حثت الزعيمة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي الاتحاد الأوروبي علي تبني خطوات أكثر تشددا تجاه النظام المستبد في إيران
وخاطبت رجوي نواب البرلمان الفرنسي خلال كلمة القتها خلال مؤتمر عقد في باريس و السيدات والسادة النواب، السيد فيدال كوادراس قائلة في العام الماضي، سعينا خلال جلسات متعددة، وخاصة في هذه القاعة (قاعة كستور)، إلى أن نُظهر بأنّ الديكتاتورية الدينية قد صنعت صورة زائفة عن قوتها من خلال الإعدامات والإرهاب وإشعال الحروب.
وواضافت للأسف، حاول أنصار سياسة المساومة في أوروبا والولايات المتحدة أن يُقنعوا الآخرين بأنّ هذا النظام قوي. لكنّ العالم بات اليوم مدركًا لضعف هذا النظام.
ومضت للقول :فلو كانت قوّته قائمة على أسس حقيقية، لما خسر بهذه السرعة النفوذ الذي كان قد كسبه في سوريا ولبنان، ولَما انهارت جحافله بهذه السرعة أمام هجمات الثوار خلال عملية الإطاحة بديكتاتور سوريا.
الضعف الجوهري للنظام الإيراني
ووجهت حديثه لنواب البرلمان الفرنسي قائلة :أود الآن أن ألفت انتباهكم إلى الضعف الجوهري الذي يعانيه النظام في مواجهة الشعب والمقاومة اللذين يسعيان إلى إسقاطه.
واضافت في السادس من أيار من هذا العام، اعترف “إيجئي” رئيس السلطة القضائية التابعة للملالي، بأن حوالي 90 ألف متظاهر، كان العديد منهم من الطلاب والتلاميذ، قد تم اعتقالهم خلال احتجاجات عام 2022 [1].
في الواقع، فإنّ الشعب الإيراني، ولا سيما الجيل الشاب، يعيش في حالة تمرّد وانتفاض ضد النظام.

وفي الأسبوع الأخير من أبريل، وقّعت وزارة التعليم رسميًا مذكرة تفاهم مع قوى الأمن، تتولى بموجبها هذه القوات تنفيذ تدابير أمنية ورقابة سياسية على التلاميذ والمعلمين في المدارس والثانويات.
وعادت للقول :في العالم كلّه، يُعرف سجن إيفين بأنه رمز الاستبداد في إيران، وهو يذكّر إلى حدّ ما بسجن الباستيل في فرنسا.
لكن في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، أطلق السجناء السياسيون داخل أجنحة إيفين هتافات جماعية ضد خامنئي.
أما عائلات السجناء فقد تظاهروا بشجاعة أمام هذا السجن.
واردفت وهذه الاحتجاجات تعبّر عن صورة المجتمع الإيراني اليوموخلال السنة الماضية، وفقا لرجوي احتجّ العمال والعاملون في قطاع النفط والمعلمون والممرضون والمتقاعدون والسائقون آلاف المرّات ونفّذوا إضرابات متكرّرة.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل وحدات الانتفاضة نشاطها يوميًا في جميع أنحاء البلاد، وهي تنفذ العمليات الخارقة للقمع.
واشارت لمواجهة الملالي هذه الانتفاضة بتنفيذ 1150إعدامًا في السنة الإيرانية الماضية فضلا عن أن أحكام الإعدام ضد مؤيدي مجاهدي خلق في تصاعد خلال الأشهر الأخيرة، في محاکم دون محام دفاع.
واستدركت الزعيمة المنتخبة للمقاومة الإيرانية إذا أردنا أن نختصر، يمكننا القول إن نظام الملالي بات محاصرًا بسخط الشعب واستيائه.
وقد أشار خامنئي نفسه إلى هذا الأمر في مناسبة دينية: إذ قال إنه لا يتوقع تهديدًا من أمريكا أو إسرائيل، بل ركّز على ما سمّاه “الفتنة” داخل البلاد، أي الانتفاضات الشعبية، وتوعّد بالقمع.

وتابعت لقد قلنا دائمًا لهذا النظام: يجب أن يتراجع عن برنامجه النووي وعن إشعال الحروب وعن القمع وقلنا للدول الغربية: إذا استطعتم إجبار هذا النظام على التخلّي عن القنبلة والصواريخ، فلا تترددوا..
واضافت لكنّ تجربة ما يقارب ثلاثة عقود من التفاوض واضحة أمام الجميع؛ فالنظام في كل مرة استخدم المفاوضات لشراء الوقت، ثم واصل استكمال منشآته النووية.
وحول طموحات النظام النووية علقت رجوي ولو لم يكن هذا النظام يسعى وراء القنبلة، لما أضاع ألفي مليار دولار من أموال الشعب الإيراني في هذا السبيل.
وأشارت إلي أنه ثلاثة أسابيع، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقع نووي سري جديد تابع للنظام في منطقة سمنان شرق طهران، وهو جزء من الجهاز المسؤول عن تصنيع القنبلة النووية.
وكما أكدت المقاومة الإيرانية مرارًا، فإن الخطوة الأولى لمنع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران من امتلاك القنبلة النووية، هي تفعيل آلية الزناد، وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي، والتفكيك الكامل للبرنامج النووي للنظام، وخاصة أنشطة التخصيب.
وهنا يلعب الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا دورًا حاسمًا ومصيريًا كما اكدت رجوي .
وخلصت في النهاية للقول :لكن الحل النهائي لإنقاذ المنطقة والعالم من خطر امتلاك عرّاب الإرهاب في العالم المعاصر للقنبلة النووية، هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، وإرساء الديمقراطية وسيادة الشعب في إيران.
وطالبت الغرب ، بدلاً من مواصلة سياسة المساومة التي فشلت مرارًا خلال العقود الثلاثة الماضية، أن يتخذ موقفًا حازمًا ضد هذا النظام، على غرار المبادرة الأخيرة التي اتخذتها فرنسا برفع دعوى ضد النظام بتهمة احتجاز الرهائن