنا الحسين تبعا لأخيه الحسن، فكيف يبايع الحسن والحسين من نص القرآن على لعنهم؟ وهما عندكم من
المعصومين، بمعنى أن قرارهما بالصلح والبيعة قرار إلهي.
٦-إن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا الحسن دليل على أن الخلاف السياسي ونحوه بين المسلمين وارد وحتى بين الصحابة، ولا يكفر أحد بسبب ذلك، وهذا هو الذي نص عليه القرآن الكريم فقال: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فأثبت القرآن لهما الإيمان، وأوجب الإصلاح، وهذا ما فعله سيدنا الحسن.
والحديث في هذا يطول، وما ذكرناه يكفي لمن أراد معرفة الحق، وحسبنا الله في كل من يبتغي الفتنة والتحريف في دين الله وتشويه هوية هذه الأمة وتاريخها المجيد، وإنه لمن غرائب الأمور أن يتطاول الغارقون في الفساد والتخلف والفاشلون في كل شيء على أولئك العظماء الفاتحين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.