مقالات

د. ياسر عبد التواب يكتب: توقعات بشأن تدخلات الكيان الصهيوني في سوريا

قد تتنوع التوقعات لما يحدث في سوريا سواء من النظام الجديد أو من الكيان الصهيوني الدي يستغل الوقت لتحقيق أهداف ومكاسب صغرت أو كبرت متكئا على الحماية الأمريكية المعتادة ومستغلا ظروف انشغال النظام الجديد ومحركا ربما لعملاء له في الداخل..

وعموما تدور تلك التوقعات وفقًا للعديد من العوامل الإقليمية والدولية.

بحيث يمكن تلخيص أهم هذه التوقعات في النقاط التالية:

1- الاستمرار في ضربات الطيران الإسرائيلي لفترة طويلة:

من المتوقع أن تستمر إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية ضد ما تزعم أنه أهداف إيرانية ومواطن لحزب الله في سوريا، كما تفعل بدعوى مقاتلة حماس فتدك غزة كلها لكنها في الحقيقة تعمل على تقليم أظافر النظام وامكاناته خاصةً تلك التي تهدد أمن الكيان أو التي تشكل تهديدًا للحدود الشمالية، بما في ذلك الأسلحة المتطورة التي قد تصل إلى حزب الله أو القوات الإيرانية. هذه العمليات عادةً ما تتم تحت شعار «منع التموضع الإيراني» في سوريا. وهذا لو تمادى فيه الكيان سيكون أثره وخيما وان كنت أي تبعد قدرته على ذلك في بلد مترام كسوريا ومع جماعات هي جهادية بالأساس

2- التركيز على الهجمات على البنية التحتية العسكرية:

إسرائيل قد تستمر في استهداف المنشآت العسكرية التي تشكل تهديدًا مباشرًا لها أو لمصالحها في المنطقة، مثل مخازن الأسلحة، ووسائل النقل اللوجستي الإيرانية، وبعض مواقع الصواريخ والمعدات العسكرية التي قد تُستخدم ضدها.

3- استمرار التوسع الجغرافي واحتلال مزيد من الأراضي والوقوف عند حدود مدروسة لفرض واقع جديد بغية التفاوض اللاحق او لتحقيق أحلام التوسع والانتشاء بالانتصارات الدعائية

4- ⁠الانخراط في حرب غير مباشرة عبر وكلاء: من المحتمل أن تعزز إسرائيل دعمها لبعض الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري الحالي في سوريا. (قسد مثلا او ما قد يندلع لاحقا) هذا من شأنه أن يكون جزءًا من الاستراتيجية الإسرائيلية لتقويض النفوذ السوري الجديد دون الانخراط المباشر.

– توقعات تصرف الثورة السورية ضد التدخلات الإسرائيلية:

1- الاستمرار في المقاومة ضد التدخلات الخارجية: قد تواصل فصائل الثورة السورية مقاومتها وانطلاقا من معارضتها لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، سواء كان إسرائيليًا أو من قوى أخرى. تلك الفصائل قد ترى في الهجمات الإسرائيلية جزءًا من الأجندة التي تضر بسيادة سوريا وتطيل أمد الحرب، ولا تشعر بالراحة في قبول أي نوع من التدخلات الأجنبية ولكن هذا من شأنه أن يشغلها عن التحديات الداخلية ويمتح الفرصة للمتربصين والطابور الخامس للتشويه الإعلامي لكل تصرف وعكسه فإن قاوموهم قالوا تركوا مشاكل الشعب وأدخلونا في صراع مفتوح وان تركوهم قالوا تركوا الأعداء ينهون الدولة وينتقصون سبادتها!

2- الثورة ونظامها بين مطرقة المقاطعة الدولية أو تحكمات القوى المتنفذة نقص التنسيق مع القوى الكبرى والثورة السورية ستتعرض لضغوط كبيرة من العديد من القوى الإقليمية والدولية، وهذا تحد آخر كبير إذ كيف تحقق استقلالها ومصلحة شعبها بين تنازع المشروع الروسي والأمريكي وتابعه إسرائيل

وأيضا وسط مشروع تركيا المتذبذب بينهما وأخيرا مشروع إيران الذي له اتباعه المخفيين في الدولة مما يجعل المواجهة مع إسرائيل مسألة معقدة. وسط كل تلك التنازعات والصراعات قد تبقى بعض فصائل الثورة في موقف محايد أو معارض لهذه التدخلات، ما لم تكن هناك ضمانات لتسوية سياسية تشمل مصالح الشعب السوري.

إجمالًا، الأمر يعتمد بشكل كبير على التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة، وكيفية تطور النزاع السوري وحجم النفوذ الدولي في سوريا في المستقبل.

لكن من الواجب على الثورة وعلى نظامها الجديد المبادرة الى ردع التوسع والعدوان الإسرائيلي بعمليات دقيقة ومدروسة (داخل سوريا وفي الجولان وخارجها) تورث انطباعا بالحزم والردع دون الدخول الى مواجهات مفتوحة ولا إلى الشعار المخزي لنظام مخلوع كلما أهين قال سأحتفظ بحق الرد! ولم يفعل شيئا منذ خمسين سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights