د. وصفي أبو زيد يكتب: درس بليغ للمصلحين وأصحاب الهم الدعوي
في مطلع سورة الأنفال درس بليغ للمصلحين وأصحاب الهم الدعوي، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). [سورة الانفال: 1].
رغم أن السورة تتحدث عن انتصار المسلمين في غزوة بدر، وهو أعظم انتصار في تاريخ الإسلام، وكان المتبادر للذهن أن تتحدث السورة عن النصر ومقوماته، وتستعرض بلاء الصحابة الحسن وبذلهم في هذه الغزوة، فإن التناول القرآني آثر الحديث عن المشكلة!
وهذا يدل على أن القرآن كان يربي هذا الجيل الفريد تربية خاصة، تربية دقيقة فريدة صافية صادقة متينة، لا يفوت لهم شيئا؛ ذلك أن هذا هو الجيل الأول هو الذي سيحمل الرسالة ويبلغ الدعوة، وتقتدي به الأجيال اللاحقة، ومن ثم كانت تربية القرآن لهم على هذا المستوى الرفيع..
ولهذا كان المصلحون والمجددون دائما يراعون ذلك في تربية الجيل “الطليعة” الذي سيحمل الفكرة ويبشر بها ويدعو لها.
وفي هذا إشارة من ناحية أخرى إلى أن أصحاب المشاريع الجديدة والتجديدية يحتاجون في تأسيسها إلى هذا الصفاء والنقاء، والدقة البالغة في الانتقاء والتربية والتوظيف!
إنه القرآن العظيم الذي يهدي للتي هي أقوم!