مقالات

د. ياسر عبد التواب يكتب: المبعوث رحمة للعالمين ﷺ

حرص النبي على إيمان الناس وصبره على ذلك،

كان النبي عليه السلام أحرص الناس على الناس..

كيف لا وهو المبعوث رحمة لهم

وكان من حرصه عليهم تكاد تذهب نفسه على المفرطين والمقصرين حسرات

لقد لبث بمكة ثلاثة عشر عاما يتبع الناس في منازلهم في المواسم ومجنة وعكاظ يقول من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة

أخرج الطبراني عن ابن عباس في قوله تعالى:]فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ [(هود: من الآية1.5) ونحوهذا من القرآن قال: إن رسول الله كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى، فأخبره الله عز وجل أنّه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذَّكر الأول، ولا يضلُّ إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول، ثم قال الله عز وجل لنبيه:] {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ* إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}(الشعراء:3/4)

ولنأخذ مثلا على صبر النبي على الدعوة وبيانها بأوضح عبارة وبوضوح أولويات الدعوة عند من يرسلهم الحبيب

ومن ذلك ما ورد عن وفود ضمام على النبي وخبره معه ودخوله في الإسلام حيث أخرج ابن إسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمامَ بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله ، فقدم إليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله جالس في أصحابه؛

وكان ضِمام رجلاً جَلْداً أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله e في أصحابه. فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله : «أنا ابن عبد المطلب ». فقال: أمحمد؟ قال: « نعم». قال: يا ابن عبد المطلب إنَّي سائلك ومُغَلَّظ عليك في المسألة فلا تَجدنَّ في نفسك.

قال: «لا أجد في نفسي فسَلْ عمَّا بدا لك» فقال: أنشدك الله إلهَك وإله من كان قبلك وإلهَ من هوكائن بعدك: اللهً بعثك إلينا رسولاً؟

قال: « اللهمَّ نعم» قال: فأنشدك الله إلهَك وإلهَ من هوكائن بعدك: آللَّهُ آمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟ قال: « اللهمَّ نعم ». قال: فأنشدك الله إلهَكَ وإلهَ من كان قبلك وإلهَ من كائن بعد: الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهم نعم»

قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة، والصيام، والحج، وشرائع الإسلام كلّها، ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإنَّي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص؛ ثم انصرف إلى بعيره راجعاً. قال: فقال رسول الله : «إنْ صدق ذو العقيصتين دخل الجنة».

ولقد كان رسول الله يعرف كيف يتعامل مع النفوس وكيف يستخرج منها الحق وكيف يستلين القلوب القاسية هيا نتأمل كيف استخرج شهادة الحق من عالم يهودي بمناشدته له بالله تعالى (الذي أنزل التوراة على موسى)

سبحان الله ما أعظم حكمته r وقدرته على سبر أغوار النفوس وهكذا يكون الدعاة والقصة بطولها أخرجها مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال مر على رسول الله بيهودي محمم مجلود فدعاهم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم فدعى رجلا من علمائهم فقال أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قال لا ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد الرجم ولكنه كثير في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله اللهم إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه فأمر به فرجم)

يناشدهم بما يؤمنون به نصرة وإحياء للحق

فتعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى