صلة الرحم من العبادات الاجتماعية
الأمة/ صلة الرحم من محاسن الأخلاق، ومن العبادات الاجتماعية التي حثّ عليها الشرعُ في مطلق الأوقات، فقد دعا الله عزوجل عباده إلى صلة الأرحام في تسع عشرة آية من القرآن الكريم، ولهذا حرص سلفُ هذه الأمة على صلة أرحامهم، رغم صعوبة التواصل في زمانهم، لذا صار موضوع صلة الأرحام يسيرا سهًلًا في وقتنا الحاضر، مع توفر وسائل الاتصال بأنواعها، ووسائل المواصلات بأشكالها.
ولصلة الرحم طعمٌ آخر في رمضان، حيث تتبادلُ الأُسَرُ والعوائل والجيران الزياراتِ والتهاني وأطباقَ الأكل وأنواع الشراب والهدايا ونحوها، لذلك كانت صلة الأرحام من الأعمال الحسَنة والطيِّبة التي يستحسن التأكيد عليها في شهر الخير.
وقد دلّ على فضل صلة الرحم مجموعةٌ كبيرةٌ من الأحاديث الصحيحة، منها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يبسط في رزقه، وينسأ في أجله؛ فليصل رحمه” رواه البخاري. ومعنى ينسأ: أي يؤخّر.
إن أدنى مراتب صلة الرحم أن يصِلَ المسلمُ أرحامَه بالكلام ولو بالسلام. روى ابنُ عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسلام” أخرجه البزار والطبراني وحسنه الألباني. بُلُّوا: أي ندُّوها بِصِلَتِها، وهم يطلقون النداوة على الصلة، كما يطلقون اليبس على القطيعة.