سنرجعُ يومًا إلى حَـيِّنا.. شعر: هارون هاشم الرشيد
سنرجعُ يوماً إلى حيّنا
ونغرق في دافئاتِ المُـنى
سنرجعُ مهما يمرُّ الزمان
وتنأى المسافاتُ ما بيننا
فيا قلبُ مهلاً ولا ترتمِ
على دربِ عودتِنا مُوهَنا
يعزُّ علينا غداً أن تعود
رفوفُ الطيورِ ونحنُ هنا
هنالكَ عندَ التلالِ تلالٌ
تنامُ وتصحو على عهدِنا
وناسٌ همُ الحُب، أيامُهم
هدوءُ انتظارٍ شجيُّ الهَنا
ربوعٌ مدى العينِ صفصافُها
على كلِّ ماءٍ وَهَى فانحنى
تَعُبُّ الظُهَيْراتُ في ظنّه
عبيرَ الهدوءِ وصفوَ الهَنا
سنرجعُ.. خبّرني العندليب
غداةَ التقينا على منحنى
بأنَّ البلابلَ لمّا تزلْ
هناكَ تعيشُ بأشعارِنا
وما زالَ بينَ تلالِ الحنين
وناسِ الحنينِ مكانٌ لنا
فيا قلبُ كم شرّدتنا رياحٌ
تعال سنرجع.. هيا بنا
—————————————-
هارون هاشم الرشيد
وُلدَ “هارون هاشم الرشيد” في غزّة عام 1927م، ودرسَ في مدارس غزّة، وأنهى دراسته الثانوية في 1947م، وحصل على شهادة المعلمين العليا بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة، وعمل في سلك التعليم حتى عام 1954م..
– انتقل بعد ذلك للعمل في المجال الإعلامي، فتولى رئاسة مكتب إذاعة “صوت العرب” المصرية في غزة عام 1954م، لعدة سنوات، وعندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة حتى عام 1967م.
– بعد احتلال قطاع غزّة عام 1967م، انتقل “هارون هاشم رشيد” إلى القاهرة بعد مضايقات من قوات الاحتلال، وتم تعيينه رئيسا لمكتب منظمة التحرير هناك، ثم عمل لمدة 30 عاما (مندوب دائم) لفلسطين في لجنة الإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية.
– واصل رشيد عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر، وأصدر قرابة 22 ديوانا شعريا، وكتب أكثر من 90 قصيدة لفنانين عرب أبرزها قصيدة سنرجع يومًا التي غنتها الفنانة اللبنانية فيروز.
– أُطلِقَت على الشاعر “هارون هاشم الرشيد” تسميات كثيرة عبر مشواره الشعري: (شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر)
أطلقَ عليه الشهيد خليل الوزير، عام 1967م: شاعر الثورة، أما الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة، فقد أطلق عليه لقب: (شاعر القرار 194) قرار حق العودة.
– عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد الاحتلال ومعاناة الغُربة، وشاهد بعينيه جنود الجيش البريطاني قبل الإسرائيلي يهدمون المنازل، ويقتلون العُزّل والأطفال والنساء والشيوخ، حتى أصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني.
ومن قلب تلك المِحَن، كانت تجربة هارون الإبداعية التي كتبها بمداد الوجع
أهم الأعمال الشعرية:
(22 ديوان شعر)
«الغرباء»
«عودة الغرباء»
«غزة في خط النار»
«حتى يعود شعبنا»
«سفينة الغضب»
«رحلة العاصفة»
«فدائيون»
«مفكرة عاشق»
«يوميات الصمود والحزن» «ثورة الحجارة»
«طيور الجنة»
وغيرها.
تغنّى بأشعاره كثيرون من مطربي العرب، وله حوالي 90 قصيدة قدّمها مطربون..
في مقدمة من شَدوا بأشعاره: فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وغيرهم.
كتب 4 مسرحياتٍ شعريةٍ، منها مسرحية «السؤال» من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي.
مسرحية «سقوط بارليف» وقُدّمَت على المسرح القومي بالقاهرة عام 1974م
مسرحية «عصافير الشوك»،
– كتبَ العديد من المسلسلات والسباعيات لإذاعة “صوت العرب” المصرية، وعدد من الإذاعات العربية.
الدراسات:
قدم العديد من الدراسات منها:
1- الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).
2- مدينة وشاعر: حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).
3- الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).
الجوائز:
نال هارون هاشم رشيد عدة جوائزَ تقديريةٍ منها:
1- الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977م.
2- الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988م.
3- وسام القدس عام 1990م.
الوفاة:
في 27 يوليو 2020م، رحلَ عن الدنيا أحد أساطين الشعر العربي الكبار، الشاعر الفلسطيني “هارون هاشم رشيد”، في مدينة “ميسا ساجا” الكندية عن عُـمرٍ ناهز 93 عامًا