د. ممدوح المنير يكتب: مع الله.. ألذّ ورقة في العالم!!

وقفنا في مقال سابق عند ضابط أمن الدولة المجرم الذي قال وهو يعذبني قل أحد أحد ساخرا فأجراها الله على لساني موقنا.
فتغيريت المعادلة وأصبحوا هم المذعورين وأنا المطمئن!
وتجدون رابط ما حدث لمن فاتته في أسفل المقالة.
بعدما لفوني في بطانية قذرة ووضعوني في الزنزانة وبعد إغمائه لا أعلم كم بقيت فيها استيقظت وبدأت أتحسس الأماكن التي تم صعقها بالكهرباء
وكان الألم شديدا ولا أستطيع أن أرتاح في أي وضعية من كثرة الكدمات والالتهابات،
فرقدت على ظهري وكانت حلمة الصدر الأيسر تؤلمني بشدة فقد كانت ملتهبة للغاية من الكهرباء.
وضعت إصبعي عليها أتحسسها لأرى هل فيها جروح أو نزيف، فوجدت يدي دون أن أدري تتحس جيب القميص الذي أرتديه منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع، فهو نفس القميص الذي اعتقلت به.
ثم كانت المفاجأة المذهلة التي ألجمتني.
في جيب القميص الذي تحسسته، كانت هناك ورقة في جيبي كتبتها بنفسي قبل الاعتقال بعدة ساعات، فيها نحو عشرة أسماء بأرقام هواتفهم!!!
وقصة هذه الورقة سريعا، مع بداية الأحداث كان الاتصالات على هاتفي لا تنقطع سواء من وسائل الإعلام أو من الناشطين أو الرموز السياسية أو حتى المصورين الذين كانوا ينتشرون في أنحاء المدينة لتصوير التظاهرات والاشتباكات وإرسالها إلىّ لنشرها على المدونة أو إرسالها لوكالات الأنباء.
حتى أوشكت بطارية الهاتف على الانتهاء ولا يوجد شاحن بجواري، فأخذت ورقة وكتبت سريعا أسماء أهم الأشخاص الذين أحتاج إلى التواصل معهم من صحفيين وسياسيين وقيادات عمالية وناشطين حتى استخدم هاتف آخر وقد كانت الهواتف أيّامها في ٢٠٠٨ عتيقة ووضعتها في جيبي ونسيتها وتذكرتها فقط في هذه الزنزانة.
الرسالة التي أراد الله توصيلها
هل تدرك معنى أن تجد هذه الورقة التي جنّ جنونهم للحصول على مثلها؟
هل تفهم أو تستوعب الرسالة التي أراد الله توصيلها مذكرات المنير إليّ في نهاية هذا الجزء الأصعب من المحنة؟!
إنّ الله يخبرني أنّ كل ما مرّ بك رغم صعوبته إلا أنّ لطفي كان يحيط بك وأنّ الداخلية بكل مجرميها وبهامانهم الأكبر وزير الداخلية الأشهر في العالم العربي حبيب العادلي الذي حضر التحقيق لم يستطيعوا الوصول إلى شيء انها باختصار «لن يصلوا إليك» الآية.
لأنني أنا الله من قررت ذلك ودبرت ذلك ومكرت بذلك، هكذا ببساطة تعمل طلاقة القدرة وطلاقة القوة، إنّه الله جبّار السموات و الأرض، فكان لطف الله هو الساتر، وكان حفظه هو الحائل.
فكان جنود فرعون وملأه الأعلى في كل جلسة تعذيب ينزعون عنّي ثيابي على باب غرفة التحقيق ويلقونها على الأرض وأدخل عليها بما يستر العورة فحسب.
ويعذبوني للحصول على أسماء لجعلها نقطة ارتكاز لقضية كبرى ويحضر وزير الداخلية أحد مرات التحقيق ويفشل الجميع.
والأسماء في جيبي والورقة في القميص والقميص على الباب!!
وفي كل مرة أدخل وأخرج وهم من يخلعون ملابسي وهم من يضعوها عليّ مرة أخرى والورقة في جيبي وأنا لا أعلم وهم لا يعلمون شيئا والله وحده من علم ودبر!!!
يا للهول ويا للعظمة، لو وجدو هذه الورقة لتغير المسار تماما ولتم اختراع القضية والتي بكل تأكيد ستكون عسكرية وربما تم حلّ البرلمان، سأتحدث عن ارهاصات ذلك لاحقا.
كان الوطن سيدخل في طريق لا يعلم إلا الله أين سينتهي وربما كنت مازلت في السجن حتّى الآن!!
لقد بكيت حينها كثيرا، ليس من آلامي ولكن من فرحتي من عناية الله وتدبيره ورسالته الواضحة والمباشرة التي لا يعقلها إلا أعمى، رغم كل ما حدث لك، فقد كان لطفي حاضرا ومعيتي تعمل في هدوء وصمت.
وأكلت الورقة وبلعتها بلعا وكانت ألذ ورقة أكلتها في حياتي، نعم لم تنهي القصة (مرفق خبر صحفي يعرض جانب آخر من التنكيل).
فيا أيها الثابتون في زمن الفتن
ربك الذي أنجى ورقة من أعين الظالمين، قادر على أن ينجيك، ويظهر الحق بك، ويرفع رأسك رغم القيد.
إذا أحاط بك الظلم من كل جانب، فتذكّر أن الله محيط بهم من فوقهم، وأن الليل مهما طال، لا بد أن يعقبه فجر.
اثبت… وتيقن أن معية الله لا تتركك.
حتى وأنت في أضعف حالاتك، وحتى إن ظننت أن لا أحد يراك، فالله يراك،
ويُمهّد لك من حيث لا تدري.
فكن مع الله.. يكن الله معك