الأمة الثقافية

“رثاء”.. شعر: سمير محمّد عشماوي

معارضة لقصيدة أبي البقاء الرّندي (لكلِ شيءٍ إذا ما تمّ نقصانُ)

لكلِ أمرٍ إذا ما زاد نقصانُ

فلا دوامٌ ولا عزٌ ولا شانُ

 وهذه الدارُ للأحزانِ مبنيةٌ

وكلُ فرحٍ بها تطويه أحزانُ

فلا تُغرّ بما بيديكَ من نِعَمٍ

فقد يزول بلحظٍ منك بستانُ     

فاشكر إلهك في السّرّا وضرّاءٍ

واعلم بأن وراء العُسرِ إحسانُ

ولا تغرك دنيا زُيّنت خُدَعا

فكل مجدٍ على الأيام فتّانُ   

والشكرُ للهِ يأتي في زيادتهِ

خيرا يخصّكَ رحمنٌ وحنّانُ   

واصبر على قدرٍ تجري مشيئتهُ

فالخيرُ آتٍ لمن في الله إيمانُ

والدهرُ يمضي ولا تبقى محاسنهُ

إلا القلوب التي بالطهرِ تزدانُ

واجعل لسانكَ بالآياتِ مزهوًّا

فهيَ الشفاءُ وفيها الخيرُ أجنانُ

اللهُ أكبرُ فوق الكونِ قاطبةً

لا تجزعنّ ورب الكونِ (رحمنُ)

إن ضاق صدركَ فاذكر ربنا الأعلى

يفيض فضلا وفي تدبيرهِ شانُ

كم زال ملكٌ وكم بادت حضاراتٌ

وكم ترعرع في الغاباتِ بستانُ

وكم بصحراء أرضٍ جدّ قاحلة

لا يسكنن بها إنسٌ ولا جانُ

وفي اللياليَ حولي كل من رحلوا

عني وكانوا سرورا  أينما كانوا

بقيتُ وحدي أسير الشوق أجرعهُ

يروِي فؤادي وللأحزانِ أحزانُ 

مرَّ الخيالُ بقلبي صرتُ أتبعهُ

كأنما القلب للأطيافِ سكّانُ

أبكي ليالٍ حسانٍ عشتُها معهمْ

ضوءٌ يشعُّ ولا يطويهِ نسيانُ

إن مرَّ طيفٌ على قلبي يذكّرني

عاد الحنينُ وزاد الجرحُ نيرانُ

يبيتُ دمعيَ طول الليل يعصرني

والشوقُ يُشعِلُ في جنبيَّ بركانُ

أسامرُ النجمَ في الظلماء أسألهُ

هل يحملُ النورَ للأحباب عنوانُ

تركوا لنا السّهد والأحزان تسكننا

وينعقُ البومُ من حولي وغربانُ

فالذكرياتُ وذاك البُعدُ يقتلني

والحزنُ في أضلعي نارٌ وحرمانُ

أبكي الليالي فلا أملٌ يواسيني

(مَن ســرّهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights