تقرير صحقى
يخضع الروائي المصري الكبير صُنع الله إبراهيم (88 عاماً) للعلاج في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة بعد إصابته بـ التهاب رئوي حاد استدعى وضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي. وتأتي هذه الوعكة بعد أشهر من خضوعه لعملية جراحية في مايو (أيار) الماضي إثر تعرضه لكسر في مفصل الحوض.
وأعلنت وزارة الثقافة المصرية أن الحالة الصحية للأديب الكبير بدأت في التحسن، حيث أفاد الفريق الطبي المعالج بتحسن المؤشرات الحيوية، واستقرار وضعه بعد رفعه من على أجهزة التنفس، مؤكداً أن المتابعة الطبية مستمرة لضمان استقرار حالته.
وزار وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو الكاتب الكبير في المستشفى، مؤكداً حرص الدولة على تقديم أفضل سبل الرعاية الصحية له، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية التي أولت اهتماماً كبيراً بالحالة الصحية لصُنع الله إبراهيم، تقديراً لإسهاماته الأدبية والثقافية الممتدة.
وخلال الزيارة، التقى الوزير د. نادية صنع الله، ابنة الكاتب، وأكد لها متابعة الدولة لحالته لحظة بلحظة بالتنسيق مع وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار.
وكان عدد من المثقفين والكتّاب قد دعوا لعلاج الكاتب الكبير على نفقة الدولة، من بينهم الكاتب الدكتور خالد منتصر عبر منشور على حسابه في «فيسبوك»، والشاعر فاروق جويدة الذي ناشد الجهات المختصة عبر مقال في صحيفة «الأهرام».
صُنع الله إبراهيم… صوت مختلف في الرواية العربية
يعد صُنع الله إبراهيم من أبرز الروائيين العرب في العصر الحديث، وهو صاحب تجربة أدبية متفردة اتسمت بالانخراط العميق في الشأن السياسي والاجتماعي. أصدر أولى رواياته “تلك الرائحة” عام 1966 بعد خروجه من السجن، حيث قضى خمس سنوات في المعتقل خلال عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بسبب انتماءاته اليسارية. وقد تعرضت الرواية للمصادرة لسنوات طويلة.
ومن أبرز أعماله أيضًا:
“نجمة أغسطس” (1977) التي تناول فيها مشروع بناء السد العالي.
“شرف” التي صنفت ضمن أفضل الروايات العربية.
“اللجنة”، التي وصفها النقاد بأنها تجسيد أدبي للبيروقراطية والسلطة القمعية.
رواية “بيروت بيروت” التي رصد فيها مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية من خلال تجربة شخصية.
وفي عام 2013، تم تحويل روايته “ذات” إلى مسلسل تلفزيوني شهير بعنوان “بنت اسمها ذات” بطولة نيللي كريم وإخراج كاملة أبو ذكري، تناول الحياة المصرية عبر عقود متتالية.
نال صُنع الله إبراهيم جوائز أدبية عديدة، منها:
جائزة ابن رشد للفكر الحر (2003)
جائزة كفافيس الدولية (2017)
كما رفض “جائزة الرواية العربية بالقاهرة” احتجاجاً على مواقف سياسية، ما أثبت التزامه الدائم بمبادئه، وفقاً لما قاله عنه النقاد.
ووصفه الروائي عادل سعد بأنه “صوفي الرواية” وأحد أنقى الأصوات الإبداعية، قائلاً: “هو أديب يكتب ما يؤمن به، لا يساوم، ولا يسعى للاستعراض”، فيما اعتبره الناقد مصطفى عبد الله أحد أبرز كتّاب جيل الستينيات، الذين سعوا لخلق صوت مختلف في الرواية، خاصة باستخدامه للوثيقة والمعلومة ضمن البناء السردي، مدعوماً بخبرته الصحفية الواسعة وتنقلاته في الخارج.